لم يكن الألماني غيرهارد رشتر رساما موهوبا فحسب، بل استطاع أن يشكل ملامح الفن الألماني المعاصر بجمعه بين المدرسة التجريدية والواقعية الرأسمالية. انتقدت أعماله المجتمع الاستهلاكي الغربي وحصل على العديد من الأوسمة.
يعتبر الرسام الألماني، غيرهارد ريشتر، من أهم الرسامين المعاصرين في العالم. شارك في أكثر من 70 معرضا فنيا في الولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أوربية و آسيوية. تم تكريمه في محافل دولية كثيرة، حيث حاز على جوائز وأوسمة كثيرة. بدأ مسيرته الفنية عام 1962 برسم لوحات تجريدية معتمدا على صور فوتوغرافية، متأثرا بذلك بمن سبقه في هذا المجال مثل جياكوميتي و دوبوفيت.
نشأته
ولد الفنان غيرهارد رشتر في مدينة دريسدن عام 1932. أبدى اهتماماً كبيراً بالرسم منذ صغره، فدخل أحد معاهد الفنون والرسم بعد أن أكمل المراحل المدرسية الأولى. في هذه الفترة عمل كرسام لمسرح مدينة زيتاو في ألمانيا. بدأ دراسة فن الرسم بجامعة دريسدن في الفترة ما بين 1952 و1957. لم يتسن له تكملة دراسته هناك، فرحل في نهاية شهر فبراير للعام 1961 من مدينة دريسدن، تاركا حتى أعماله الفنية متوجها إلي مدينة دوسلدورف التي أكمل فيها دراسته الجامعية. عمل محاضرا في أكاديمية الفن في مدينة دسلدورف من عام 1971 حتي عام 1994.
اتجاهه الفني
تمتاز أعماله بصبغة فنية تجمع بين الواقعية التصويرية والتجريدية، الأمر الذي جعل أعماله الفنية نتاجا لجميع أشكال التعبير الفني المعاصر في مجال الرسم. عرضت في بداية الستينيات من القرن الماضي أأولى أعماله في معرض هاينر فريدرش في مدينة ميونخ ومعرض ألفرد شيملا في مدينة دوسلدورف.
شارك في معارض كثيرة مع رسامين كبار في أوائل الستينيات مثل زيكمر بولكه وكونراد لوك ومانفرد كوتنر، حيث أوجدوا حينها اتجاها جديدا في الفن أسموه "الواقعية الرأسمالية". واعتمد هذا الاتجاه الفني على السخرية من مدرسة "الواقعية الاشتراكية" التي سادت في دول المعسكر الشرقي في ذلك الوقت، كما ركزت أعماله على انتقاد المجتمع الاستهلاكي الغربي.
ومن منجزات رشتر الفنية قيامه بجمع تشكيلة مختلفة من قصاصات الصحف والصور الفوتوغرافية والرسومات وغيرها من المواد الفنية، أطلق عليها اسم "أطلس" وعرضت فيما بعد في معرض "دوكومنتا" المرموق في مدينة كاسل عام 1997. وفي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي قام برسم لوحات تجريدية كبيرة طغت على ألوانها سمات المدرسة التعبيرية. كما أكمل رشتر في عام 2006 تصميم نافذة كاتدرائية المشهورة لمدينة كولونيا التي يبلغ حجمها 113 مترا مربعا مستخدما 72 لونا فيها، حيث تعود هذه الفكرة لأحد أعماله سنة 1974.