السـتـرة
فتح عينيه على صوت الديكه والعصافير بدأ نور الصباح يتسرب إلى الدنيا . . تثاءب فى تثاقل . قام تناول السترة المعلقة على مسمار مثبت فى إحدى جدران الحجرة القديمة، رفع القلة على فيه ، ولم ينزلها إلا فارغة . . إرتدى السترة . . فتح باب الغرفة . . خرج وأغلقه وراءه.. وسار حتى وصل إلى الميدان . وقف ينتظر حتى جاءت السيارة التى تطلب عمالا لحمل مواد البناء..ركب السيارة.. نزل أمام أرض فضاء بها مبنى مثبت عليه السقالة .
أشار له " الريس " إلى كمية من شكائر الأسمنت وطلب منه أن يرفعها إلى الدور الرابع . بدأ العمل بهمه . نزل وصعد مرات لا يعرف عددها . . سمع صوت الصفير المشير إلى وقت الغداء . . نزل بسرعة وجد رجالا كثيرين يلتفون حول الخبز الذى ألقى لهم فوق الرمل وقد وضعت الشكائر الفارغة ووضع فوقها الجرجير والطعمية وإناء الفول . أكل ما استطاع الحصول عليه من أرغفة الخبز والغموس ثم تجشأ . . عاود العمل حتى كادت الشمس أن تغرب . ذهب مع الرجال إلى " الريس " أخذ النقود وضعها فى جيب سترته.. سار على قدميه طويلا حتى وصل إلى محطة الأتوبيس.. ركب (نام واقفا حتى سمع مكان محطته) نزل ومشى حتى اقترب من منزله .
توقف ليشترى خبزا ، وطعاما ، وشايا ، ودخانا . . مد يده فى جيب سترته لم يجد النقود خلع السترة وظل يبحث.. ويقلب كل الجيوب لم يجد . . حمل سترته وجر ساقيه إلى غرفته الخالية . . سقط مغشيا عليه