فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مفاجأة جديدة في حياة يوسف إدريس: قصة الحب الأول في حياة صاحب "الحرام"

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عصام الزهيري
مشرف قسم القصص والروايات
عصام الزهيري


عدد الرسائل : 460
العمر : 51
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

مفاجأة جديدة في حياة يوسف إدريس: قصة الحب الأول في حياة صاحب "الحرام" Empty
مُساهمةموضوع: مفاجأة جديدة في حياة يوسف إدريس: قصة الحب الأول في حياة صاحب "الحرام"   مفاجأة جديدة في حياة يوسف إدريس: قصة الحب الأول في حياة صاحب "الحرام" I_icon_minitimeالجمعة 20 يونيو 2008, 4:02 am

د. إيمان يحيي يكتب: قصة الحب الأول في حياة صاحب «الحرام»


لعلها المصادفة وحدها، هي التي قادتني إلي فكرة مقال اليوم. تلك الفكرة التي ظلت في خاطري طيلة عشر سنوات دون أن تجد طريقها إلي الورق. الأدب والفن والسياسة، ثلاثة ميادين للإبداع والفعل. قد يظن البعض أن بينها حدوداً مانعة دقيقة. لكن الحياة تجعلها متشابكة، وتنسف الحدود بينها لتبدو تخوم الأدب والفن والسياسة متداخلة.
منذ عشرة أعوام وقع بين يدي كتاب صادر باللغة الروسية في عام 1980. اسم الكتاب «يوسف إدريس» «1»، أما الكاتبة فهي الناقدة والمستشرقة الروسية «فاليريا كيربتشينكو». ورغم أن الكتاب يعد أحد المصادر المهمة للدراسات عن المبدع العبقري «يوسف إدريس»، إلا أنه لم يترجم حتي الآن إلي العربية رغم ما يحتويه من خفايا وأسرار وظلال لشخصية «إدريس». التقت الكاتبة الروسية بأديبنا المبدع في القاهرة وتونس وموسكو عدة مرات، كانت تلك اللقاءات كاشفة عن تأثير حياته الخاصة علي قصصه. وفي عام 1967 بعث «يوسف إدريس» إلي «فاليريا كيربتشينكو» عبر السفارة السوفيتية بشريط تسجيل صوتي، استغرق عدة ساعات، يحكي فيه عن طفولته وشبابه وبداية مشواره الأدبي.
يكشف «يوسف إدريس» في ذكرياته عن تأثيرات طفولته علي أدبه وقصصه بالتحديد. يحكي عن علاقته المضطربة والقاسية بوالدته وتأثيرها علي بعض قصصه. يكشف أيضاً لأول مرة عن قصة حب وزواج غير معروفة له. قصة طريفة تتقاطع فيها مصائر بشر غير عاديين بشكل عجيب!
كان «يوسف إدريس» في سنوات شبابه المبكر عضواً بأحد التنظيمات اليسارية «الحركة المصرية للتحرر الوطني». كانت طبيعته الثورية، التي ظلت معه طوال حياته، تجعله في الصفوف الأولي من مظاهرات الجامعة وتجعل منه سكرتير لجنة الإعداد للمتطوعين من الطلاب للمقاومة ضد الإنجليز في منطقة قناة السويس عام 1951. بعد تخرجه في الجامعة وعمله كطبيب، سافر «يوسف إدريس» في وفد من «أنصار السلام» لحضور مؤتمر «حركة أنصار السلام» العالمية في فيينا عام 1953. في المؤتمر يتعرف علي فتاة مكسيكية جميلة، تأسره بحيويتها، بعد نهاية المؤتمر يتجول معها في المجر وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية. يتزوجها ويعود بها إلي القاهرة حيث تنتظره مفاجأة مذهلة، لقد تم شغل مكانه كطبيب مقيم في قسم الجراحة بقصر العيني. وبصعوبة يجد «يوسف» عملاً له كمفتش صحة بمدينة القاهرة. لا يستمر زواج «يوسف» والمكسيكية سوي شهور قليلة، كانت ظلال عسر الحال والمطاردة البوليسية له تنغص حياته وحياتها. تنتهي قصة الحب والزواج الأول له بدخوله المعتقل لمدة قصيرة.
