قصة قصيرة بعنوان علىّ شاعر

" علىّ شاعر "
إهداء إلى الشاعر " على الدمشاوى "

يضع أصبعه فى فمه ويقف خجلاً أمام باب غرفة المكتب .. يراقب أباه .. الذى يضع نظارته فوق أرنبة أنفه مستغرقاً فى القراءة ..
ينتبه الأب فجأة .. تعالى يا علىّ .. اجلس أمامى بهدوء حتى أنتهى من القراءة ..
بتقرأ إيه يا بابا ؟
أقرأ ديوان شعر للمتنبى ..
يعنى أيه ديوان ؟
يعنى مجموعة أشعار.
يعنى أيه أشعار ؟
كتابة لما تقرأها تشعر أنك سعيد ومنتعش .
يخرج الأب من مكتبه " على " يجلس على المكتب يلبس نظارة أبيه يمسك بقلمه يرسم خطوطاً ويكتب بعض الكلمات.
يعرض أوراقه على أبيه...
هل أنت الذى كتبت هذا ؟
نعم أنا ..
هل عندك أوراق أخرى ؟
نعم ها هى .
يلتهم الاب تلك الأوراق بعينيه وينظر فى عينى الصغير والفرحة تتراقص فى عينيه .. يحمل ولده بين ذراعيه وهو محتضن الأوراق بيده الأخرى .. يخرج إلى الشارع منتعشاً.. يقبل ولده بين الحين والآخر ..يقابل أحد أصدقائه ! أبنى على يكتب الشعر ..

يموت الأب وعلىّ ما زال لا يدرك سر فرحة أبيه لكنه يوقن أنه يفعل شيئاً ما كان يسعد أباه فيظل يكتب حتى يصدر ديوانه الأول .. ويكتب فى مقدمته إلى أبى الذى أنبت نخلة الشعر فىّ.

اللغة حكائية جميلة اوصلت الفكرة بشفافية دون تعقيد، تسلسل الحدث جاء موفقا والختمة قاربت الشعرية.

محبتي
جوتيار