و كأن شيئا لم يكن

في المساء بدأت تحس بتعب مفاجئ يجتاح كل جسدها ،أخذت مهدئا و نامت في وقت مبكر من الليل على غير عادتها..في الصباح الباكر داهمتها نوبة من القيئ ودوخة مريعة ناتجة عن انخفاض في الضغط .. في وسط النهار تحاملت على نفسها وقامت لكنها لم تستطع ان تصلب طولها ،كانت الدوخة اللعينة والغثيان يهددانها بفقدان الوعي
طلبت مساعدته،ناولها المهدئ وكوب ماء ،وضع يده على جبينها يقيس حرارتها قال معاتبا :انتِ دائما مهملة في حق نفسك..ثم غمس راسه في جريدته وانهمك فيما كان كان فيه وكأن شيئا لم يكن.
كانت حالتها تزداد سوءا فكان لا بد من زيارة الطبيب ، رمى بالجريدة جانبا واصطحبها الى الطبييب ،في الطريق كان يحتضنها خوفا عليها من فقدان التوازن
وفي قاعة الانتظار احست بدوخة شديدة انتهت بغيبوبة لم تستفق منها الا وهي ممددة على طاولة الفحص داخل العيادة..أجالت بصرها فيما حولها وكانها آتية من عالم آخر..لكن الشيء الذي أثار انتباهها وادخل نوعا من البهجة على قلبها :نظرة الخوف والهلع التي ارتسمت على محياه.. صاح بمجرد ان فتحت عينيها :حبيبتي سلامتك ..ما بك؟ هل تسمعينني؟ هل وهل وهل ؟؟ والدكتور يطمئنه بان الضغط الآن عادي
لم يكن التشخيص صعبا ولا الحالة خطيرة..كانت ضربة برد شديدة في الامعاء
أوصى لها ببعض الادوية وبالراحة التامة في الفراش..
وفي البيت احاطها بكامل رعايته وعنايته وحبه مما جعلها تستطيب المعاناة،وتستلذ الالم
بقي الى جانبها ،لاحظ قصة شعرها الحديثة.. ولون الصباغة الجديد ..بل لاحظ ان وزنها قد انخفض وان قامتها الان احسن..كان ياتيها بالدواء، ويغضب عندما ترفض الأكل ،ويغطيها عندما تنام ويهاتفها إذا خرج للعمل أو الى ضرورة..حتى في الليل كان يستيقظ اذا سمعها تئن ويسألها ان كانت في حاجة الى شيء.
*************************
نعم كان كل ما بها ضربة برد شديدة في الامعاء ،هذا الكل يعرفه ، لكن الذي لا يعرفه احد هو كيف اصيبت بهذه الضربة
هل تعرف يا رفيق دربي انك السبب في مرضي؟؟و انك لو أوليتني ربع هذا الاهتمام الذي اراه في وجهك و المسه في تصرفاتك..لو غمرتني بقليل من الحنان الذي ابصره في عينيك واسمعه في صوتك الان لما كنت مرضت
و هذه هي الحكاية
خرجتْ من الحمام ودلفت غرفتها وقفت امام المرآة وخلعت روب الحمام لترتدي ملابسها كالعادة ..لكن لفت انتباهها انعكاس صورتها على المرآة..فتركت ما بيدها ووقفت تتامل نفسها في المرآة وتطيل النظر في هذا الجسد البض العاري امامها
وقفز سؤال الى ذهنها : لماذا لم يعد يراني؟ وبدأت تخاطبه،تناجيه وتناجي نفسها: لفد فقدت سحري عنده هذا اكيد ولكن كيف؟ومتى؟ ولماذا؟
يا رفيق دربي..هذه انا لم اتغير الى الحد الذي يجعل عينك تخترقني دون ان تراني..ما زال الوجه المستدير متألقا بعينيه الواسعتين التي طالما تغنيت بجمالهما..والشفتان الجميلتان التي تزيد سفلاهما عن العليا قليلا مما يعطيهما إثارة خاصة..
وهذا الصدر الكريم ما زال حُقِّا العاج شامخين عزيزين كعهدك بهما
و البطن الذي كنت تشبهه بعجين امك الخامر والذي كنت تدس فيه وجهك ولها وهياما...و.....و....و......
لم يتغير شيء يا رفيق دربي –غيرك..غير شعورك..أعلم علم اليقين انك ما زلت تحبني ،وأن الايام وطدت الصلة بيننا حتى إنه ليستحيل على أحدنا العيش بدون الآخر
بالله عليك يا رفيق دربي دعنا نلقي ببعض الملح على علاقتنا علنا نعيد لها بعض الطعم الذي فقدته
و.....وللحديث بقية
سميرة

جميلة جدا

احبك جدا ياسميرة واحب جميع كلماتك تروق لى

مودتى