فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فى السابعة إلا الربع تقريبا

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
العربى عبدالوهاب

العربى عبدالوهاب


عدد الرسائل : 25
العمر : 57
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

فى السابعة إلا الربع تقريبا Empty
مُساهمةموضوع: فى السابعة إلا الربع تقريبا   فى السابعة إلا الربع تقريبا I_icon_minitimeالأحد 19 أكتوبر 2008, 12:52 am

فى السابعة إلا الربع تقريبا


العربى عبدالوهاب


(1)
حين كانت برودة الصباح تغزو الأوصال وتفيق البيوت من نعاسها الليلى كان سائقو العربات وعاملو المزلقانات ورجال المرور يهشون النوم عن أحداقهم ويفتحون بصعوبة طريقا لهم وسط الشبورة الكاسية .
لم يذكر بالضبط متى بدأت عيناه ترقبان عقارب الساعة وهو يحاول الانفلات من إسارها ، ثم يجد نفسه فى الشارع مقتربا من الناصية فى السابعة إلا الربع تقريبا حيث تحاذيه عابرة باتجاه الطريق العام ، حيث تلتقط العربات تلك التجمعات الصباحية الصغيرة وتفر الى مدينة العاشر الصناعية كالعادة .
على غير وجهتها كان يسير قاصدا إحدى المصالح الحكومية ، حين تدب بخطوها الوثاب نازلة سلم البيت ، يكون هو قد استقبل برودة الشتاء وتكون هى قد ودعت حلاوة النوم ولملت جسدها المنغوم فى حيز الجيب الأسود المحبوك على تلك التفاصيل متلاقيا مع بلوزة موهير بيضاء ، ويترجرج الجسد إثر تعجل القدمين اللتين تتركان للحذاء فرصة عزف إيقاع متدلل .. ويستكمل معها الإيقاع .
كان يوازن بين تعجله وبين وصوله للناصية . حين يعبر كل منهما الآخر مانحا صاحبه ابتسامه دافئة ويمضى فى طريقه ؛ فى ذلك الوقت يصحو ـ هناك ـ الخفير مودعا زوجته وعياله الذين يهشون لمقدمه فى الحلم ،على وجه موظف الأمن بصرامته المعهودة ، فينهض ليعد شاى الصباح فى تكاسل ويفتح بوابة المصنع الكبيرة ،فى انتظار القادمين لوردية النهار.
(2)
ربما بعد ساعة تقريبا من إيقاظ الخفير تدب الحركة وتطلع الوجوه الليلية متعجلة ، تمنى نفسها بالركون إلى دفء العربات ، تعبر وجوه النهار البشوشة ، يتبادلون التحية محاولين بعث روح الحياة فوق ملامحهم المتعبة .
الآن يجلس الخفير القرفصاء حول السخان ، وسط كشك الأمن الزجاجى فى انتظار الشاى أن يدخل فى الغليان.. يتبادل بضع كلمات فاترة مع موظف الأمن المنشغل بانفلاق أول خيط للنهار من رحم الأمس .
ويهاتف رئيس الأمن ـ النائم الآن ـ كى يستعد للنزول ويشرب الشاى .
(3)
قبل أيام كان الشاب يحاول أن يستوقفها عند الناصية فى السابعة إلا الربع تقريبا ، لكنها ارتبكت وسقط منها الكارت الذى يحمل صورته الشخصية وهو يتجول وحيدا .. ولما ارتبكت ، ولم تلتفت إلا لعينيه الحالمتين .أصابه الخرس ثم فر هاربا كمن خدش حياء الشارع ، فقرر أن يطرق البيوت من أبوابها .. أصابع يدها اليسرى كانت دوما محتمية بالجيب ، واليمنى بعيدة عنه بحكم مجيئه عن يسارها .. قال لنفسه " ربما يكون ارتباكها مرجعه إلى تجاوزه إطار المصادفة .
هل كانت حيرته ترجع إلى الإحساس الحقيقى أم للعادة ؟!! "
(4)
بعدما ترحل الشبورة عن مناطق المدينة الصناعية ،مخلفة أشعة الشمس التى تلاطف أعين السائقين أمام المصانع ، فيرسل كل واحد ـ منهم ومنهن ـ عينيه ملوحا ، واعدا نفسه بقضاء إجازة الأسبوع فى أحضانها .إذا لم يكن مضطرا إلى التطبيق .
(5)
فى تمام الثانية عشرة تقريبا ..يرفس البـك غطاءه الدافئ ويهبط متكاسلا درجات السلم الداخلى ، واصلا إلى حجرة الطعام بعدما يكون قد قطع مسافة طويلة داخل الهول ...ثم يرتدى على مهل ملابسه الأنيقة جدا .
ويقود سيارته الحديثة جدا .
ويخطو نحو الحياة بقلب من حديد .
(6)
تغيبت بعد محاولة إعطائها الكارت بيوم واحد ،وفى السابعة إلا الربع صباحا لام نفسه لأنه ترك الكارت على الأرض وفر خجلان آسفا .كما همس لنفسه أن يغير الشارع .. صحيح أنه حاول أن يهشم حاجز الخجل ويسألها ، أن تفلت يدها اليسرى من الجيب ، وتغيبت وأصر أن يكون ابنا حقيقا للبلادة ،ولم يفلح .
(7)
قال الخفير وهو يدلى بشهادته : كان البك فى طريقه الصحيح حين فتح له بوابة المصنع .. وأنه شاهدها تتمايل بخطواتها على الإسفلت ؛ وقال موظف الأمن كانت قد ختمت منى إذنا بالخروج للتأمين الصحى ، ومرقت من البوابة الصغيرة للمصنع سائرة على الطوار حين سمعنا أنا والخفير فرامل سيارة البك وارتج سور المصنع من شدة الارتطام وأضاف بجلد ولم تكن البوابة الكبيرة مفتوحة ولم أسمع زامرة السيارة .
قال أحد المارة وقال الخفير وموظف الأمن ـ الذى رفت بعد يومين تماما ـ أنها كانت تبتسم ويدها اليسرى مطروحة فوق محتويات حقيبتها وأسفل اليد كارت قديم مضرج بدمائها ..وتاهت ملامحه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسان دهشان

