فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عم عباس الأبيض : قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سارة سيف




عدد الرسائل : 13
العمر : 50
الجنسية : مصرية
تاريخ التسجيل : 25/04/2009

عم عباس الأبيض : قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: عم عباس الأبيض : قصة قصيرة   عم عباس الأبيض : قصة قصيرة I_icon_minitimeالإثنين 18 مايو 2009, 2:23 pm

فى يوم حار جداً من أيام أغسطس كانت الساعة قد قاربت على الثالثة بعد الظهر وكان حضرة الصول عم " عباس " عائداً من عمله فى مركز الشرطة بأحد المراكز والذى يبعد عن بلدته التى يسكن فيها بعشرة كيلومترات , وهو مشهورٌ بين العاملين هناك بالشرف والنزاهة والشهامة أيضا , والجميع يحترمه ويقدره من المأمور للعسكرى , وأثناء جلوسه فى السيارة الميكروباص سمع سيدتين كانتا تجلسان أمامه فى السيارة و تتحدثان بصوت عالٍ غير مباليتان بمن حولهما وكانتا تخوضان فى حديث عن فتاة من القرية المجاورة للمركز قد أغواها ابن رجل ذو شأن فى البلدة , وأن أهل الفتاة قد قرروا إرسالها - فى ذات اليوم - إلى أخوالها فى مدينة ذات أحراچ بعيدة عن أعين الناس والشرطة , وكان ذلك فى فترة الستينات من القرن الماضى , وأقسمت إحداهن للأخرى بأن الفتاة لن تعود ثانية لأن أخوالها غلاظ شداد وقالت بأنها مقيدة بالحبال ومحبوسة فى حجرة خلف الدار وفى معرض حديثهما ذكرتا إسم الفتاة ووالدها وإسم الشاب ووالده ولم يكن يدر بخلديهما أن هنالك من يستمع إليهما ويسجل كل المعلومات , وبعد أن إكتملت الصورة أمام عينى عم " عباس " طلب من السائق أن يوقف السيارة ونزل منها وإتجه إلى الجانب الآخر من الطريق وأشار إلى سيارة أخرى عائداً إلى مقر عمله فى النقطة وقابله الجميع بالدهشة والتساؤل عن سبب عودته إلى العمل فى ذلك القيظ ولم يتكلم مع أحد ولم يكن هنالك فى ذلك الوقت من النهار أى مسئول فأخذ إثنين من العسكر ومخبراً وذهبوا إلى القرية وسأل عن بيت والد الفتاة وعندما وصلوا إلى هناك وجدوا تجمعاً عائلياً وعلامات الحزن قد إرتسمت على وجوه الجميع وخاصة الأم التى جلست فى ركن من أركان البيت تتشح بالسواد واضعة يدها اليمنى على وجهها خافية معظم قسماته , وأما الرجال فيبدو أنهم قد أعدوا العدة للرحيل بالذبيحة ولم يبق إلا أن ينتظروا أن يسدل الليل ستائره , فسأل عن الحجرة التى خلف الدار ودخل بعد أن حاول أبو الفتاة إيقافه - دون عنف - فقد كانوا من الفقراء الضعفاء ودخل وفى رأسه ذلك الوصف الدقيق الذى وصفته السيدتين فى السيارة فوجد فتاة لا يتعدى عمرها السادسة عشرة مقيدة فى الحبال باكية واضعة رأسها ما بين زراعيها ساندة إياهما على ركبتيها التى ضمتهما إلى مصيبتها الكائنة فى أحشائها والتى إكتشفتها أمها بعد أن تشككت فى أمرها وأخذتها للوحدة الصحية للكشف عليها وكانت المصيبة التى قسمت ظهر الجميع وأذلتهم وألقت بما أبقاه الفقر من كرامة فى الأوحال , فقام عم " عباس " فى حنوٍّ بالغ بفك قيود الفتاة وهى تنظر إليه فى دهشة وذهول فهى لا تعرف من هذا الملاك الذى أرسلته السماء إليها وهى تستعد لملاقاة هول مفجع فما زالت طفلة تخشى الضرب وتهاب الموت , وكم تساءلت عن المصير الذى ستؤول إليه , ترى هل سيذبحونها ويلقون بها تحت عجلات القطارأم فى قاع الملاحات عند أخوالها الذين كانت تخاف من أن تقترب من أحدهم وهى طفلة صغيرة لم ترتكب أى جرم فكيف يكون الحال وهى مرتكبة الجرم الأعظم , فربت على كتفها وقال :
لا تخافى يا إبنتى ستنصلح الأحوال إن شاء الله إبقى مكانك ولا تتحركى وعاد عم " عباس " إلى داخل البيت وسأل عن والد الفتاة فتكلم رجل متوسط العمر, هزيل الجسد , مهزوم الجانب لا يقوى على الكلام ولكنه تكلم فقال :
" ذهبتُ لوالده فنهرنى وطردنى من بيته وهزأ بى لأن ابنه ليس عليه ذنب فإبنتى هى المذنبة ورأيت بأنه على حق "
فقال عم "عباس" : تعالى معى وأخذ المخبر وعسكرى وترك الآخر أمام الحجرة لحماية الفتاة حتى يعودوا وذهبوا إلى بيت الشاب الذى خدعها وقابلوا والده وهدده عم عباس بالفضيحة ثم بالمشاكل القانونية التى سيدخلون فيها ما لم يصلحوا الأمر بالزواج وبشدته معهم وحكمته البالغة تمكن عم" عباس " من إجبارهم على ذلك ولم يعد إلى بيته إلا فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وقد عُقد قران الفتاة على الشاب وتحدد موعدا فى نهاية الإسبوع للزفاف أما والد الفتاة فقد أقسم لعم " عباس " بأنه لولاه لذهبت إبنته فى رحلة بلا عودة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عم عباس الأبيض : قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: القصة والرواية-
انتقل الى: