قصيدة (الهوامش)

موضوع: قصيدة (الهوامش) الإثنين 12 مايو 2008, 8:07 pm

(1)
بقليلٍ من الملح أعالجُ موتي
وأبادلُ اليأسَ
مرات الفوز والهزيمةِ
ــ على نظامي الخاص ــ
ولا أطالبُ أحداً بالاستقالة
فليظل الجميعُ على رئتي الواسعة
وعلى جرحي العميق
ولكنني لستُ منتحراً كذلك
ففي غرفتي متسعٌ للمناورةِ
وامتصاصِ الهواء ......

خسائري أكثرُ مما يجب
وأقلُ مما يجب
ولا خسائرَ لي
فلتفرحوا يا أصدقائي
ويا أعدائي
بمزاجي المعتدل
وحساباتيَ الأخيرة
التي سوف أنسفها
بعد قليل......

(2)

هذا رقيُّــنا
ودأبـُنا
وتاريخـُنا
نصنعُ العرائسَ
ونقذفُ الماءَ في الجمادات فتبوح
طريقنـُا يسعى إلينا
وجرحـُنا جميل
نحنُ مثلما يحب أصدقاؤنا وأعداؤنا على السواء
ولا نملك لهما إلا القبلات ..
كان اليومُ طويلا ً وممتعا
استنشقنا التاريخَ
وعطرنا ياقات ملابسنا بالتفاح .
أبنائي سيفخرون بي رغم بيتنا الصغير .
سنغني الليلة َ كالعادة
ونؤسس ُ للأحلام ........

(3)

حين أدركنا فجأة ً هذه الأشياءَ الكثيرةَ َ
جمـّعنا الريشَ المتساقط
ووضعنا في دفترنا بعضَ الأيام
كأننا لم نكن عاطفيينَ
ولم ترهقنا الاحلام
كأننا كنا على وشكِِ أن نطيرَ حقاً
فاخترنا فضاءً عجيباً وسماءً أخيرة
أزمتي أنني شيـّدتُ نفسي تماماً
لتسكنها التناقضاتُ جميعها
وأن السماء َ ليست قريبةً من الأرض
كما ظننتُ
لذلك :
أهدي إلى أصدقائي فوضويتيَ اللذيذةَ
وأقذف ُ في المراحيض أفكارهم
عن الفناءِ
والأيدلوجيا
والبلاغةِ
وأقول ُ لهم :
كونوا صاخبينَ
وموهوبين في النسيان ....

الصديق الحبيب جدا إلى قلبي الشاعر شحاتة إبراهيم
أرجو قبول عذري لما حدث بالموقع وما ترتب عليه حذف معظم الأعمال المنشورة لظرف خارج عن إرادتنا وها أنا أعيد قصيدتك الجميلة جدا المفعمة بالحركة واللغة الجميلة إلى المنتدى مرة أخرى ووعد بالعودة للقصيدة بإذن الله

اخى شحاته
عود احمد وانت شاعر قد افتقدناه كثيرا
اتمنى ان يكون المنتدى فاتحة خير علينا لنسمعك ونقراء اشعارك

الصديق الجميل والشاعر المبدع محمد ربيع
تحياتى لك وشكرا ً لما ابديته من رأى حول قصيدة الهوامش
واحب ان اشكرك على كل المجهودات التى تبذلها فى سبيل استمرار هذا المنتدى
ولك تحياتى
شحاته ابراهيم

محمد حسني إبراهيم كتب:: اخى شحاته
عود احمد وانت شاعر قد افتقدناه كثيرا
اتمنى ان يكون المنتدى فاتحة خير علينا لنسمعك ونقراء اشعارك

الشاعر الجميل والمبدع محمد حسنى ابراهيم
كم انا سعيد بتعليقك وبمشاعرك النبيلة
وانا سعيد اننى ساتابع ابداعاتك ومشاغباتك الجميلة
وآمل ان تثرى شعر العامية فى المنتدى بنقدك وقصائدك
والى مزيد من التواصل
ولك خالص مودتى واعتزازى
شحاته ابراهيم

