فنجان سعاده

الأديب حسان دهشان
قصة تجسد بشكل كبير قدرة الفرد على تحمل ما لايطيق بدافع التضحية ، الحرية في أبسط معانيها ونسبية تلقيها ومعايشتها ، تحديد مسار للحياة ومكاشفة النفس بحقيقة صراعاتها ، ثم القدرة الفائقة على الاختيار وتتبع نتائجه ، تساؤلات حين نتناول تقاليد مجتمع متمثلة في الابنة التي لا تنظر إلا فقط لطلاق والدتها في أسبوع زواجها بشكل أناني جدا ماذا يقول الناس ؟؟ أصبحت هذه هي القضية فقط دون نظر لأسباب هذا الطلاق من الناحية النفسية البحتة ، زوج الابنة اللامبالي إلا فقط بما يخصه ، والأب المنشغل بصراعاته مع نفسه فقط
هي مجموعة صراعات نفسية متشابكة ومعقدة ، تتراوح بين الفردية الأنانية ، والفردية المزاجية ثم القرار الصعب الذي يحمل قدرتنا المدهشة أحيانا على الاختيار
لغة القصة بسيطة للغاية ، تستخدم تكنيك الفلاش باك بشكل مثير جدا ، استطعت بطريقة سردية ملفتة التنقل بين الأزمنة وهذه أجدها ميزة رائعة في قصصك على الشكل العام تبرع فيها بشكل ملفت ، نقلت لنا معان آخرى للحرية بشكل مختلف مدهش حقا يتمثل في تحرر الأم من ملابسها كامرأة ، وتحررها من سطوة الرجل كأنثى ، وتحررها من قيود الوقت متمثلا في فنجان قهوة ترتشفه بمنتهى الهدوء والتمعن وتحررها من جوانب أخلاقية ممجة متمثلة في الريح الذي تخرجه
تشكل من مفردات القصة دلالات متناقضة الرؤى (الحرية/ثمنها) ، (الكبت/نتيجته الأخيرة) (المجتمع كهم عام / الحالة النفسية للأم كهم منفرد) ، نقلت أيضا صورة بسيطة للامبالاة متمثلة في زوج الابنة ، والهدوء الواثق متمثلا في إصرار الأم على صحة قرارها بالطلاق بعد خمسة وعشرين عاما
لكنني تساءلت وبحثت عن سبب طلاق الأم ، أو سبب نفورها من الأب لم أقتنع بما كُتب ، ولي قناعة ما بضرورة الالتفات لذلك كشيء محوري فاحأنا في نهاية القصة
أيضا أيضا لم أقتنع نوعا ما برد الأم على زوج ابنتها بالعودة لأخذها بعد فترةوجيزة (ربع ساعة فقط) لأنها لم تعد تتحملها بعد ذلك ؟ ربما هناك ما لم اتواصل معه في هاتين النقطتين
على الوجه العام هي قصة مثيرة ورائعة ومتحركة زمنيا وسيكولوجيا بشكل وظف تماما ليليق بكل هذه الصراعات والعلاقات المتشابكة
قراءة متعجلة اعذرني صديقي ولك مني كل حب وتقدير