مَنْ هي تلك الفتاة المكسيكية الغامضة؟!. إنها ابنة أعظم فنان جداريات في القرن العشرين، «دييجو ريفيرا». لم يكن دييجو ريفيرا فناناً عظيماً وعبقرياً فقط، بل كان أحد أقطاب الحزب الشيوعي المكسيكي وكانت حياته قلقة وشخصيته مثيرة للجدل والاختلاف. ظهر اسمه ضمن قائمة المحرضين والمتآمرين لاغتيال «ليون تروتسكي» الثائر الروسي الشهير في منفاه في المكسيك عام 1940.
ما الذي يجمع بين شخصية «يوسف إدريس» و«دييجو ريفيرا» غير ابنة الأخير؟.. الكثير. ولعلها الموهبة المتفجرة وما يصحبها من روح متمردة علي القوالب كافة وعواطف صادقة متأججة. تلك الطبيعة التي تجعل من الشخصيتين مثاراً للانتقادات والجدل. «دييجو» يقف علي السقالات ثماني عشرة ساعة في اليوم، ينضم للحزب الشيوعي المكسيكي ويفصل منه، متقلب المزاج، يعشق النساء الجميلات ويحب الشهرة «2». تنضح جدارياته علي بنايات المكسيك برموز الثورة. يذهب إلي الولايات المتحدة ويرسم جدارياته العملاقة بطلب من الملياردير «هنري فوردش». وعندما يرسم «جدارية» طلبها الرأسمالي روكفيلر، يعترض الأخير علي وجود «وجه» بين الناس يشبه وجه «لينين»، فيطلب محوه. البعض ينصح «دييجو» بإخفاء وجه لينين لإنقاذ «الجدارية» التحفة، لكنه يرفض يجيء رد فعل روكفلر سريعاً، فيغلق المبني برجال الأمن ويحرم دييجو من كل الامتيازات. يعود الفنان العظيم إلي المكسيك ومعه حبيبته المكسيكية الفنانة «فريدا قاهلو» ليتعرفا بتروتسكي في منفاه.
يستوحي «يوسف إدريس» شخصية زوجته الأولي في رواية «البيضاء» التي بدأ في كتابتها في عام 56، لكنه ينشرها في حلقات مسلسلة في جريدة الجمهورية عام 1959 فتثير الزوابع والهجوم عليه من رفاقه اليساريين الذين افترق معهم. تظهر شخصية البطل اليساري «يحيي» لأول مرة بكل تناقضاتها وشكوكها. تمزق بين الغرب والشرق. انبهار وكراهية لسانتي البطلة اليونانية والرفيقة اليسارية. نقد جارح للدوغما الماركسية وصراع مع الرفاق لا ينتهي. البطل في «البيضاء» من لحم ودم، نري ضعفه وتردده. هو نقيض لأبطال «الواقعية الاشتراكية» الأشبه بالفولاذ منهم إلي البشر. يثير نشر الرواية حفيظة اليسار المصري وخاصة أن تلك الفترة شهدت أكبر حملات الاعتقال والتعذيب لنشطائه. لا يجرؤ «إدريس» علي نشر الرواية في كتابه إلا عام 1970 في بيروت.
تبدو قصة «إدريس» و«دييجو ريفيرا» مثيرة للتأمل. كيف يتمرد الأدب والفن علي الأيديولوجيا وقوالب السياسة، رغم أنهما معجونان بآلام الناس وطموحاتهم السياسية والاجتماعية؟.. لعلها تلك المساحات المتداخلة بين السياسة والفن والأدب، تلك التي تخلق فناً عظيماً وإبداعاً عبقرياً، قد لا نتذكر اليوم أسماء السياسيين الذين غضبوا علي «إدريس» و«ريفيرا» لكننا بالقطع مازلنا نقرأ روائع «يوسف إدريس» ونشهق عندما نري جداريات «دييجو ريفيرا».
المصادر:
1- «يوسف إدريس» - ف.ن. كيوبتشنكو. موسكو 1980. كتاب باللغة الروسية
2- «دييجو وفريدا» - الثورة الفن الحياة - مقال للدكتورة أمينة رشيد أوراق اشتراكية- القاهرة - 2006. عن رواية الكاتب الفرنسي جان ماري جوستاف «دييجو وفريدا»


