ينتزعون من صمتك أشجار الصبر الوارفة المستكينة .........

علامات عميقة تشبه الندوب بوجهك ، تتخفى كلما خطوت خطوة نحو الخروج من هذه المتاهة المقفرة
تتراءى بعيدا شوارع للتيه ، واستغراق في السهول الصامتة
كم ناشدت قلبك أن يستريح على عتبات فجر وليد ، تظاهره فرحة مكتومة ورغبة في الشرود !!
الخوف يلوح كخيمة مقوسة ، والتعب يأخذ بعنان فرسك الجامح هناك على مقربة منها..
تتلون حولك كل الفراشات ، وتسقط في حريق الصقيع ، تحاول أن تصنع من أجنحتها المحترقة سلما للصعود خلف وهم الصمود والاستواء كنسر جارح أجبروه على الانزواء وراء القضبان
ترسم يداك المرتجفة أمنيات التشظي ندفا من الحياة الأخرى المصنوعة من جمود القسوة ،
وتمتطي ظهرك خوارق المساء ، والحب ، والأساطير
أنت ما جربت الصعود مرة واحدة ، ولا انتويت التطهر برداء المكاشفة
ينالون منك بطعنات مسمومة ، ويأخذون من عظام صدرك آهات الحزن ، وينتزعون من صمتك أشجار الصبر الوارفة المستكينة..
أفق أيها المسكون بوهمك السرمدي ، الأبد مصنوع من العدم ، والخروج إليك منك طريق وعر
على عتبات صمتك حوريات المساء يلعبن في شعرك المصفوف ، وينازلن صواري حزنك
يا أنت حين تلوح بكفيك للقمر ، وتشير للنجوم فتتهاوى على عينيك سحابة سوداء محملة برعد مخيف
تنازل عند صخرة قاسية بسيفك الخشبي تهويمات الأشباح المتناثرة حولك
وتبتاع لحظات من حسنها المزور ، ثم تنكفيء أخيرا مغترفا من دموعك آياتٍ للانطواء ..
هذا كهفك مصنوع من حرير الوحشة ، ولهيب الانكسار
فاصمت كما أنت ، وتعلم من صمتك كيفما شئت ،
لكنك سترحل ذات مساء إليها هناك على مقربة من التلال المتراصة كخريف عقيم
تزرع صبارك الأحمق في صدرها ، وترتاد شاطئا مبتلا بالمد المميت
وتنتهي علامات صمتك عند مفترق مظلم لايزيده صمتك إلا خفوتا