كتبت: سلمي الورداني
أعلنت مساء الثلاثاء الماضي نتائج جائزة البوكر البريطانية، وحصل الكاتب الهندي الشاب " ارافيند أديغا" علي الجائزة، وهي إحدي أهم الجوائز الأدبية في العالم لعام 2008، وذلك عن روايته الأولي "النمر الأبيض".
وأكد رئيس لجنة التحكيم " مايكل بورتيلو" أن اختيار الرواية الفائزة جاء وفقا لمعايير موضوعية، رجحتها عن بقية الأعمال المتقدمة للجائزة. وأشاد بورتيلو بالرواية لمعالجتها قضايا اجتماعية وسياسية مهمة في الهند اليوم. وقال إن الرواية "تكشف قضايا اجتماعية مهمة جدا ، منها الصراع بين الفقراء والأغنياء" .
واعتبر بورتيلو أن أهمية الرواية ترجع إلي أنها "تتناول المشاكل الاجتماعية الملحة، والتطورات المهمة بطريقة غاية في الروعة وخفة الدم في الوقت ذاته"، وأن "ما يميزها عن غيرها هو أصالتها وتعاملها مع أرضا جديدة تماما .. وهو الكشف عن الجانب المظلم من الهند." وأضاف أن أديجا "كاتب استثنائي ولديه قدرة علي جذب اهتمام القارئ ".
وشبه بورتيلو "النمر الأبيض" بمسرحية "ماكبث" للكاتب البريطاني الكبير "ويليام شكسبير"، "فكما ساق ارتكاب ماكبث وزوجها الجريمة إلي الجنون ، أثار تردد البطل . "ماكبث وزوجته تسوقهما جريمتهما إلي الجنون، أما في "النمر الأبيض" فالبطل هنا ما يثير جنونه هو تردده في القيام بجريمته".
وقد احتوت القائمة القصيرة للبوكر هذا العام علي "فيليب هينشر" الذي تقدم للبوكر بروايته "رحمة الشمال" ، و"ستيف تولتز" عن روايته "جزء من كل" ، و"ليندا جرانت" وتقدمت بروايتها "الملابس علي ظهورهم".
و"النمر الأبيض" هي باكورة أعمال أديغا. وتعد هذه المرة الرابعة في تاريخ البوكر التي يحصل فيها روائي علي الجائزة العالمية عن عمله الروائي الاول، وذلك بعد بعد "كيري هولم" 1985 ، وأرونداتي روي 1997 و دي بي سي بيير في 2003، وأديغا البالغ من العمر 33 عاما فقط هو الهندي الرابع بعد "سلمان رشدي" و"ارونداتي روي" و"كيران ديساي" الذي يفوز بجائزة بوكر منذ تأسيسها في 1969، وهو ثاني أصغر روائي يحصل عليها بعد "بن أوكري" الذي حصل عليها وعمره 32 عاما في عام 1991.
وعقب حصوله علي الجائزة نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن أديغا قوله ان فكرة كتابة هذه الرواية جاءته من واقع خبرته كصحفي ، واحتكاكه في الوقت ذاته بأبناء الطبقات الهندية الفقيرة. وأضاف : "هناك شئ ما غير طبيعي يحدث بين الفقراء والأغنياء . قبل ذلك كان هناك علي الأقل ثقافة مشتركة بين الأغنياء والفقراء ، ولكن حتي هذا الحد الأدني لم بعد موجودا ، وأعتقد أن الناس نفسها بدأت تلاحظ ذلك"
وقال: "الكتابة عن الطبقية والانقسامات الحادة فيما بينها تكاد تكون أمرا مملا. ولكن تظل هي الخطر الاكبر والأكثر إلحاحا، ولا يمكن تجاهلها، ذلك ان بقية الأمور والمشاكل مثل الإرهاب وعدم الاستقرار تنبع من هذه المشكلة المحورية " وأضاف: "الرواية نجحت بصورة كبيرة في الهند ، وما زلنا في حاجة إلي مثل هذه الكتب".
وعندما سألته الجارديان عما سيفعله بالمبلغ الذي فاز به أجاب: "أول ما سأقوم به هو أن أبحث عن بنك لأضع أموالي به".
الرواية تتناول مسيرة شاب هندي غير متعلم يدعي "بالرام هالاوي" ، وابنا لسائق عربة فقير، ينجح مستخدما كافة الوسائل غير المشروعة من كذب وخيانة واستخدام ذكائه الحاد في الانتقال من طبقته المطحونة إلي طبقة رجال الأعمال التي يحلم بها. تكشف الرواية عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي المظلم للهند من زاوية حادة وجديدة، من خلال سبعة رسائل يكتبها "بالرام " إلي رئيس الوزراء الصيني عشية زيارته الهند. كما تقدم الرواية مجموعة من الشخصيات شديدة التباين بدءا من المليونيرات في أبراجهم العاجية المكيفة الشاهقة، إلي المعدمين والفقراء في أكواخهم الحقيرة.
ومؤلف الرواية "ارافيند أديغا" هو كاتب هندي يعيش في بومباي. أمضي جزءا من حياته في استراليا. وأنهي دراسته الجامعية في أوكسفورد وكولومبيا ، ثم عمل في مجال الصحافة لمجلة "تايم" الأمريكية والكثير من الصحف البريطانية .
وسيحصل أديغا، أصغر المرشحين الذين اختيروا هذه السنة ، علي 50 ألف جنيه استرليني (87 ألف دولار أو 64 ألف يورو).
وتعد جائزة بوكر للآداب ثاني أهم جائزة أدبية بعد جائزة نوبل للأدب وتمنح لأفضل رواية تكتب باللغة الانجليزية خلال العام
عن جريدة البديل