في تعليقي في المنتدى السابق على القصيدة تساءلت لماذا تكون "الهوامش" عنوانا لها؟ كنت أفكر في أن ما تكتبه القصيدة هو ذات الشاعر بقدر ما تكتب الذات القصيدة، هنا يشعر القارئ بسباق بين الذات وقصيدتها، بين القصيدة وذاتها، سباق محوره البحث عن مرتكز من خارج الذات والقصيدة معا، ربما يكون شيء ما مستقر - كالسخرية - في عالم مليء بالتغير.
اللحظة أتخذ شعوري بالقصيدة منحى جديدا يتعلق بالعنوان، أليس "الهوامش" هو المكان الحقيقي المقترح من قبل الذات للقصيدة وللكتابة كلها، الكتابة النابعة من جذر الحقيقة التي لا تعني للذات وللقصيدة إلا التغير في عالمها:
خسائري أكثرُ مما يجب
وأقلُ مما يجب
ولا خسائرَ لي
فلتفرحوا يا أصدقائي
ويا أعدائي
بمزاجي المعتدل
وحساباتيَ الأخيرة
التي سوف أنسفها
بعد قليل......
أحاول الآن أن أقيس المسافة بين موقع "الهوامش" وموقع ديوانك السابق "أمنح ذاتي"، لأطرح السؤال هل أن الهوامش هي تجربة استرداد الذات لذاتها في مواجهة قصيدتها، لغتها، عالمها؟
"أهدي إلى أصدقائي فوضويتيَ اللذيذةَ
وأقذف ُ في المراحيض أفكارهم
عن الفناءِ
والأيدلوجيا
والبلاغةِ
وأقول ُ لهم :
كونوا صاخبينَ
وموهوبين َ في النسيان ...."
على العكس هذه اللغة الماكرة تلح على قارئها بالتذكر كما يشير الهامش طول الوقت إلى الوجود - غير المستقر - للمركز، وكما تشاكس لغة الهوامش ذات مستقرة ربما تعمل على استبعادها
دائما تثير علاقة الذات بالقصيدة الكثير من التعقيدات والمتع الفنية والحاجة إلى قراءات متعددة

المبدع المتألق دائما عصام الزهيرى
دائما تتميز بالحيوية الفكرية والقدرة على توليد الافكار والقدرة على تجاوز حالة الصمت امام النص الادبى.......
لذا فليس غريبا ما أبديته من رأى حول قصيدتى الهوامش ....
وأنا اعود هنا لاواصل معك هذا الجدل الفنى حول النص فأقول ....
(الجدل عن علاقة القصيدة بالذات والعكس لا ينتهي ... بل يتجدد ولا ينتهى الى قول فصل (ولا يجب ان ينتهى الى مثل هذا القول الفصل لأن الفن يرفع راية الاختلاف والفردية دائما )....
فمثلا ً .هل تكون القصيدة صدىً محضا للذات بحيث نظن ان النص مرآة لصاحبه ؟
رأيى اننى مع النص نفسه ،،، دون القطع بانه مرآة للذات التى ابدعته ام لا , فالأهم عندي هو نجاح النص في تقديم (شخصية النص ) بغض النظر عن مطابقتها أو عدمها مع صاحبه / المبدع ...
بل علي العكس أنا أقبل منك اليوم أن تقدم عملا ناضجا جيدا يعكس صورة مؤلفه البطل القائد الذي يقود الجميع
وأقبل منك أيضا عملا شعريا آخر غدا ً يقول أنك مهزوم من الجميع ,
إن المقياس هو شعرية النصيين بقطع النظر عن مطابقتهما أم لا للواقع الخارجي للذات المبدعة .........
فالنص ليس تاريخا بل هو (حالة) فنية ناضجة ,
هذا شكل من اشكال الجدل حول علاقة النص بالذات

و لعل من المضحكات بالنسبة لى أن قصيدة (أمنح ذاتي ) في ديواني ( أمنح ذاتي ) تبدأ بالآتي :
عندما أؤرخ لذاتي
أدرك متعة أن أكون هامشيا
وأن أهيم في الحياة دونما رقيب
محتميا في عريي و تفاهاتي
وعندما نشرت ُ هذا النص في إحدي الجرائد بالسعودية استغربوا من إلحاح النص على التهميش علي الرغم من أنني ـ واقعيا ـ أكون في صدارة كثير من المشاهد إن لم يكن كلها ,,وكقاعدة من الصعب تهميشك حين تملك أدوات التصدر ...
والغريب أنني سميت كتابي الشعري الثاني الهامش البصير و يتحدث عن تهميش كبير و كثير .......فهل ثمة عجب من هذا الالحاح على التهميش الذى يناقض واقع الذات فى عالمها الخارجى
ربما مهما تصدّر الإنسان يحس بأنه لم ينل ما يستحق ....
أو أن ( وهذا هو الأهم ) ربما نالت المحاولات المستميتة والدائمة لتهميشنا شيئا ما من نفوسنا وارواحنا .. فأحسسنا بألم الحصار والمطاردة والنفى ...,
أو أنها (عقدة التهميش ) مثل العقد الملحمية اليونانية القديمة) ولا أخفى عليك أننى لدى مفاهيم معينة ومبررات معينة حياتية وفنية تبرر الهامش أو تنفيه ولذا لن تستغرب أن تجدنى أقول من ديوان (الهامش البصير ) الذى ستصلك نسخة منه قريبا :
سأكون المؤسس الأول
لأن يصبح الهامش المهزوم
هو المصدر الأول
والأخير للبوح
..............
لاشك أن ما كتبته أنت قد دفعنى للاسترسال ولتقليب أوجه النظر حول لعبة الهامش التى ربما تنطوى على اغراءات فنية للعب الفنى حولها...........................
وأنا ممتن لك لتفاعلك مع النص وفى انتظار إبداعك ونقدك دائما
ولك تحياتى .........