فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
george fakhry
مشرف قسم الفن التشكيلي
george fakhry


عدد الرسائل : 185
العمر : 70
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة Empty
مُساهمةموضوع: فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة   فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة I_icon_minitimeالسبت 18 أكتوبر 2008, 10:42 pm

«رخصة بغاء».. أحداث وشخصيات من زمانتا
يمكنك بعد أن تفرغ من هذه الرواية أن تتساءل - مثلي: رواية من هذه؟ هل هي رواية عبدالوهاب، أو الدكتور عبدالوهاب لو شئت: المحامي الشهير وأستاذ القانون بالجامعة، أحد المسئولين الكبار في المدينة أو علي الأقل صديق لهم، عامل في خدمتهم منذ كان طالبًا في بعثته للحصول علي الدكتوراه من باريس، أيقن أننا نعيش تحت حكم العسكر فصادقهم، وكانت التعليمات تصله عن طريق الملحق العسكري بالسفارة، وبعد أن ترك الجامعة وعمل بالمحاماة وكان مكتبه - وسط المدينة - يعج دائمًا بالذين يرغبون في توكيل المحامي الشهير بحصوله دائمًا علي البراءة مهما كانت صعوبة القضية (لا ينسي الروائي أن يقول لنا إن أتعابه عن قضايا المخدرات بوجه خاص كانت تصله في شوال مليء بالمال دون عدد!)، دمنا في عالم المحاماة فلابد أن يكون، ثمة، متهمون، من بين هؤلاء نعرف الحاج محمد الريان، وكان محاميه، ونعرف أيضًا نبيل الهلالي: «إن الهلالي كان طالبًا ملتزمًا هادئ الطبع، عُرف بنحافته، ذا وجه طويل حاد الملامح وأذنين كبيرتين.. ابن نجيب الهلالي باشا، من كبار علماء القانون والمرجع الأول في القانون المدني، رئيس وزراء ما قبل الثورة.. بعد تخرجه في نهاية عام 1950 فوجئ به يمثل أمام غرفة الاتهام لتجديد حبسه مع مجموعة من المتهمين بالانضمام إلي منظمة «حدتو» الشيوعية «..» ينفق علي مكتبه من ماله الخاص الذي ورثه عن والده الذي توفي وترك له ثروة تقدر بالملايين تنازل عنها لأخته الوحيدة وزوجها طبيب الأورام المشهور.. إلخ». أم هي رواية «عبدالله»: تلميذ الدكتور عبدالوهاب، المقتفي خطاه، المحامي في مكتبه، ولعل أصدق وصف له يأتينا علي لسان «محمد» أحد المحامين الآخرين العاملين معه، يقول: «كان شجارنا الدائم كالقط والفأر يعلن دومًا عن وجودنا معًا. كان هو شبه أصولي، يدافع عن الإسلام هو الحل وصالح لكل زمان ومكان، ومع ذلك يقبل الانفتاح علي العرب ولا مكان عنده لفكرة المواطنة، بل كان يسير إلي الأمُمية الإسلامية وتسعة أعشار الرزق في التجارة.. «..» أما أنا فكنتُ عكسه تمامًا: آمنت بالاشتراكية العلمية حلاً، وأنحاز لجانب الفقراء والطبقات الفقيرة دون وعي وأنا مغمض العينين حتي إنه يقول: أين العدالة في مصادرة منزل تمتلكه عائلتك منذ آلاف السنين حتي لو كان لبناء مستشفي، ويضيف: العدالة أم ديكتاتورية البروليتاريا.. ماذا صنع هؤلاء لعبدالناصر؟ قلت له: عبدالناصر لا يحب أن يصنع له أحد شيئًا.. إلخ». أم هي رواية «نورا»: المرأة الجميلة التي تهوي الرجال، حملت من عبدالوهاب وتزوجت من عبدالله، عرفتهما معًا، وها هي ممزقة بين رَجُليها: «تقول لنفسها بين البداية مع عبدالله ونهاية المطاف مع عبدالوهاب حلمت بالحب طويلاً. رغم إمعانها في المغايرة كانت تردد نفس الكلمات بين ذات المتماثلين مرغمة. تقول لنفسها إنها تقبل أحدهما مضطرة كزوج والآخر كحبيب يهوِّن عليها هذا الذل. وتقول لعبدالوهاب: لا تجعلني أكره نفسي من أجل ورقة الزواج. تقيم عالمًا تشعر في أوقات كثيرة أنه كرتوني. تتأرجح كفراشة بين نارْين، وتعود لترتفع بعيدًا عن النار رويدًا رويدًا لتبدأ مرحلة تصر علي أن تكون بداية جديدة.. «لقد أبدع حسن هند في تصوير شخصية «نورا»، ولم تكن تستحق منه هذا المصير: أن تموت في الصفحة الأخيرة: كالأسطورة التي يجب أن تبقي ماتت نورا، وتعددت الروايات الرسمية وروايات المقاهي في أسباب وطريقة موتها، كالموت