فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رجال ريا وسكينة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عصام الزهيري
مشرف قسم القصص والروايات
عصام الزهيري


عدد الرسائل : 460
العمر : 51
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

رجال ريا وسكينة Empty
مُساهمةموضوع: رجال ريا وسكينة   رجال ريا وسكينة I_icon_minitimeالأربعاء 16 يوليو 2008, 2:35 am

عن رجال ريا وسكينة محمد بدوي يكتب في إشارات:


قضيت أكثر من ثلاثة أيام في صحبة كتاب «رجال ريْا وسكينة» لصلاح عيسي، وشعرت بالندم لأنني لم أقرأه حين صدر، وقبل أن يتحول إلي دراما تليفزيونية. لكن هذا لايجعلني أحجم عن الكتابة الآن عنه، والاعتذار للكاتب الكبير الذي استطاع أن يأخذ نفسه من شواغل كثيرة، ويحيا مع هذه الشخصيات الهامشية في الربع الأول من القرن العشرين، في «عزلة إبداعية» ليعيد لنا بناء هذه الحيوات الصاخبة المضطربة، وينجح في إنتاج سردية مختلفة عن ريا وسكينة، تكون أقرب إلي ماحدث وماجري فعلاً بعيداً عن الاختلاق والإدانة، في هذا الكتاب تألقت مواهب الأستاذ صلاح عيسي وامكاناته المتعددة: القدرة علي السرد التاريخي. القدرة علي الربط الوثيق بين الوقائع ودلالاتها ، القدرة علي قراءة الوثيقة التاريخية علي نحو إبداعي، وبعد ذلك وقبله القدرة علي الوقوف في موقع للنظر والرصد والتحليل يجمع إلي رهافة الكتابة، وهي خاصية الأديب الموهوب، قدرة المحلل السياسي والاجتماعي علي رؤية الظواهر المعقدة وعلاقاتها المتشابكة بالظواهر الأخري.
لا يعيد كتاب «رجال ريا وسكينة» سرد حكاية المرأتين اللتين تحولتا إلي رمز للشر المطلق، بل يعيد بناء ذاكرة لحظة تاريخية مصرية شديدة التعقيد، وبالتالي فهو حين يسرد حكايات الرجال والنساء فإنما يقوم ضمناً بمحاكمة طرائق سرد تاريخية وأدبية وفنية، كان المجتمع في حاجة إليها، واستجاب لهذه الحاجة مبدعون، رأوا في هذا الفعل الصادم جرحا للفكرة عن المجتمع وثقافته، فسارعوا إلي إنتاج سردية عن المرأة تذكر بسرديات أخري. هذه السردية عن ريا وسكينة تكشف عن ثقافة محددة عن المرأة والرجل، وفضلاً عن كشفها لمنظور اجتماعي، جرد الأحداث من ثقلها الواقعي المادي. وحولها إلي حكاية إليجورية عن الوحوش الكامنة في أجساد النساء الضعيفة .
إن سرد حكايات ريا وسكينة ورجالهما وضحاياهم يشهر السرد الوقائعي في وجه الصورة غير الدقيقة لبرهة ثورة 1919 التي ركزت علي الفعل السياسي للنخبة الحديثة في صراعها مع الاستعمار البريطاني، بحيث يكتشف القاريء أن فعل التثوير والتنوير لم يكن يجاوز سطح المجتمع إلي عمقه البعيد في الأزقة والحواري حيث تدور درامات محتدمة أبطالها بشر صغار، يصعب نمذجتهم في قوالب وصيغ أخلاقية مجردة . وقد قدر لهؤلاء الصغار أن يعيد سرد حكايتهم كاتب مقتدر، يتحرك خطابه بسلاسة بين السرد والتحليل، والحياد والسخرية الحانية، وتفكيك الوثائق وتوظيف المخيلة .
استمتعت بالكتاب وغرقت فيه، كان فقط يشوب هذه المتعة في بعض الصفحات توقيف السرد المتسارع من أجل رغبة صلاح عيسي قي «تفهيم» القاريء بعض الدلالات العامة عن وقائع سياسية فمن الواضح أن الكاتب الكبير كتب وفي ذهنه صورة قاريء بسيط الخبرة بتاريخ مصر، ومن ثم أسرف أحيانا في وضعه داخل الصورة العامة، لكن لعل هذا الشعور الذي انتابني كثيراً وأنا أقرأ ، يعود إلي حالة التلقي التي كنت فيها فقد نسيت أنني أقرأ سرداً تاريخياً، وتعاملت مع الكتاب بوصفه «رواية». ذلك أن صلاح عيسي ينتج دائماً ما كان يسميه أفلاطون وأرسطو السرد المختلط، ومن ثم يجد قارئه نفسه وهو يتحرك بين الواقع والخيال، والسرد والتحليل، والجهامة والمرح.
وأنا أقرأ حكايات النسوة الضحايا وحكايات القتلة تذكرت أن آخرين يكتبون عن الهامشيين الآن فيسرفون في نقل العنف اللغوي والحدثي، بعضهم لأنه يتصور عملية «التمثيل» علي نحو تبسيطي، وبعضهم لأنه يخضع لقوانين السوق الثقافية في الأدب والسينما. أما كتابة صلاح عيسي عن هؤلاء الهامشيين فقد نجحت إلي حد كبير في خلق سرد مركب تتداخل فيه أصواتهم ولهجاتهم مع صوت السارد مؤلف الكتاب مع أصوات سردية أخري مثل أصوات المحققين والصحفيين الذين تابعوا أحداث الموضوع في صحف تلك الأيام .
لكن هذه الصورة المعقدة التي صاغها قلم صلاح عيسي، ما إن تستغرق القاريء في تفاصيلها الحية الغنية، حتي تلفته إلي ما يحدث في مصر الآن ، تحديداً إلي ما تعانيه فئات اجتماعية واسعة من مصاعب العيش، والتي جعلت بعض هذه الفئات تحيا في شبه مجاعة، وهي فئات تتسع يوما إثر آخر، مما يجعل القاريء لايجد أي فارق بين فضاء ريا وسكينة، وما نعيشه الآن، وربما تؤكد نظرة سريعة إلي صفحة الحوادث في أي صحيفة، أن العنف المستشري في المجتمع المصري الآن، لايفترق كثيراً عن حكايات ريا وسكينة.
أريد أن آشير هنا إلي مستوي طبع الكتاب، فقد قام ناشر الكتاب «دار الأحمدي» بتصوير الطبعة الأولي علي نحو بالغ الرداءة ، فكثير من الفقرات لايمكن قراءتها، أما الصور المصاحبة، والتي أراها بالغة الأهمية، فقد فقدت ملامحها ولم تعد صوراً، بل مجرد بقع سوداء وبيضاء لاتقول شيئاً .
مع ذلك لم ينجح ناشر الكتاب في إثنائي عن قراءته. ولم يحل تأخري في قراءة الكتاب عن أن أعبر عن بهجتي في هذه العجالة، ولم يقف اختلافي مع الكاتب الكبير صلاح عيسي في بعض مواقفه وآرائه، أن أقول له شكراً علي هذه الوجبة الممتعة من الكتابة الحقيقية



