عدد الرسائل : 372 العمر : 40 الجنسية : مصرية تاريخ التسجيل : 15/08/2008
موضوع: صبحي الجيار الذي لا يعرفه احد الخميس 25 سبتمبر 2008, 2:33 am
صبحي الجيار من الشخصيات التي لا ينساها التاريخ فقد تمكن من قهر الإعاقة التي جعلته عاجزًا عن الحركة والمشاركة في الحياة العامة. كأي إنسان عادي، وكان أيضًا أديبًا متميز ساهم بإبداعه في إثراء الحياة الأدبية.
وقد ولد صبحي الجيار في 27 من فبراير عام 1927 وأصيب وهو في الرابعة عشر من عمره بمرض تيبس المفاصل مما جعله لا يستطيع المشي أو الجلوس كل الذي يستطيع أن يفعله أن ينام على ظهره ويحرك نصف ذراعه اليمنى، هكذا قضى عمره نائمًا في السرير بسبب هذا المرض اللعين. وقد سافر إلى لندن للعلاج على نفقة الدولة ولكن فشلت رحلة علاجه لصعوبة المرض وعاد إلى أرض الوطن يقهر اليأس ويصارع الحياة.
وقد أصدر صبحي الجيار ثلاث مجموعات قصصية قبل أن يكتب سيرته الذاتية ربع قرن في القيود التي نحاول من خلال هذا الكتاب إلقاء الضوء عليها وهذه المجموعات هي: -
1- (يستر عرضك) عام 1961.
2- (سوق العبيد) عام 1963.
3- (العيون الزرق) عام 1966.
وقد نشر العديد من القصص القصيرة في الصحف والمجلات المصرية والعربية.
وكتب العديد من المسلسلات الإذاعية وقدم أحد البرامج الإذاعية كان يرد فيها على مشاكل المستمعين وعلى إبداعات الأدباء الجدد. وقام بترجمة بعض الكتب من الإنجليزية إلى العربية، وسيتضح كل هذا من خلال قراءة الكتاب.
لقد اهتم الكتاب والمثقفون بحياة صبحي الجيار وكانوا يتابعون أخباره باستمرار، ولقد كان للأسرة دور عظيم في حياته وللمجتمع أيضًا الذي احتضنه بالرعاية والتشجيع، ولسكرتيرته نعمات التي كانت تتولى رعايته الشخصية وقضاء أعماله لدى الجهات التي يتعامل معها.
وبعد سنوات طويلة من الزمن من الله على صبحي الجيار بسكرتيرة متطوعة إلى جوار نعمات هي آمال.
وعنهما يقول صبحي الجيار "إن الأخت النبيلة آمال ليست هدية السماء لي وحدي، بل للأخت نعمات أيضًا التي أصبحت في وجودها تجد متسعًا من الوقت كي تلتقط أنفاسها بعد إرهاق دام عشرين عامًا" كل هذه الرعاية بلا شك ساعدت صبحي الجيار على قهر الإعاقة والمضي نحو طريق المجد والخلود..
ومن عجيب القدر بعد أن أتم صبحي الجيار كتابة سيرته الذاتية ربع قرن في القيود المكونة من ثلاث كتب آخرها كتاب (الحصاد) عام 1968 وهو العام الذي رحلت فيه هيلين كيلير المعجزة الأمريكية التي تمكنت من قهر الإعاقة أيضًا بفقد بصرها وسمعها.
وأنا أستعيد ما قاله الأديب المعروف يوسف الشاروني: -
"وإذا كان الأمريكيون يفخرون اليوم بهيلين كيلير فإن علينا أن نفخر بأمثال صبحي الجيار".
وكما أسلفت فقد أصدر صبحي الجيار سيرته الذاتية (ربع قرن في القيود) في ثلاث كتب: -
1 – المأساة 2 – الكفاح 3 – الحصاد.
وهذا الكتاب الذي بين يديك يا عزيزي القارئ هو ملخص سريع للسيرة الذاتية لصبحي الجيار والتي تحتاج إلى مجلد كبير الحجم لو صدرت كاملة، وقد بدأت هذا الكتاب من نقطة حديث الوداع التي يودع فيها مستشفى لندن كلينك بإنجلترا بعد فشل رحلة علاجه ليعود إلى مصر رافعًا شعار "لا يأس مع الحياة".
كان صبحي الجيار يقيم في بيته ندوة أدبية أسبوعية يوم الجمعة بالتحديد يحضرها كبار الأدباء والفنانين ويجري فيها مناقشة الأعمال الأدبية للأدباء المعروفين والجدد أيضًا وقد استحق صبحي الجيار بجدارة حصوله على جائزة الدولة التشجيعية في التراجم عن كتابه الرائع (ربع قرن في القيود).
ويعلق الكاتب الكبير أحمد بهجت على قصة حياة صبحي الجيار قائلاً: -
(لا يعرف شباب اليوم من هو صبحي الجيار ولا يعرفون قصة كفاحه في الحياة، وهي قصة تشير إلى عظمة الإرادة الإنسانية حين تمحو من قاموسها كلمة المستحيل).