في المسلسلات وعلي شاشات التليفزيون «موت علي الهوا Live «..» قال البعض إنه انتحار إلا أن عبدالوهاب أكد أنه غير مقتنع علي الإطلاق بفكرة انتحارها في إشارة واضحة لوجود شبهة جنائية وراء الحادث فسرهم بعدم وجود مبرر للانتحار حيث كانت في حالة نفسية جيدة بعد أن فقدت جزءًا كبيرًا من وزنها وأجرت عددًا من عمليات التجميل وتسلمت مبلغًا ماليا كبيرًا مقابل تسويق آخر إنتاجها الأدبي».. نورا كانت أيضًا شاعرة. وهذه مناسبة جيدة لتتفتح أبواب كل الشعراء: من المتنبي للوركا، ومن السياب إلي درويش، وهي مناسبة أيضًا لتفتح دار نشر ومطبعة مشاركة مع عبدالله: «كانت حريصة علي إكمال عدة كتب ليكون مكتبها الإعلامي الذي يضم مطبعة ودار مساعدة قانونية بها عديد من المحامين ومكتبة عامة، رائدًا في الثقافة فطبعت كتاب «الإسلام وأصول الحكم» لعلي عبدالرازق و«الشعر الجاهلي» لطه حسين و«يوم نزل الجبل من السقيفة»، الذي يناقش موقعة الجمل بطريقة مختلفة عن الفهم السائد. لم تكن تقدِّر التقدير الكافي أن هذه الكتب ستثير ضجة كبيرة في أوساط المثقفين والاتجاهات التقليدية في السياسة والدين».
الرأي عندي أنها روايتهم جميعًا. تلك هي الشخصيات الثلاث الرئيسة في هذا العمل. ولكن: هل غادر الشعراء؟، ولعل ما يمكن أن يقال هنا هو ولع الروائي بأن يقِّدم لقارئه أكبر قدر يستطيعه من «المعلومات» عن الموضوع الذي يتصدي للحديث عنه، ولعل أبرز الأمثلة في هذا السياق، حديثه عن شركة البترول التي عمل فيها محمد أحد المحامين الذين تركوا مكتب الدكتور عبدالوهاب. يكتب الروائي: «أشاعت صحف المعارضة أن الدكتور راجع عقد بيع الغاز لإسرائيل، وعقد التنقيب عن البترول لشركة أباتشي ملك جورج بوش.. كان هذا السبب الذي دفع محمد أن يترك العمل بمكتب عبدالوهاب ويعمل في شركة بترول...»، ثم لا يفلت هذه الفرصة فيروح يحدِّث قارئه عن تاريخ هذه الشركة البترولية، ويعود بهذا التاريخ إلي الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882، ويظل يتابع هذا التاريخ حتي أصبحت «الجمعية التعاونية للبترول» بعد خروج الشركات الأجنبية نهائيا من مصر. كذلك يفعل بقارئه حين يحدثه عن وكالة الأنباء أو «شركة تداول المعلومات» من ثلاثينيات القرن العشرين حين بدأ التفكير في إنشائها.. «مع ظهور الإذاعة ودورها الحاسم في توجيه المعلومات والتوجيه المعنوي في زمني الحرب والسلم، تنبه القائمون ضرورة إنشاء إذاعة مصرية، ثم شركة لتداول المعلومات، ويظل علي متابعته لها حتي منتصف تسعينيات القرن العشرين حين أصبحت تبث خدماتها عبر ثلاثة أقمار اصطناعية تغطي قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين، ثم التواجد عبر شبكة الإنترنت، واتفقت بعلاقات شراكة مع جميع وكالات الأنباء العالمية».
عبدالوهاب فرد ونموذج في آن واحد: فرد نعرف تفاصيل حياته منذ نشأته في حي «السيدة زينب». ونعرف خبراته في الجامعة ثم في باريس، وعمله مدرسًا جامعيا ثم محاميا حرًا، ونعرف تفاصيل علاقاته المتعددَة بالنساء، «هو صاحب القول المأثور: عرفت أن الزواج مجبنة ومفقرة فلم أتزوج أبدًا»، إنه شأن البطلْين الآخرين في هذا العمل - يستمتع بالجنس ويمارسه ببطء وإتقان، إنْ كان يفضِّل لونًا معينًا من النساء «السمراوات، الممتلئات، فوق الأربعين» فإنه لا يتورع عن سواهن، فتتعدد علاقاته وتتشعب. ثم هو نموذج أيضًا لأولئك الذين عرفوا - منذ وقت مبكر جدًا - أننا تحت حكم العسكر فصادَقَهم، ليأمن شرَّهم، وليفيد من هذه الصداقة في ذات الوقت، وحدث هذا منذ وقت مبكر، منذ كان طالب بعثة في فرنسا وكلَّفه الجهاز بملف الطلبة اليمنيين، ويعود عبدالوهاب بأطروحته للدكتوراه عن «الشرعية الثورية»، ثم حين يعود سيصير الدكتور عبدالوهاب محتفيا به في كل قطاعات الدولة، وسيظل هذا هو الوضع حتي ما بعد 1967.
***
«رخصة بغاء» إضافة جيدة للرواية المصرية الجديدة

عن جريدة البديل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://community.webshots.com/user/george_fakhry
هبة اسامة
مشرف قسم مبدعون تحدوا القيود
هبة اسامة


عدد الرسائل : 372
العمر : 40
الجنسية : مصرية
تاريخ التسجيل : 15/08/2008

فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة   فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة I_icon_minitimeالأحد 19 أكتوبر 2008, 8:44 pm

جميييل جدا

مودتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتور : محمد ربيع هاشم
Admin
دكتور : محمد ربيع هاشم


عدد الرسائل : 1663
العمر : 54
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة   فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أكتوبر 2008, 2:15 pm

موضوع ماتع لناقد نحترمه كثيرا
شكرا لك أستاذ جورج على النقل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://poems.mam9.com
د. مصطفى عطية جمعة
مشرف قسم دراسات وآراء في النقد الأدبي
د. مصطفى عطية جمعة


عدد الرسائل : 183
العمر : 55
الجنسية : مصري
تاريخ التسجيل : 08/06/2008

فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة   فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة I_icon_minitimeالأحد 02 نوفمبر 2008, 6:33 pm

العزيز الجميل / جورج فخري
تحياتي وتقديري
شكرا لنشر هذا المقال النقدي ، الذي يتناول إحدى الروايات الحديثة ، التي تطرح وجوها من أزمة المجتمع وأزمة اليسار المصري ، وتحولات المجتمع المصري من خلال شخصيات ثلاثة هم أبطال الرواية .
شكرا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فاروق عبدالقادر يكتب عن الرواية المصرية الجديدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: دراسات وآراء في النقد الأدبي-
انتقل الى: