القـــــــــــــــــــــــيتارة ..
القيثارة
يبدأ بكاء
القيثارة.
تتكسر أقداح
الفجر.
يبدأ بكاء
القيثارة
غير مجد
أن نسكتها.
تبكي رتيبة،
كما تبكي المياه،
كما تبكي الريح،
فوق الثلج المتساقط ،
من المستحيل
أن نسكتها.
تبكي أشياء
بعيدة.
رمل الجنوب الساخن ،
متعطش لكاميليا بيضاء .
تبكي سهماً بلا هدف،
عشية بلا غد
والعصفور الأول الميت
فوق الغصن.
أوه! يا قيثارة!
يا قلباً جريحاً حتى الموت،
بخمس سيوف.
ـ ثلاث مدن مالقية
يدخل الموت
ويخرج،
من الخمارة.
تمر أحصنة سوداء،
وناس مشؤومون،
عبر الدروب الغامضة
للقيثارة.
وهناك رائحة ملح،
ودم لأنثى!
في السنابل المحمومة،
لشاطئ هذا البحر.
الموت
يدخل ويخرج،
ويخرج ويدخل
موت
الخمارة.
2ـ حي من قرطبة
قولي ليلي
يحتمون في البيت،
من النجوم.
ينهار الليل.
في الداخل، هناك طفلة ميتة،
و وردة حمراء، مخبأة في شعرها.
يبكيها ست بلابل،
في الشباك الحديدي.
يتنهد الناس،
وقيثاراتهم ناحبة
3 ـ رقصة
ترقص كارمن ،
في شوارع إشبيلية.
شعرها أبيض،
وبؤبؤ عينيها براق.
يا طفلات،
أسدلن الستائر!
تلتف حول رأسها
أفعى صفراء،
وتمضي حالمة بالرقص،
مع عشاق لأيام مضت.
يا طفلات ،
أسدلن الستائر!
الشوارع مقفرة،
وفي أعماقها نتبين
قلوباً أندلسية،
باحثة عن أشواك عتيقة.
يا طفلات،
أسدلن الستائر!
شجيرة يابسة)
شجيرة ، شجيرة
يابسة وخضراء.
الطفلة الجميلة الوجه
تقطف زيتوناً
الريح ـ عاشقة الأبراج ـ
أمسكت بها من الخصر.
مر فرسان أربعة،
يمتطون مهوراً أندلسية،
يرتدون أزياء زرقاء وخضراء،
ومعاطف طويلة عتمة.
"ـ تعالي إلى غرناطة يا صبية "
لا تستمع إليهم الطفلة.
مر ثلاث مصارعي ثيران شباب،
هيف الخصور،
يرتدون أزياء بلون الليمون،
ويحملون سيوفاً من فضة عتيقة.
"ـ تعالي إلى إشبيلية، يا صبية"
لا تستمع إليهم الطفلة.
عندما أصبحت العشية
بنفسجية، وضوءها مبهم،
مر فتى كان يحمل
وروداً وريحان قمر
" ـ تعالي إلى غرناطة يا صبية"
لا تستمع إليه الطفلة.
ظلت الطفلة الجميلة الوجه
تقطف زيتوناً
والذراع الرمادي للريح،
يزنرها من الخصر
شجيرة، شجيرة
يابسة وخضراء.
موت أنطونيو آل كامبوريو
دوت أصوات موت،
قرب نهر وادي الكبير.
أصوات عتيقة تحاصر،
نبرة لقرنفل ذكر.
شك في الجزمات،
عضات خنزير بري،
كان يثب في الصراع
كدلفين مغسول القفزات.
غسل بدم عدو ،
ربطة عنقه القرمزية.
إلا أن أربعة خناجر ،
أجبرته على أن يسقط ،
عندما سمرت النجوم،
حربات حادة في المياه الرمادية،
عندما كانت الثيران الصغيرة تحلم
بمنثور زاهر،
دوت أصوات موت،
قرب نهر وادي الكبير.
أنطونيو توريس إيريديا،
كامبوريو كثيف الشعر،
اسمر كقمر أخضر،
ونبرة رخيمة لقرنفل ذكر
من سلبك الحياة،
قرب نهر وادي الكبير؟
ـ أبناء عمي إيريديا الأربعة،
أبناء بينا ميخي.
والذي ما غبطوا الآخرين عليه،
كانوا يحسدونني أنا عليه:
ميداليات كبيرة من عاج،
وبشرتي المعجونة
بالزيتون والياسمين.
آي، يا أنطونيو آل كامبوريو،
الجدير بعشق إمبراطورة،
تذكر العذراء،
لأنك ستموت.
آي فيديريكو غارثيا،
نادي رجال الدرك!
وتحطمت قامتي ،
مثل ساق ذرة.
ثلاث دفقات دم ،
وسقط على جانبيه وجهه.
نقود نادرة،
لن يعاد سكها ثانية.
يمدد ملاك أندلسي،
رأسه على وسادة.
وأشعل ملائكة آخرون،
ـ متعبو الوجه ـ قنديلاً.
عندما وصل أبناء العم الأربعة
إلى بينا ميخي،
انطفأت أصوات موت،
قرب نهر وادي الكبير.