وفي النهاية أستعيد ما قاله الناقد الراحل عبد الفتاح البارودي في جريدة الأخبار الصادرة في 27 من يونيه عام 1960 تحت عنوان "مأساة أديب" تعليقًا على قصة حياة صبحي الجيار التي رواها للبرنامج الإذاعي الشهير آنذاك (كفاح ونجاح) والذي كان يقدمه الإذاعي عبد الرحمن صالح حيث قال: - "بكل هدوء روى الأديب صبحي الجيار مأساته في برنامج كفاح ونجاح.. وأي كفاح وأي نجاح أقوى من أن شابًا يرقد على سريره منذ عشرين عامًا بين أربعة جدران، ورغم ذلك يكتب للناس قصصا وخواطر، أقل ما يقال فيها أنها دعوة لليقظة والحياة.
أحسن صاحب البرنامج عبد الرحمن صالح حينما استضاف مجموعة من الأدباء لحضور ندوة زميلهم، وسمعوا بأنفسهم كيف وصف خيبة أمله بصراحة عندما فشلت رحلة علاجه في لندن. هذا هو سر نجاحه كأديب، إن مواجهة الحقيقة هي التي دفعت أدباء عظمة الإغريق إلى مقاومة أقدارهم وخلقت في عصر النهضة أدب عظمة الإنسان.
وخلقت أيضًا من صبحي الجيار أديبًا لا يهدأ على سريره.
بل استطاع بالإصرار وبالاستفادة من الأدب العالمي أن يتجدد ويبتسم في محنته وفي قصصه. هذا أديب كبير على سرير صغير"..
وفي 25 من فبراير 1987 صعدت روح صحبي الجيار إلى بارئها لكن، يبقى عطاؤه الأدبي للتاريخ وقصة كفاحه في التحدي وقهر الإعاقة شاهدًا على عظمة الإنسان المصري...
منقووول
دكتور : محمد ربيع هاشم Admin
عدد الرسائل : 1663 العمر : 54 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
موضوع: رد: صبحي الجيار الذي لا يعرفه احد الخميس 25 سبتمبر 2008, 2:56 am
الأستاذة هبه أسامة شكرا لنقل هذا الموضوع الرائع عن الأديب المجهول لكثيرين صبحي الجيار الذي تحدى كل ظروف إعاقته وكتب إبداعا خالدا ، هو مثال للتحدي والصمود ، وقدوة لكل من يجد في نفسه طاقة جبارة ولا يستغلها ويتعلل بإعاقات جسدية تافهة لا علاقة لها بالإبداع والحياة شكرا مرة ثانية أستاذة هبه
هبة اسامة مشرف قسم مبدعون تحدوا القيود
عدد الرسائل : 372 العمر : 40 الجنسية : مصرية تاريخ التسجيل : 15/08/2008
موضوع: رد: صبحي الجيار الذي لا يعرفه احد الخميس 25 سبتمبر 2008, 3:14 am
دكتور : محمد ربيع هاشم كتب:
الأستاذة هبه أسامة شكرا لنقل هذا الموضوع الرائع عن الأديب المجهول لكثيرين صبحي الجيار الذي تحدى كل ظروف إعاقته وكتب إبداعا خالدا ، هو مثال للتحدي والصمود ، وقدوة لكل من يجد في نفسه طاقة جبارة ولا يستغلها ويتعلل بإعاقات جسدية تافهة لا علاقة لها بالإبداع والحياة شكرا مرة ثانية أستاذة هبه
اشكرك دكتور محمد لمرورك الجميل
لك مودتى واحترامى
لمياء شعبان مشرف قسم الأدب النسائي
عدد الرسائل : 119 العمر : 55 الجنسية : تونسية تاريخ التسجيل : 26/08/2008
موضوع: رد: صبحي الجيار الذي لا يعرفه احد الأربعاء 08 أكتوبر 2008, 10:09 pm
أشكرك أستاذة هبة على هذا الموضوع القيّم ، فقراءتنا عن مثل هذه الشخصيات لا تدفعنا
إلا إلى مراجعة ذواتنا ، مراجعة ما أنجزناه في حياتنا ، نحن الأصحاء ، .
تحيّاتي
هبة اسامة مشرف قسم مبدعون تحدوا القيود
عدد الرسائل : 372 العمر : 40 الجنسية : مصرية تاريخ التسجيل : 15/08/2008
موضوع: رد: صبحي الجيار الذي لا يعرفه احد الأربعاء 08 أكتوبر 2008, 11:05 pm
[quote="لمياء شعبان"]أشكرك أستاذة هبة على هذا الموضوع القيّم ، فقراءتنا عن مثل هذه الشخصيات لا تدفعنا
إلا إلى مراجعة ذواتنا ، مراجعة ما أنجزناه في حياتنا ، نحن الأصحاء ، .