جريدة البديل
18/06/2008
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتور : محمد ربيع هاشم
Admin
دكتور : محمد ربيع هاشم


عدد الرسائل : 1663
العمر : 53
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

مفاجأة جديدة في حياة يوسف إدريس: قصة الحب الأول في حياة صاحب "الحرام" Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفاجأة جديدة في حياة يوسف إدريس: قصة الحب الأول في حياة صاحب "الحرام"   مفاجأة جديدة في حياة يوسف إدريس: قصة الحب الأول في حياة صاحب "الحرام" I_icon_minitimeالجمعة 20 يونيو 2008, 4:10 pm

الحقيقة الأدباء تعتبر حياتهم نوعا من الأسرار العميقة ، ولا يستطيع شخص كان أن يكشف هذه الأسرار بسهولة في حين انها تحرك إبداعهم بشكل مباشر وقوي ، ولعل الحب هو أقوى هذه الأسرار التي تكتنف حياة المبدعين ، بل والساسة وبعض المشاهير لأن الكتابة لديهم تحركها آليات لا شعورية مختزنة لديهم ، اجتمعت نتيجة ترسبات زمنية وعاطفية ظنوا انهم بمنأى عنها ، لكنها تصطادهم بدون ان يشعروا حتى ليعرف القاصي والداني بعد كشفها مفاتيح نصوص هؤلاء المبدعين ، وأدوات كشف غموضهم
موضوع جديد وجميل يا أستاذ عصام
تحياتي لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://poems.mam9.com
عصام الزهيري
مشرف قسم القصص والروايات
عصام الزهيري


عدد الرسائل : 460
العمر : 51
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

مفاجأة جديدة في حياة يوسف إدريس: قصة الحب الأول في حياة صاحب "الحرام" Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفاجأة جديدة في حياة يوسف إدريس: قصة الحب الأول في حياة صاحب "الحرام"   مفاجأة جديدة في حياة يوسف إدريس: قصة الحب الأول في حياة صاحب "الحرام" I_icon_minitimeالسبت 21 يونيو 2008, 2:30 am

الصديق الجميل د.محمد
بالفعل كما قلت والمثير دائما في حياة المبدع ليس أحداثها ولا ما مر به من عواصف ومحن أو أفراح وبهجات وهي أمور يتشاطرها الناس جميعا، المثير عند المبدع هو نظرته الخاصة التي ينظر بها أو يكتسبها خلال ما يمر به من أحداث في حياته سواء كانت مفرحة أو محزنة، يرى المبدع ما لايراه غيره ويعايش التجربة بحساسية الفنان من الأعماق لا من السطح. وعندما يعبر عنها فإنه يصل إلى عمق الحالة الإنسانية ذاتها لا الحالة الخاصة التي تخصه وحده، يصل إلى هذه المنطقة المشتركة الغامضة التي تفصل الخاص عن العام وهي مجال عمل الفن وفيها تكمن نقاط ثقله وتأثيره.
تأثير اللاوعي أو التجارب القديمة المختزنة في حياة المبدع هو تأثير بلا حدود ولا يستطيع أحد، حتى المبدع نفسه، استيفاء الفهم لأبعاده كاملة لأنه هنا يكمن لغز النفس البشرية وأعماقها المترامية اللامحدودة. يرتاد المبدع والفنان بعمله الفني ويعيد ارتياد هذه المنطقة الغامضة والملغمة من الإنسان والتي قال المعري في وصفها قديما: وتظن أنك عالم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
شكرا لتعليقك المتعمق والكاشف والحافز على التأمل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفاجأة جديدة في حياة يوسف إدريس: قصة الحب الأول في حياة صاحب "الحرام"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: الرواد-
انتقل الى: