هل تقسمين لي أنه لنا؟!

واسع هذا البحر ، هل تقسمين لي أنه لنا ؟ نقتسمه لي الموجُ ولك الزبد فمن ارتطامي وفنائي تكونين ، ولأجل وجودك أدور في دائرة لا أعرف لها نهاية !!
علميني كيف يسعنا مثل هذا البحر وداخلنا بحور هائجة على طول المدى ؟؟ .. كيف يأخذنا التيار إلى هذه الجزر المجنونة ؟؟ أو تتقاذفنا هذه الريح وتموج بنا ؟؟
هل تحسين ارتعادتي بين يديك ؟ وانهزامي وأنا بين شفتيك موبوء بالشقاء ؟؟
هل أحكي لك عن تلك الشمس الحارقة ؟ وهذا البرد القارس؟
كانت هناك أمسية جميلة حضرها من لا نعرفهم أو حتى نراهم ، الشمس ترقص على يميننا ، والبرد يبكي على يسارنا
ثم امتزجنا فكنا نغني لهما ونرقص أيضا ، ثم اختفيا فكنا نسيل التراب فوق رؤوسنا ، نبحث عن هذا الكنز المفقود الذي لم نشعر به إلا وهو يمر علينا في لحظات ثم يغيب ........
ثم ضللنا الطريق بعدهما فإذا بنا نعيد وشم هذه القصة القديمة ، أنا الموجُ ينكسر .. وانت الزبد يذهب جفاء .......
هكذا كنا ، وهكذا أصبحنا نباتا كسيرا تقوده الريح ، وسيفا صدئا خار ، وقلبا أغلق غرفاته ....
ضيق هذا البحر لكنه يضمنا معا ... نيلا وعاصفة ، رمادا ونارا ، هل ترين معي كيف نتحول إلى كذبة كبرى ؟؟ .. جملة من المتضادات ؟ ، ننتفخ بالهواء .. نطفو ليأخذنا التيار إلى أي مكان ( قلعة ، قلم ، تاريخ ، إرهاب ، ظلم ، دم ، بكاء ، دعاااااااااء ، .................)
لا يهم أين ، ما يهم هو كيف ... كيف أصبحنا ، كيف كنا ، كيف جاء ، كيف ذهب ، كيف كيف كيف
هل احكي لك عن سر كبير أقسمت ألا أبوح به لأحد أبدا .. لابد وأن أبوح به فربما أستريح ...
دعيني أرمز له ولا أبوح ........
سيجارة ورماد ، ومسرح كبير يضم نخبة من عرائس الماريونيت ، وسيف يقصف رقاب كل من يرتفع عنه ، ودماء يتوضأ بها المصلون ، وهواء مفعم بالكلام الفارغ ............
هل أبوح؟؟؟؟؟
لا لاتغضبي .. سأكف عن الرمز والبوح ، وأعود لما تحبين .... واسع هذا البحر هل تقسمين لي أنه لنا ؟ نقتسمه لي الموجُ ولك الزبد فمن ارتطامي وفنائي تكونين ، ولأجل وجودك أدور في دائرة لا أعرف لها نهايات كثيرة !! .. علميني ..............................................................
جريدة أخبار الأدب الأسبوعية عدد 2 مارس 1997

زائر

رمز مميز و قصة مميزة ..
ربما أنني لم أصل إلى المستوى الكافي لفهمها .. لأكنها أعجبتني كثيراً..
خاصة تلك السطور الخاصة بالبحر ..
دمت .. بكل الحب .

المبدع الصديق الجميل د.محمد
القارئ سوف يتساءل عن تأويل السر وموقعه من العلاقة
البحر بداية رمز الحلم اللامتعين المطلق تقريبا، عالم البراءة أو الحياة الأولية الدافئة، بعض الأدبيات النفسية تجعل منه رمزا للرحم
هل كان البحر في النص هو الحديث الذي تحبين/يحبون/نحب؟
السر سر شرقي يشبه كابوس ليلة شرقية تفوح فيها روائح الدماء والأسمار المملة والثرثرة الفارغة التي تستر خوفا عظيما
غموض اللغة هو مرتكز جماليات نص القسم

حبيبى د محمد
انت رائع

الأديبة قصيدته الوردية
القاص عصام الزهيري
الشاعر محمد حسني
أسعدني جدا مروركم بالقصة وشكرا لكم

موضوع: يسلمو السبت 14 يونيو 2008, 1:12 am

هذا واحد من النصوص القليلة التي تجعلني أقرأه مرة ثانية وانا أستمتع ... مودتي

العزيز رامي نور
أشكر مرورك العبق على القصة

جميله يا د/ محمد
كلماتك مليئه بكثير من التضاد ( واسع وضيق-الشمس الحارقة والبرد القارص- رمادا ونارا)
ربما هذا التضاد هو ما اعطى معنى اشمل للنص وجعله يتغلل داخلنا
فالشعر والقصة والروايه وكثير من فروع الادب يجب ان تمر داخلنا اولا قبل ان تصل الى العقل ليستوعبها
لك منى كل التقدير bounce

أستاذة جيهان
شكرا لمرورك

احساس عارم بالضياع في عالم العشق
يتشظى الكاتب بين نشوة الحب و قلعة ، قلم ، تاريخ ، إرهاب ، ظلم ، دم ، بكاء ، دعاااااااااء

وتوظيفه لكلمة بحر أجدها رائعة..... ربما هي الحياة ربما الكون يضيق بهما أمام عشق صوفي

مما يجعل القارئ يذهب الى عدة دلالات ويعيش القصة بفكره ووجدانه

وربما يغوص مع الكاتب في عالم الذكرى

شكرا دكتور لهذا البوح الرائع رغم ألم الذكرى

تقديري واحترامي

الشاعرة الرقيقة ضحى
شكرا لمرورك وقراءتك العميقة للقصة

دكتــــــــــور..

كأني بألقصة تميل الى الوصف والاعتناء بتفاصيل الصورة الرمزية و مؤثثاتها ، على خلفية المشاعر والأحاسيس أكثر ،مما اهتمت بملامسة خلفية الأزمة التي لم تأخذ نصيبها من التصعيد كما أخذته النهاية التي بقيت أجمل ، مجرد رأي.

محبتي
جوتيار

جوتيار تمر كتب:: دكتــــــــــور..

كأني بألقصة تميل الى الوصف والاعتناء بتفاصيل الصورة الرمزية و مؤثثاتها ، على خلفية المشاعر والأحاسيس أكثر ،مما اهتمت بملامسة خلفية الأزمة التي لم تأخذ نصيبها من التصعيد كما أخذته النهاية التي بقيت أجمل ، مجرد رأي.

محبتي
جوتيار

الحبيب جوتيار أشكر لك مرورك الجميل مثلك ، هي قصة رمزية كتبت منذ خمس عشرة سنة تقريبا أو يزيد ، وكانت عبارة عن لحظة شعرية أمام البحر في فترة تختلف كل الاختلاف عما نعيشه الآن
شكرا لك الملاحظة والتفاعل