محاولة لتوغل في كلمات جوتيار تمر
جو........
لست ناقدة ولا باحثة في مجال القصة لكن إعجابي الشديد بكتاباتك جعلني أتوغل فيها
بنشوة......احاول من خلال هذا التوغل الى اختراق ما وراء السطور والى ذات جو
الحزينة المتعبة بحمل من القليل النادر ان نجده عند الاخرين نظرا لظروف
يعيشها تجمع معاناة شعب بأكمله ومعاناة شخصية كاتب ومبدع يبحث
ويصر على التحدي رغم اليأس الجارف وانسداد الدروب
فهذه المعاناة ولدت خصوبة اللغة لديه ككل مبدع يحمل اشتعال السؤال لكل ما يجري حوله.
ما ألاحظه في سلسلة كتباته هي عبارة عن ملحمة تطورت على شكل حوادث واقعية تعبر عن
ينابيع عميقة لدى أبطالها ووعيهم بذواتهم.....فنجد الوجع يتوغل فيهم بتوغل الكاتب
هناك علاقة جدلية بينه وبين أبطاله.
هذه السلسلة يصعب تصنيفها لأنها جمعت بين الشكل الدرامي والشكل القصصي والخاطرة
( كتابة عابرة للأجناس ...الكتابة اللقيطة بدون قيود ) اما من حيث الجانب الفكري
الدوافع متعددة دافع وجودي يعيشه الأبطال والراوي بحيث يعيش القارئ بين الواقع
والغيب.....فيطرح السؤال ألف مرة هل هناك معاناة سيزيف ام غريب ألبار كامو
أم زوربا الذي مات وهو واقفا ......هنا تكمن روعة النصوص وقيمتها الفلسفية
حيث نحتاج الى تأكيد أنفسنا فيها كما يحتاج أبطلها الى تأكيد وجودهم من خلال أحاسيسهم بألامهم ومعاناتهم يقول سارتر( يتألم الإنسان بوجوده ويعي حقيقة ألمه )
والى جانب هذا لا يفوتنا الجو الأسطوري الذي يخيم على جل نصوص جوتيار في وصفم للمكان والزمان معبد....صومعة....المرفأ.....صلاة في محراب عتيق....
كما وضف الكاتب هنا الروح الصوفية في الكثير من نصوصه
فالخصوصية التي يمتاز بها هي توقفه على الشخصية
كما تتجسم الصوفية ايضا في استعماله الرؤيا ...(..! بعدها وفي ليلة شتوية مظلمة .. هائجة ريحها جاءني طيفها في حلمي زائراً حزيناً متلهفاً .. ردد في سمعي هذه الكلمات .. وأخرجتها بدوري على هذه الأسطر كما أتت…!) حيث ان ارؤيا في النص الصوفي هي التي ترسم جميع مفردات الحدث والشخصية
والمكان والزمان......
المكان في قصصه تلعب دورا هاما فهو ذو دلالات عميقة لما يتسم فيه من وصف معتم فيه كثيرا من الغموض
من الحزن رغم انه تابع من الواقع هذا الواقع الأليم الذي يعيشه الكاتب معاناة شعبه سنوات طويلة
هذا المكان الذي تتشابك فيه الحوادث والشخصيات الغامضة وتفاعلها مع مؤثراته ينفذ بنا الى قضايا سياسية واجتماعية وقد استعمل الكاتب كثيرا من الرمزية . لذلك نجد الغموض يخيم على جل نصوصه
رغم وضوحها من خلال السرد القصصي الأبطال يعيشون غموض عميق لكن هذا الغموض يجعلنا ندخل معهم في بحث عميق عن كنه الاشياء ونعيش التساءل الدائم تساءل ايجابي وليس بالسلبي
بحيث هو كتلة من التفاعلات الوجودية والاجتماعية والنفسية والوجدانية ( لذلك نجد جانب رومنسي كبير في اللغة لدى جوتيار) علاقة كثيفة مركبة بين الأبطال والكاتب متعبة من حيث اختلاف اتجاهات كل واحد منهم وهذا مانجده في نصه صلاة في محراب عتيق ويتجسم في اختلاف مفهوم الالم
بين فاطمة وحبيبها كل واحد منهم البطل والبيئة والكاتب .وكأننا بالكاتب هنا يرسخ النظرية
القائلة الأدب مأساة أو لا يكون للأديب المسعدي
تحقيق الذات لديه هي التعمق في الألم والوعي بهذا الألم وليس الم اعتباطي.
وهنا ينفذ جوتيار من الظاهر الحسي الى الباطن النفسي والروحي العميق في رحلة صوفية احيانا
ووجدانية وعقلية....
واخيرا تقبلوا اعتذاري لاني لم أفي حقه في هذه الكلمات البسيطة عن أبداعاته الرائعة
لذلك أطلبوا منكم ان تكتبوا كلمة هنا عن هذه النصوص كتكملة لما قدمته لكم
اسفة جو ان كنت مقصرة في هذه الكلمات المتواضعة لاني لا احسن
النقد ولا كتابة المقالات الادبية حول القصة
محبتي لك