حسان دهشان


عدد الرسائل : 444
العمر : 58
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 04/07/2008

فى السابعة إلا الربع تقريبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى السابعة إلا الربع تقريبا   فى السابعة إلا الربع تقريبا I_icon_minitimeالأحد 19 أكتوبر 2008, 1:19 am

سوف امزقك اربا ياعربى يا ساكن الدور الرابع فقدجعلتنى اقع فى غرامها بجيبتها السوداء المحبوكه وقميصها الابيض ، جعلتنى العنه مرتين مرة لما قصف الخجل لما لم يمسك بالكرت ومرة لما قتلتها السياره ، لم يعجبنى تدخل البعد الطبقى بالغنى فى القصه لكن سأقتلك لانك قتلتها قبل ان ترى حلمها الصغير . وقتلى لك لا يمنعنى من شكرك على المتعه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العربى عبدالوهاب

العربى عبدالوهاب


عدد الرسائل : 25
العمر : 57
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

فى السابعة إلا الربع تقريبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى السابعة إلا الربع تقريبا   فى السابعة إلا الربع تقريبا I_icon_minitimeالأحد 19 أكتوبر 2008, 4:54 pm

معك حق يا عم حسان
أنا مثلك تماما حزنت لموتها
لكنه الاحساس الشديد بالبرودة كل صباح وهن ينتظرن العربات ذاهبات الى المصانع
هو ما جعلها تموت بهذه الطريقة الدرامية
الى جانب انقطاع رؤيته لها .... هو ما جعله يفكر فى موتها بهذه الطريقة
شكرا يا سان على مرورك وتعليقك
ودفئك الودود
خالص محبتى لك
العربى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هبة اسامة
مشرف قسم مبدعون تحدوا القيود
هبة اسامة


عدد الرسائل : 372
العمر : 39
الجنسية : مصرية
تاريخ التسجيل : 15/08/2008

فى السابعة إلا الربع تقريبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى السابعة إلا الربع تقريبا   فى السابعة إلا الربع تقريبا I_icon_minitimeالأحد 19 أكتوبر 2008, 8:40 pm

العبى عبد الوهاب لك منى وردة بيضاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العربى عبدالوهاب

العربى عبدالوهاب


عدد الرسائل : 25
العمر : 57
الجنسية : مصرى
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

فى السابعة إلا الربع تقريبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: فى السابعة إلا الربع تقريبا   فى السابعة إلا الربع تقريبا I_icon_minitimeالأربعاء 22 أكتوبر 2008, 2:57 pm

ولك منى خالص والود
على مرورك
ولطف تعليقك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فى السابعة إلا الربع تقريبا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: القصة والرواية-
انتقل الى: