ماكان غيركِ
فى الحديقةِ
عندما فرّت , عصافيرُ الصباحِ
وعاندَتْ أعشاشها
واتت إليكِ
وهيـَّأَتْ ألحانها
كيما ترددُّ
مايبوح
من الكمنجاتِ السجينةِ
فى يديكِ
ماكان غيركِ
فى الحقيقةِ
عندما ألقى فتىً
بجنونهِ
وحنينهِ
وسنينهِ الخضرِ التى.......
وأتى يقود الأمنيات إلى مراعيها
ويطلقُ
سرب غيماتٍ تُحلِّقُ
فى فضائكِ
كى تظلل لوعتيهِ
وفرحتيكِ
ماكان غيركِ
فى الفؤادِ
وكان قبلك ِمن تربَّع
فوق عرشِ ممالكٍ
تمتدُمن مهجِ الضلوعِ البيضِ
تنشرُ سطوةً
من أولِ البحرِ القصىِّ
لأول ِ البحر القصىِّ
فجئتِ
حطَّمتِ الممالكَ كلها
وبقيتِ وحدكِ
لاعلىَّ
ولا عليكِ
ماكان غيركِ
فى القصيدةِ
حين تنشرُ جرحها
وتطيرُ
من بحرٍ
إلى بحرٍ , لتلحقَ
بالغناءِ العذبِ يهطلُ
من سماءٍ
كى يحطَّ
على مواعيد الحزانى
والمسافرِ
والمغامرِ
والفتى القروىِّ
والبنتِ الجميلةِ والنحيلةِ
والنساءِ العاشقاتِ,
العاشقينَ, القائمين,القاعدين,
الراكبين, الراجلين,
وكلهم جاءوا جهاراً
يقتفون السحر فاحَ
وباحَ
من وَردٍ لديكِ
ماكان غيركِ
هل ترى
قد كان غيركِ,
فاصطفيتُ قصيدةً
لغياب خطوكِ عن
شوارعنا المدانةِ بالضجيجِ
وبالنشيجِ لعاشقٍ
كَبَّلْتِهِ
بقيود عشقكِ
,فاستوى -فى معصميهِ-
مقيداً, ومُهدَّداً, ومبَدَّداً
وصراخهُ..لا...لا تفكِّى
ألف قيدٍ
طالما ستقيديهِ
بمعصميكِ
هل كان صعباً
حين يرسمُ صورةً
لهواء عطركِ, حين فرَّ
فأقلقَ الماشينَ,
فى كل الشوارعِ
للنوارسِ
والنراجسِ
تزدهى بعذابها
فى مقلتيكِ............,
وللسعيرِ
ُيطلُّ من شرفاتهِ
فى بيتِ صدركِ
للعذابِ يئنُّ فى أحلام ناىٍ
يكتوى
بعذابهِ المنغومِ,
سدَّ ثقوبَهُ وَجَعٌ
فغمغمَ: فاعلِنْ
ومفاعلنْ
ومفاعليكِ
......................
....................
هل كان غيركِ فى المكانِ
متوَّجا
بجمالهِ الملكىِّ
طاووسا
يهزهز ُحُلمَهُ الذهبىَّ
يمشى
ضاربا
أيكاً
بأيكِ
..............
..............
هل كان غيرى
عاشقا
بخياله المجنونِ
يمضى
هاربا
من نهرِ فردوسٍ سخىٍٍّ
كى يجىءَ, لتأمريهِ
تحركيهِ
بإصبعيكِ
..............
هل كان شعرا
ماكتبتُ هنا؟أنا؟
بل كان ترتيلا لسورةِ عاشقٍ
يستمطر الرحماتِ
ليلا,
للتى
بعثَتْ لواعجَهُ
فأشْعُلتْ المواجعَ كلها
فاشتاقَ قُبـَّرَةً
على شبّاك ِروعتها النديةِ
وامتطى حلما
وأوراقا
ليبكى