جريدة البديل 15/7/2008
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




رجال ريا وسكينة Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال ريا وسكينة   رجال ريا وسكينة I_icon_minitimeالأربعاء 16 يوليو 2008, 1:03 pm

احب كثيرا الروايات و الكتب التي تجسد التاريخ بأثاره الاجتماعية الدقيقة بهذا الشكل ..
أغلب الروايات التي قرأتها و اعجبتني.. تحدثت عن أثر الحروب على المجتمع .. و أثر الحكام على المجتمع .. و حال الناس .. و نفوسهم ..
أشكر لك اختيارك الجميل للمقال .
سلمت .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عصام الزهيري
مشرف قسم القصص والروايات
عصام الزهيري


عدد الرسائل : 460
العمر : 51
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

رجال ريا وسكينة Empty
مُساهمةموضوع: رد: رجال ريا وسكينة   رجال ريا وسكينة I_icon_minitimeالأحد 20 يوليو 2008, 2:17 am

اقتحام التاريخ بالخيال، الرغبة في استعادة كاملة للحظات المنقضية، تلمس الطبقات المتوارية والخلفيات والوثائق الكثيرة التي كان من المستحيل إدراكها لحظة وقوع الحدث، متعة التناول المستفيض للماضي الواقعي بعد أن منحنا الزمن قدرة على الاستضافة فيه..إنها لذة هذا النوع من الكتابة والقراءة، لذة يدركها هؤلاء الذين يسعون وراء معرفة متعددة الأبعاد بالواقع والتاريخ
شكرا للتعقيب قصيدته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رجال ريا وسكينة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: كتب ودواوين شعرية-
انتقل الى: