فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 امرأة مشعة رحيل الكاتبة نعمات البحيرى

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
george fakhry
مشرف قسم الفن التشكيلي
george fakhry


عدد الرسائل : 185
العمر : 70
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى Empty
مُساهمةموضوع: امرأة مشعة رحيل الكاتبة نعمات البحيرى   امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى I_icon_minitimeالإثنين 20 أكتوبر 2008, 2:10 am

السبت...

من مصلحة من أن تسرطن مصر.. الصورة صارت قاتمة تماما وكأن هناك نية مبيتة لنوع من حرب الابادة المنظمة للشعب المصرى.. طعام ملوث بالكيماويات المنسرطنة ومياه ملوثة وقطارات موت وعبارات غرق واتوبيسات دمار ومسارح للحرق والفناء ومسلسلات هدر للمال العام والوقت والطاقة وسينما تفرغ الناس من محتواهم الانسانى وتشل ارادة الحياة وبطالة تعصف بالأحلام وتغيم الأفق وتنشر الاكتئاب بين الشباب وأهلهم. وعنوسة مزمنة وطلاق سريع وهجرة الى الداخل فى شكل التماهى مع أفكار معتمة. وكلها فى تصورى سرطنة لجسم المجتمع كما سرطنت أجسادنا.

يبدو أن الاحساس المقيم والمستقر والمتصل بأن المرء الذى يحمل مرض السرطان يعيش حياة ترانزيت فوق الأرض يجعله يطلق الصراح لضربات الألم ولا يسكتها فكل المسكنات تبوء بالفشل فيقفز على الالم قفزات هائلة ويستن لنفسه مخارج غير الآهات وعض الأرض ونبش التراب وكأنه بمغامرة يأسه يشق طريق الأمل لغيره..
فى أغلب مراكز ومستشفيات علاج الاورام ترى موظف بمجرد أن يرى الموظف المريض منا حتى يصول ويجول فى اختبار قدرته على قهر البشر عبر تعليمات واجراءات بيروقراطية. وكأنه اعادة انتاج للقهر الواقع عليه أعلم أنهم يسقون الموظفين والموظفات قداسة الروتين والبيروقراطية بملعقة للتكريس لمركزية السلطة الوظيفية، وربما لضمان نزح السيل الجارف من اموال التأمين الصحى. هو موظف واحد يمسك بيده كل الخيوط والباقى ديكور ومناظر مرصوصة على الجوانب وفى الزوايا والأركان. وليس مهما إلا قهر المريض أو سحقه إلى أن ينهى لهم الاجراءات لكى يصبح بمقدوره أن يتلقى علاجا ليس له نتائج مؤكدة. فالمرض خبيث ومراوغ. ما ان يطمئن المريض بعد التدخل الجراحى وتلقى العلاج الكيماوى والاشعاعى وغيره حتى يجده أرسل رسائل إلى أعضاء اخرى ربما يفشل فيها التدخل الجراحى والعلاج الكيماوى والاشعاعى اللذين صارا مثل الحديد والزرنيخ أيام زمان.

بيروقراطية الروتين سرطان .. مرض خبيث آخر وأكثر خبثا لأن الذين يمارسون طقوسه القهرية بشر مثلنا، يتربصون بالمرضى فى أغلب مراكز الاورام فى مصر التى مازلنا نشم فيها بعض رائحة دعم الحكومة لعلاج الفقرا ، يتركون الموظفين والموظفات سوط لجلد المرضى والمريضات. فى غرفة تسجيل خطاب العلاج الاشعاعى موظفة منقبة تسمع للأخرى آية قرآنية من المصحف الذى تمسكه بيدها المغطاه بقفاز أسود ربما أسود من أيامنا وتنظر لى بتأفف حين أطلب منها تصوير الخطاب. ثم جاء آخر ونحيت جانبا مسألة ازدرائها المزمن مثل المرض لغير المحجبات.. هل يأمرها الله بأن تقمع المرضى فى مكان مثل هذا أم أن الله حث فى كل آياته على الرفق بالمريض والضعيف والفقير. وأغلب رواد معهد ناصر من أضلاع هذا المثلث..

الاحد.....

فى المبنى الفخيم لمركز الاورام بمعهد ناصر رجل ريفى فى ثياب مهترئة يسير على عصا يتجاسر على أزمته ويأتى وحيدا مثلى .. معذرة يا عم طه حسين الذى كان أول من نادى فى مستقبل الثقافة فى مصر بعدم الافراط فى أبنية المدارس حتى لا يكره التلاميذ بيوتهم. نفس الصورة قفزت الى مخيلتى وأنا أسير داخل أروقة مبنى مركز الاورام الفخيم والمرضى يترنحون بين القاعات والطرقات فى ثياب مهترئة .
الرجل الريفى خلع قلبى حين جعلت الموظف مسألته أكثر تعقيدا .. اذهب وتعالى واطلع وانزل والسرطان يفرى بهمته ويجهز عليها والتعب يأكل من روحه.. التقيت مع الريفى الأسمر فى نظرات قال لى...
بيقولوا انك كاتبة .... أمانة لوشفت وزير الصحة قوليله مش كفاية علينا المرض .. كمان قهر الموظفين والموظفات.. الفلاح الفقير لا يدرى ان السرطان جاء أصلا نتيجة تراكم القهر طبقات كالطبقات الجيولوجية على الروح والجسد.. وقمع الروح يدفع عنه الجسد الفاتورة كاملة..
الاثنين.....

يوم الخروج الى جلسة الاشعاعى يسحب الطاقة من الجسم والروح والعقل.. طاقة الفعل والتأمل والرغبة فى المقاومة للحفاظ على ما تبقى من الحياة....
بمجرد دخول المستشفى أدخل فى حالة أشبه لجلد الجسد والروح تتبعنى حتى صعود السلالم والوقوف بين الوجوه التعسة والبائسة .. أظل أستثنى نفسى بعلاقة قوية مع الله والكتابة باعتبارهما وسيلتى الوحيدتين للدفاع. وأحدثهم عن إرادة الحياة .. خلايا مناعية أخرى لمقاومة المرض. وكأننى امراة سليمة غير معطوبة الجسد مثلهم. وأحفزهم على المقاومة والتجاوز بدفء احبائهم الذين جاءوا برفقتهم.

فنى الاشعاعى يقتص من قهر رؤسائه له فى أجسادنا المريضة والهشة والتى لا تقوى على أية مقاومة فيحركنا كعب دائر لاستيفاء أوراق وتوقيعات وموافقات ليستمتع بإذلالنا مع المرض..وهو لا يقل عنا ذلا ومهانة.. مرتبات هزيلة وعمل شاق. يعمل من الصباح حتى الظهيرة ثم يعمل فترة ثانية فى مستشفى خاص ويعمل دب وقرد ليأتى بدخل يكفى احتياجاته، كيف أثق فى يقظته أو كيف أطالبه بأن يحترم مرضى وضعفى وأن ينتبه جيدا لتلك المدة المحددة فى ملف علاجى وعدد وحدات الراديو ثربى التى يجب أن يتعرض لها العضو المعتل. مرات طويلة أتوجس أنه سيتركنى تحت الجهاز و يأخذ تعسيلة يلتقط بها قسطا من الراحة توطئة للعمل فى مكان آخر .. أشفق على ذله وذلنا..
حتى الطبيبة الاستشارية التى من المفروض أننى أتعالج تحت رئاستها لقسم الكيماوى لم أرها خلال عام ونصف حتى يئست منها تماما وحين أراها تتأفف وهى تتعامل معى ومع غيرى وسرعان ما تلقى ترسانة اوامرها للأطباء الشباب . رشا عبد المتجلى أخصائية الأورام بمعهد ناصر من الوجوه القليلة المضيئة .. طبيبة تتفرغ للطب كمهنة انسانية وليس لتعلم الطب فى أجساد الفقراء.. كما يفعل غيرها أشك فى قدراتهم المهنية يستشيرون الاستشارية الغائبة دائما تليفونيا فى كل كبيرة وصغيرة ويتعلمون الطب فى أجسادنا بخبرة منقوصة ورئاسة غائبة وكأننا فئران تجارب....

أحد الاطباء حكى لى عن تردى دخولهم فيضطر للعمل فى مستشفى ومركز طبى فى احد الجوامع وحين يذهب ليبحث عن شقة فى أحد الاحياء العشوائية يجد مالك البيت التومرجى الذى كان يخدمه فى النباطشية. فيرد له كرة القهر فى ملعبه. يبدو أننا كمرضى يجب أن ننتظر تحسين أحوال شباب الأطباء والممرضات وفنيى الأجهزة الطبية والموظفين الاداريين بالمستشفيات حتى تتحسن خدمتنا كمرضى ولا يتعاملون فى اجسادنا باعتبارها لحم معطوب للبحث والتعلم والدراسة لا ليعالج..قالت لى صديقتى الطبيبة دكتورة مها عبد السميع أنها كانت ترافق أمها فى العلاج بمعهد "جوستاف روسى" للأورام فى باريس وكان هناك اضراب للعاملين والعاملات والفنيين والممرضات فى المستشفى كلها وكان موعد لقاء أمها بالدكتور مارك سبيلمان خبير أورام الثدى فخرج بنفسه وأدخل أمها وكانت على مقعد متحرك.. أمسك بظهر المقعد وسار بالمريضة أمامه واحترم اضراب العاملين والممرضات والاداريين لتحسين مستوى أحوالهم.. لذا فخدمة المرضى هناك مع الأبنية الفخيمة فوق أى مستوى يمكننا التحدث عنه.. لم نأخذ من مستشفيات الغرب غير فخامة الأبنية فقط للإعلاء من دخول هذه المستشفيات وليس لتحسين الخدمة فيها. هل يسمعنا وزير الصحة أو حتى رئيس معهد ناصر.

الثلاثاء....

فى غرفة الانتظار لعمل المسح الذرى أو الرنين المغناطيسى أرى الحشود الوافدة من ريف مصر وقراها ونجوعها وحاراتها وشوارعها. تكتب الممرضة أسماءنا وينتظر كل دوره.. ويجتهد الجميع فى الظهور على شاشة المكان مبكرا ولا يبدو على السطح او حتى فى العمق أية نهاية. لابد أن يمر اليوم علينا ونحن نتململ وقوفا وقعودا وسيرا والممرضة نائمة على تذاكر باسمائنا.. بطة متزقمة من أقاصى الريف. بطينه ولا غسيل البرك. نسمع صوت تثاؤبها. حسم أحد المرضى نظراتنا وحسراتنا بأن لا صوت ولا نفس فسيادة الممرضة نائمة ولابد لها أن تحصل على قدر كاف من النوم قبل أن تذهب الى أطفالها لتعد لهم طعامهم وتذاكر دروسهم وتأكل حسراتهم بان ليس لهم أب. عندما أدركت أن لى شيئا فى الكتابة سألتنى :
يرضيك يا أستاذة حكاية الرقم القومى الجديد.. خانة الديانة مسيحية والمهنة ممرضة والحالة الاجتماعية مطلقة . هم بيحرضوا علينا الرجالة والمتطرفين..ممرضة أخرى يرغبون فى ان يكتبون لها انها مطلقة ثلاث مرات.. أمانة عليك لو تعرفى الست سوزان مبارك .. سيدة مصر الأولى . والنبى توصليلها صوتى وأصوات نساء مصر..النساء خارج الدعم. تتثاءب وتروح فى سابع نومة..

أدرك أننا جميعا الضحية والجلاد نسير تحت سياط واحدة بأننا بشر خارج الدعم .. غير مدعومين بمؤسسات اجتماعية ولا جماعات نسائية ولا قوانين تحمى انسانيتنا من الهدر المنظم لطاقة الأمل والعمل والتفاؤل..قهر فى البيت وخارجه فلماذا أثق فى قدراتها أن تدرك جيدا المدة التى تضعنى فيها داخل جهاز الآشعه الذى يشبة غواصة ترجع لعهد النازية أو الفاشية. كيف أثق أنها لن تنام هروبا من واقع مأساوى وتنسانى داخل الغواصة.. وقد حدث . أعطتنى إبرة الصبغة فى الكف اليمنى المحظور عليها حتى "قرصة" ناموسة.. لم يعد أى شىء مهما على الاطلاق فحتى الحياة صارت ترانزيت وقد وصلت لفقدان الثقة والطعم والشهية واللون والود والبهجة وغيرها..هل ننتظر لتتحسن معاملتنا نحن مرضى السرطان الى حين تتحسن شروط حياة الممرضات والأطباء وفنيي الاجهزة الطبية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://community.webshots.com/user/george_fakhry
george fakhry
مشرف قسم الفن التشكيلي
george fakhry


عدد الرسائل : 185
العمر : 70
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى Empty
مُساهمةموضوع: تابع   امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى I_icon_minitimeالإثنين 20 أكتوبر 2008, 2:13 am

لأول مرة أشعر بالرضا شبه الكامل، وأنا أرى نفسى على شاشة التليفزيون. امراة جميلة على نحو ما ربما على النحو الذى أحب أن أرى نفسى عليه، مبتسمة ومتحدثة لبقة وجريئة ومتفائلة ومقتحمة ومداهمة.

والحال أن اللقاء لم يخيب أملى على الاطلاق، بل ساعدنى على نسف بعض الأساطير التي كانت تخيفنى من الظهور على شاشة التليفزيون.

فى كل مرة أكره التسجيل وفى مرات كثيرة أرفض، ليس تعاليا وربما لأنى صرت أبدو على الشاشة أكثر بدانة وأكبر سنا مما أنا عليه وكثيرا ما أبدو مثل بطة "متزقمة" بلغة عمتى و جدتى والموروث الشعبى، فأشفق على المشاهدين، وأنا أحب الاحتفاظ بهم قراءً محبين، فضلا عن أننى لا أنسى الأنثى والإنسانة التى تقبع بداخلى ولا تفصح عن نفسها.
هذه المرة أشعر بمزيد من الرضى.

كان البرنامج على الهواء مباشرة، ووعدتنى جارة طيبة بتسجيله لأراه فيما بعد. بعد التسجيل وبعد أن رأيت درجة الحفاوة فى عيون المذيعة والمعد والمصورين وعمال الاستديو عدت مبتهجة للغاية. اشتريت لبنا وعصير تفاح وعصير مانجو وبنا وشايا ونسكافيه، واشتريت زهورا بنفسجية وجلاديولس بيضاء وحمراء وصفراء، كما اشتريت أوراقا وأقلاما ومبيدا للصراصير ومصيدة لفأر قديم تركت له فى بيتى مساحة من حرية الحركة ربما بدد شيئا من برودة الوحدة، لكنه مازال يتربص بنباتات شرفتى.

كنت أشعر بأننى فى حالة جميلة تستدعى قدرا من الاسترخاء واستدعاء آخر بكل الأشياء الجميلة التى حدثت فى الحياة، الوجوه والمواقف والأحداث.

كان المذيع محاورا جيدا ولبقا وذكيا، رغم محاولاته الفاشلة لاقتحامي ومداهمتي، إلا أنني، كنت أناوره وأداهمه بإجابات تشبه الأسئلة لأعيد نفس الكرة إلى ملعبه، وكذلك المذيعة ذات العيون الجميلة. لم تأخذني عيونها بعيدا وربما أخذتها طريقتي في الكلام والأسئلة المقنعة والتى تتجاوز درجات الجهل المتفشية على قنوات التليفزيون.

بدا عليها أن كلامى يمس أوتارا خاصة بها حين تحدثت عن الحب والرغبة في احتواء من نحب لا قتلهم.

قررت حقا أن أكافيء نفسي بقدر من الرفاهية أتوق إليه فرحت أوفر عليها عناء زحام الأتوبيس وأخذت تاكسيا وطالبت سائقه بأن يسكت المذياع أو الكاسيت. كنت أرغب في أن أسمع صوتى الداخلى، وقد تلبستنى حالة من الزهو اللذيذ ثم قلت لسائق التاكسى:

معاك مين من المطربين؟

إبتسم الرجل وبدت دهشته حين استدار إلى الخلف وقال

: كارم محمود.وحسن الأسمر .

تجنبت الثانى .. أعرفه جيدا كان جارى وكنت وأخوته نلعب معا فى حارة "المناخ" ..
أغنية كارم محمود.. عنابى يا عنابى يا خدود الحليوة ....والنبى يا جميل حوش عنى هواك،.. ويا نور العين لقاك امتى ، وسمرا يا سمرا.. مرة ف مرة خطفنى هواكى...."
كان صوت كارم محمود يرطب حر القلب وقيظ القاهرة فى شهر يوليو...وتساءلت فى نفسى
" ماذا سنفعل فى أغسطس" آب اللهاب اللى يحرق المفتاح فى الباب ويفتح لجهنم باب " كما كان يقول زوجى. عند باب العمارة قابلنى الجيران بالحفاوة وعناصر الزهو والافتخار بأن هناك أديبة تظهر فى التليفزيون وتسكن معهم العمارة.

فى شقتى إنكمش قطى الجميل "ماركيز" أسميته على أسم أحب كتاب العالم إلى قلبى، يضحك الكثيرون من أصدقائى وأن ماركيز حين يعلم سيغضب كثيرا وأنا أؤكد على العكس. ماركيز ـ القط ـ يكره الناس والوجود خارج باب شقتى. فى أحيان كثيرة يغلق الباب بنفسه، كلما فتحته لكشاف النور أو المحصل أو الزبال أو لجارتى . أعددت له طعاما فاخرا، استشعر بنفسه أن ثمة نقلة نوعية فى الطعام هذا المساء. لم أنس أن أمر على صديقتي وأحضر شريط الفيديو لأرى نفسي مثلما رآنى الناس.
قبل ذلك دخلت الحمام ووقفت تحت الدش بكل جسمى حتى شعرى، متعة لذيذة يمنحها لى الماء الفاتر، بعدها شربت نعناع وأعددت فنجانا من القهوة وجلست فى هواء الشرفة التى زينتها بجدار أبيض من الخشب البغدادلى تتراقص عليها ـ كما يحلو لها ـ زهور الفل والياسمين ونباتات ست الحسن والست المستحية. وأرى سرب الحمام الذى صار جيرانى منذ فترة حتى قبل أن يأتى البشر إلى المدينة. الآن جاء فنان كان يدرس فى معهد للفنون الجميلة وسكن الشقة التى كان قد أقام منها الحمام بيته وغيته، فعمل لها أعشاشا وحوطها بالسلك. فى البدء أثنيت على حب المدرس للفن والطيور ثم سرعان ما رأيت ريش الحمام ومعدته وسيقانه ـ آثار تنظيف الحمام بعد ذبحه ـ أسفل مواسير العمارة وصرت حين أرى أسراب الحمام تمر أمام شرفتى أدرك على نحو ما انه فى طريقه لسكين المدرس "الفنان سابقا"..

سمعت فالس الدانوب الأزرق لشتراوس، وبحيرة البجع لتشايكوفسكى، وسوناتا ضوء القمر لبيتهوفن وأنا أشرب فنجان القهوة وأدخن سيجارة.. نادرا ما أفعل ولست مدخنة بطبعى، لكن أحيانا يأخذنى الشوق لمتعة نادرة مع فنجان القهوة، كم الدخان المنتشر فى الصالة يختزل لى كل الحرائق التى لم أشعلها بنفسى فى أوراقى القديمة وثيابى القديمة وأفكارى القديمة وعلاقاتى القديمة.. ثم وضعت شريط الفيديو وجلست أشاهد نفسى في التليفزيون.

لأول مرة تحبنى الكاميرا، فتجعلنى إمرأة جميلة، وكنت على غير العادة هادئة، أتحدث بلباقة، فأبدو على طبيعتى دون تكلف، محبة للكون وللجمال والعصافير والقطط والزهور والفضة والكهرمان والعقيق والقهوة والرجل الحنون حتى لو كان بائع الخضروات. باختصار بدوت على الشاشة أديبة طيبة وأليفة ومستأنسة. تحدثت عن سلامة الروح التى تمنح الجسد سلامة لا تمنحها له عقاقير أعتى شركات الأدوية ووزارات الصحة ومستشفيات الفايف ستارز.

كذلك تحدثت عن البشر الذين يدمنون تبديد الحياة، وتبديد الروح ورحت أؤكد مع استبعاد الحس التربوى على ضرورة بث قيم نبيلة في نفوس أطفالنا، الذين هم رجال ونساء المستقبل، مثل قيم تقديس القراءة والتأمل والعمل وتحمل المسئولية والصبر والجلد والدأب والمثابرة فى لعبة الوصول إلى الهدف.

عندما تحدث المذيع عن عصر النساء وقوة النساء وحرية النساء ليقنعنى أنها ليست أكليشيهات أو لافتات معلقة على مقدمات الشوارع والميادين. قلت كلاما هادئا ومفعما بالصدق نسف كل فرضياته، فتفاعلت معى المذيعة ذات العيون الجميلة وباركت كلامى العيون التى تترصدنى من المصورين وعمال الاستديو.

جلس "ماركيز" ـ القط ـ إلى جوارى وراح يبدى دهشته وهو يتبادل النظرات والأسئلة إلى وجهى وشاشة التليفزيون. بدت دهشته مضحكة حين راح يتقافز أمام الشاشة ويلعق وجهى علىها. صدقت جارتى التى سجلت لى البرنامج. ابتسمت وأنا أحمله وأفرط فى إبداء عناصر التدليل. تلقيت مكالمات عديدة من الأقارب والأصدقاء يهنئوننى بالبرنامج وفى لحظة وجدت دقات سريعة ومتعجلة على الباب.

فكرت أنه ربما كانت إحدى الجارات رأتني في التليفزيون وترغب فى تهنئتى. صوت الجرس أزعج حتى "ماركيز" وجعله يسرع فى الإختفاء، وما إن فتحت الباب حتى وجدت واحدة من الجارات المزعجات اللائى كنت أتفاداهن فى الطالعة والنازلة وأتحاشى التعامل مع أهوائهن فى الثرثرة ومسك سيرة بقية الجارات. انهالت علىّ توبخنى وتؤنبنى وكأننى المتسببة فى اختفاء سلة قمامتها. حاولت أن أجعلها تفهم بشكل وبآخر أنني لم أر سلتها على الإطلاق ولا يعنينى ذلك ولست موكلة من وزارة الصحة أو حقوق الانسان أو حتى حزب الخضر وحزب العدالة الاجتماعية وكل الأحزاب حسنة النية بالحفاظ على سلة قمامتها.

كانت لهجتها فى طرح عناصر الهجوم والدفاع حادة وعنيفة وصارمة حالت دون أن تفهم جيدا. ثم بدا اشتباكا حادا ورعنا وطائشا وهى تكيل لى الاتهامات بأننى حقا السبب فى اختفاء سلة قمامتها، لم أجد إزاءه الا أن أغلق الباب فى وجه المرأة. لم يستطع الباب الذى حرصت على غلقه جيدا أن يجعلنى أتجاهل سبابها ودعواتها على الذى أخذ السلة..

---
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://community.webshots.com/user/george_fakhry
george fakhry
مشرف قسم الفن التشكيلي
george fakhry


عدد الرسائل : 185
العمر : 70
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى Empty
مُساهمةموضوع: تابع   امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى I_icon_minitimeالإثنين 20 أكتوبر 2008, 2:15 am

لم أكن عرفته عن قرب عدا المرات القليلة التى كان يظهر فيها فى حياتى ثم سرعان ما يختفى.. يحضرنى هذا بشكل واضح كلما هفت روحه مثل ومضة ..مثل ذكرى .. طائر جميل يرنو إلى الفرح القادم أو الحب القادم أو يمضى إلى حال سبيله .. هكذا هو دائما ..
ذات مرة جلست إلى بعض الأصدقاء أقرأ عليهم حكاية صغيرة كتبتها من نسج خيالى. كان بينهم ولا أدرى ما الذى ساقه إلينا فى ذلك اليوم تحديدا وهو الذى لا يكثر من لقاء الناس، أو هكذا آل على نفسه أن يظهر قليلا ويختفى كثيرا. كان يرتدى ثياب الأسطورة ويظهر ويختفى كما يحلو له، وقد بدا أن كل من يعرفونه رتبوا حياتهم على ذلك. كان ينظر إلىّ متأملا بعينيه وروحه، هكذا أحسسته وهو يبدى استحسانه لما كتبت، فأثنى على أسلوب الكتابة وسخاء المخيلة وصفاء الرؤية. بعدها أصر أن يدفع هو حساب الناس جميعا وهو يعلن رأيه على الملأ قائلا : "على فكرة دى كتابة جميلة.."
وعلى جانب سمعته يهمس لأحدهم ..
"البنت روحها جميلة .. وكتابتها أخذت من روحها الكثير .."
"واحنا عايزين ايه غير كتابة جميلة .. مضبوط. مضبوط"
يومها أصر على توصيلى ولم أكن أعلم أنه يسكن فى منطقة قريبة على نحو ما من المنطقة البعيدة التى أسكنها. ضحكنا وأنا أسخر من أننا جميعا نسكن الناحية الأخرى من مدارات البعد والتنائى عن المدينة الأم
ظل يحدثنى طوال الطريق عن كتاباتى التى يحبها وكيف أنه يفضل دائما أن يرسم هو قصصى بألوان شاحبة ليمنح القارىء فرصة استكمال اللوحة بألوان يستوحيها من روح القصص. حدثنى أنه يرى فى قصصى الجديد والموجز والموحى والملغز والساخر والساحر. فى ذلك اليوم كان لابد أن أحسب على جنس الطيور المحلقة فى فضاء آخر ربما لتلك الحالة التى دخلتنى أو دخلتها مرغمة، وأنا أسمع الفنان ينصحنى بضرورة الحفاظ على الموهبة وطزاجة الرؤية وصفائها دون ضباب أو تشويش وأننى يجب أن أسير فى الحياة وهى التى ستعلمنى وأن الخبرة بنت الممارسة.
بعد وقت صار الفنان صديقى الجميل. نتقابل على أحد المقاهى فى نهاية حى قديم ونجلس بالساعات نتحدث فى أمور الفن والدنيا والحياة التى أتعبتنا جميعا. كان يبدأ حديثه قائلا
ـ " ازيك يا بت يا جميلة.."
ثم ينهيها بلازمته التى لا يمكن أن ينافسه فيها أحد " المهم نعمل فن مضبوط "
بعدها كان كل منا يمضى لحال سبيله وتمضى بنا الأيام والشهور وربما السنوات ولا نتقابل إلا فى صدفة أخرى.
على سلالم مجلة أو جريدة ....
أو فى الأتوبيس فيمنحنى مكانه وفرحته...
ذات مرة قابلته صدفة وكان بأحد المجلات كان يقدم أعماله الفنية ونزلنا معا على السلالم . ورأيته حزين للغاية وكافحت صمته هذا من أجل أن ينزاح الحزن ولو قليلا حتى ابتسم.
قال لى ..
"بقولك إيه .. أنا لسة قابض مبلغ كويس تعالى أصرفه عليكى..
رددت بحماسة الصوت والصورة:
"وأنا كمان أنا لسة قابضة مبلغ كويس..تعالى أصرفه عليك..
يومها تناولنا الغذاء وتكلمنا وسرنا وجرينا وضحكنا وبكينا .
كنت راغبة فى ألا ينقضى الوقت لأننى أعرف انه سرعان ما يختفى وربما تمضى شهور طويلة حتى أراه. كان رقيقا للغاية ودافئا للغاية. كنت أراه أبا جميلا وصديقا جميلا وفنانا أجمل وأجمل.
يومها اشترى لى باقة ورد جميلة وسرنا فى الشارع نتبادل حملها. والناس ينظرون إلينا ويظنون أننا أحباء، فبدا منهم من يبارك ومنهم من يسخر ومنهم من يشفق ومنهم من يحسد ومنهم لم يأبه لحقيقة ما بيننا.
الحق يقال أنني كنت في غاية الفرح لتلك الحالة التي تلبستني. كنت راغبة فى رسم ابتسامة ولو مؤقتة على شفتيه وازاحة تلك الشوائب التى عكرت مياهه الصافية دائما.
ضحك وهو يسخر منى بأننى فى أحيان كثيرة أسمح للعقل أن يفسد علىّ الحب والفن والحياة، وأن علىّ أن أدع هوس الفن يؤرجحنى كثيرا. زادت جرعة الفلسفة عن الحد وأدركت بحدسى الذى روضته ألا يخطئنى أنه يخفى شيئا ما مثل غيمة كبيرة تطل من عينيه من آن إلى آخر ويحرص على اخفائها.
بعد ذلك اليوم احترمت صمته كما احترمت غيابه وتنائيه بعد أن حاولت الاتصال به مرارا عبر التليفون وسؤال أصدقائه إلا أننى أبدا لم أكن أصل لحقيقة مؤكدة.
وذات نهار دق جرس التليفون كان صوت صديقة مشتركة تقول أن العزاء فى جامع عمر مكرم مساء الليلة..
كنت ذاهبة وكلى يقين بأننى سأجده متربعا يتلقى العزاء فى شخص آخر غيره. وهناك بالفعل وجدت شابا يشبهه بدرجة كبيرة واقف يتلقى العزاء.
سلم علىّ ونادى لامرأة وعرفها بى كانت زوجته ونادى لفتاة وسلمت علىّ كانت ابنته ونادى على أطفال صغار كانوا أحفاده. أمام الجامع أشجار كبيرة وأشجار صغيرة والناس يمرون كل يوم والحياة تسمح لأشياء مثل هذه تحدث وتمر ثم يمضى كل منا إلى حال سبيله.
---
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://community.webshots.com/user/george_fakhry
george fakhry
مشرف قسم الفن التشكيلي
george fakhry


عدد الرسائل : 185
العمر : 70
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى Empty
مُساهمةموضوع: تابع   امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى I_icon_minitimeالإثنين 20 أكتوبر 2008, 2:17 am

فى الطريق إلى بيتى تتراكم مساحات كبيرة من الصحراء فوقفت لها على الطريق .. فى البدء لم يكن ترددها واضحا تماما ، ثم بدا من نظراتها لسيارتى انها ليست فى عجلة من امرها أو انها ليست خائفة نفس خوفى عليها....

وحين ركبت سألتها عن سر وقفتها، أجابت ـ وداخلنى احساس بكذبها ـ أن خلف هذا الخلاء مجمع وادى الملوك الذى يحوى عددا مهولا من المحال والأسواق والخدمات وسط صحراء السادس.
بدت وكأنها تبذل جهدا لتثبت لى أنها تعمل ترزية وكانت تشترى بعض أدوات الخياطة.. نظراتها لى وللسيارة الصغيرة المتهالكة تعكس شيئا من الكذب ثم الندم.
ـ بقالى نص ساعة مش لاقية حتى عربية المخصوص..
ـ ساكنة فين ؟
ـ فى الاتناشر..
ـ أنا رايحة الحداشر ..
ـ أنا ساكنة فى الاتناشر مجاورة ستة..
بدا لى وربما لها أنه من المحتم علىّ توصيلها حتى بيتها على الرغم من توجسى تجاه نظراتها ..
يبدو اننى صدرت إليها احساسا بهذا فقالت شبه مذعنة
ـ حانزل فى أقرب مكان..
فى الطريق كسرت حاجز الصمت الذى علا بيننا وأخبرتنى ان اثنين من الطلبة العرب قتلا اليوم..
ـ البوليس محاصر الميادين ..
ـ ادخلى من طرق جانبية
ـ اتقتلوا ازاى؟
ـ دبحوا واحد والثانى رموه من آخر دور..
المدينة كلها بتشتغل خدم عند الطلبة العرب، والأجانب خبراء مصانع المنطقة الصناعية..
كانت عيناها تروح وتجىء على الطريق، تتأمل السيارات الفخيمة والفارهة، ربما كانت تود لو تركب واحدة منها.. وحكاية أدوات الخياطة ووادى الملوك ووادى الجن سيناريو من تاليفها واخراجها. وجهها المكفهر ونظراتها المضطربة جعلتنى أؤنب نفسى طوال الطريق، على تلك الشفقة التى تدخلنى فى أسوار الشك والريبة.. نبه على أخى أكثر من مرة ألا أشفق على أحد فى الطريق وحكى لى حكايات مرعبة.. مهما كان الرعب والفزع الذى يشى بأننا فى غابة كبيرة بحجم الوطن فكيف أترك امراة شابة وجميلة تقف وحدها فى خلاء كهذا.
ـ امشى من الطرق الجانبية
ـ بلاش ميدان كليك ولا ميدان جهينة ولا ليلة القدر..
ـ امشى من الكان كان أحسن.

كان شىء بداخلى يؤكد أنها تستخدم اساليبها لأضعها أمام بيتها. غير أننى سمعت كلامها وسرت فى كل الطرق الجانبية. أخشى أن يوقفنى ضابط مرور، فالسيارة متهدمة وبعين واحدة وأحيان كثيرة أنسى الرخص حين اضطر لمغادرة البيت على عجل.

أخيرا نزلت وانزاح عبء ثقيل من فوق صدري. بحثت بعيني في المكان الذي اوقفتني فيه فلم أجد أية علامة تدل على بيوت قريبة . وما أن سرت مترات قليلة حتى رأيتها في مرآة السيارة تنظرالى سيارتي ثم تشير الى سيارة أخرى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://community.webshots.com/user/george_fakhry
george fakhry
مشرف قسم الفن التشكيلي
george fakhry


عدد الرسائل : 185
العمر : 70
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: امرأة مشعة رحيل الكاتبة نعمات البحيرى   امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى I_icon_minitimeالإثنين 20 أكتوبر 2008, 2:23 am

أديبة وروائية وقاصة مصرية

1. الاسم كاملا : نعمات محمد مرسى البحيرى
2. اسم الشهرة : نعمات البحيرى
3. ولدت بالقاهرة بحى العباسية البحرية فى 16/6/1953ثم عادت مع أمها لتعيش طفولتها المبكرة فى بيت جدها فى تل بنى تميم بشبين القناطر..قليوبية..
4. تخرجت فى كلية التجارة عام 1976جامعة عين شمس شعبة محاسبة..
5. ظلت تعمل فى شركة للكهرباء كأخصائية للشئون الأدارية حتى مرضت بفعل عوامل قهر الوظيفة وعوامل أخرى فى أكتوبر 2004..لكنها ظلت تقاوم اعتلال الروح لتقدم رؤيتها للعالم كتابة وحياة..
6. الكتابة بالنسبة لنعمات البحيرى هى بهجة مدفوعة الثمن من الوحدة والوحشة وتأجيل الأحلام ..
هى كلمة تتبادلها مع الناس حتى تظل معهم مثل خيول جامحة ترفض الانسياق لطرق ممهدة شكلا لكنها وعرة مسدودة..
الكتابة هى رئة أخرى لهواء نظيف.. هى خط الدفاع الأخير فى مقاومة الموات والانزواء والبأس والاحباط .
هى صرخات من القلب الموجوع بسياط الرغبة فى تغيير وجه وروح وعقل العالم عبر تجديد الأحلام وكسر القيود وتبديد الأاوهام...
7. نعمات البحيرى من جيل الثمانينات فى كتابة القصة القصيرة والرواية
8. عضو اتحاد كتاب مصر....
9. عضو آتيلييه الكتاب والفنانين.....
10. عضو نادي القصة بالقاهرة
11. عضو جمعية الفيلم....
12. تكتب الأدب ليس لأنه رئة أخرى فى مناخ اجتماعى وسياسى خانق لكن لأن هناك هموما وقضايا كثيرة تتنازعهاا أهمها قضية الديمقراطية وقضية العدل الاجتماعي وقضية الحرية وحقوق المرأة التى تنتهكها النساء قبل الرجال..
13. تكتب الأدب حبا وعشقا لمساندة الحياة ومساندة الحب والحرية ..
14. اكتشفت موهبتها فى كتابة القصة عبر صدفة مدهشة وكانت تكتب مقالات ذات طابع إجتماعى احتجاجا على أوضاع اجتماعية مجحفة بحق المرأة وبحق الإنسان..
15. احتفى بكتابتها العديد من النقاد الكبار مثل ابراهيم فتحى ومحمود عبد الوهاب وفريدة النقاش وصافيناز وفيصل دراج وكاظم وسناء فتح الله والدكتور سيد البحراوى ود.محمد الرميحى وعبد الرحمن ابو عوف والدكتور حامد أبو أحمد ود. فاطمة المحسن والدكتور أحمد الخميسى وطلعت الشايب ومن النقاد الشباب الدكتور مصطفى الضبع والدكتور مجدى توفيق والدكتور أيمن أبو بكر ووائل فاروق ومن الشعراء جمال القصاص وشعبان يوسف وعواد ناصر وحلمي سالم ومن القصاصين والروائيين محمد مستجاب وفؤاد قنديل وعبد الرحمن مجيد الربيعى وأفنان القاسم وذكى سالم وسيد الوكيل ومحمد الفارس وسناء صليحة وأميرة الطحاوى ...واحتفى بها فى الندوات واللقاءات التليفزيونية والاذاعية ادوارد الخراط وسامى خشبة ود.سيد البحراوى ود. منى طلبة وسامية الساعاتى ود.سوسن ناجى..ومن الباحثات الأ جنبيات كتبت عنها كارولين سيمور الامريكية وميرلين بوث الأمريكية وأديزونى ايلو الايطالية....

• ترجم لها العديد من القصص للإنجليزية وللفرنسية وللايطالية وللكردية..
•سافرت الى النمسا وسويسرا وألمانيا عبر وفود ثقافية وكتبت عن أسفارها ونشرت عنها فى الأهالى والعربى الكويتى والعربى الناصرى
• تزوجت من شاعر وناقد عراقى بعد قصة حب شهيرة وعاشت معه فى العراق فى نهاية الثمانينات..واستوحت تجربتها معه فى روايتها أشجار قليلة عند المنحنى الصادرة عن دار الهلال عام 2000
•كتبت الدراما التليفزيونية لقصتها القصيرة "نساء الصمت" وقامت بإنتاجها شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات وقامت يتمثيلها سمية الألفى مع محمود قابيل وعائشة الكيلانى وسلوى عثمان ونبيل هجرس..
•تكتب النقدى الفنى للاعمال التليفزيونية والسينمائية . كتبت عن افلام الموجة السينمائية الجديدة لمحمد خان وخيرى بشارة وداود عبد السيد ومجدى أحمد على وعن سينما البنات ورصدت المخرجات وكاتبات السيناريو الجدد بما يقدمنه من افلام جديدة ورؤى جديدة للحياة..مثل عزة شلبى وساندرا نشأت وهالة خليل ووسام سليمان ....
• صدر لها..المجموعات القصصية التالية..
1. "نصف امرأة" على نفقتها الخاصة عن دار الحرية عام 1984..
2. " العاشقون" مجموعة قصصية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1989..فى سلسلة اشراقات أدبية .....
3. "إرتحالات اللؤلؤ" عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة عام 1996..سلسلة أصوات أدبية...ثم صدرت فى مكتبة الاسرة ..
16. المجموعة القصصية "ضلع أعوج" عن الهيئة المصرية للكتاب عام 1997 فى مختارات فصول ثم صدرت عن مكتبة الأسرة عام 2003
ومن الروايات صدر لها عن دار الهلال رواية "أشجار قليلة عند المنحنى" فى ديسمبر 2000..
17. المجموعة القصصية "شاي القمر"عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2005 مكتبة الأسرة...
18. صدر لها عن المجلس الأعلى للثقافة فى إبداعات التفرغ "حكايات المرأة الوحيدة" عام 2005...

وللأطفال صدر لنعمات البحيرى

1. "النار الطيبة" عن الهيئة المصرية للكتاب عام
1988..
2. و"الفتفوتة تغزو السماء " سيناريو وحوار عن سلسلة قطر الندى عن هيئة قصور الثقافة..
3. وعن دار المعارف صدر للكاتبة وصية الأزهار وبالونة سحر ورسومات نيرمين..
4. وعن الهيئة المصرية للكتاب " رحلة الأصدقاء الثلاثة"
5. نشرت قصص وسيناريوهات الأطفال متفرقة بدوريات مصرية وعربية مثل علاء الدين وقطر الندى و العربى الصغير وماجد...
6. شرت قصصها ومقالاتها فى أغلب المجلات والجرائد المصرية والعربية مثل الأهرام والحياة والشرق الاوسط والأخبار وأخبار الأدب والجمهورية والمساء ومجلة العربى الكويتى وأقلام العراقية ودبى الثقافية والصدى وكل الاسرة وحواء والهلال وغيرها ....


• حصلت على منحة قصر لافينى بسويسرا عن مؤسسة رولت فونداشن للفنانين ..أنهت فيها روايتها "أشجار قليلة عند المنحنى" التى صدرت عن دار الهلال فى عام 2000
• حصلت على منحة تفرغ لمدة ثلاث سنوات لكتابة ثلاث روايات وعدد من المجموعات القصصية منها حكايات المرأة الوحيدة وارتحالات اللؤلؤ وأشجار قليلة عند المنحنى..
• ترجمت بعض قصصها إلى الانجليزية والفرنسية والايطالية والكردية..
• تكتب المقال والنقد السينمائى والسيناريو وأدب الرحلات
• حين داهمها السرطان قادتها بوصلتها شديدة الحساسية والرهافة إلى ردعه وتجاوزه عن طريق الهروب إلى الأمام وليس إلى الخلف، فاستنفرت سلاحها الوحيد "الإبداع" الفاتك بكل أعدائها وهم الظلم والإحباط واليأس والتخاذل والخنوع والاستسلام، وتركت العقل ليمارس حيلة من حيله النبيلة، يدفعها بها دفعا إلى خلق حالة من التوازن لكي تتقبل عن سعة صدر وأفق، خبرة الألم المضافة إلى كم الخبرات الإنسانية التي عاشتها حتى قبل أن تعرف الكتابة.. فراحت تدون التجربة فى مراحلها القاسية كشكل من أشكال الدفاع..
• كتبت عن تجربتها أنها تذكرت أن رحلة حياتها ككاتبة لا تدعمها أية مؤسسة اجتماعية أو ثقافية أو إعلامية لم تختلف كثيرا عن نفس الرحلة.. والبشر والمواقف والأحداث على المستوى العام والخاص مثل فيروسات أو بكتريا، مثل أمراض ..أمراض واضحة وأخرى كامنة.. أمراض حميدة وأخرى خبيثة.. شقاء يسلمك إلى شقاء.. وصخرة سيزيف التى تثقل كاهلك لتظل تشقى لترفعها إلى أعلى وما أن تشعر بأنك حقا أدركت حافة الجبل تسقط الصخرة، لتنزل وتبدأ من جديد. ، وأن ما حدث لها هو جزء من المؤامرة الكبرى على عقول وأجساد البشر فى مجتمعات العالم.. جزء مما يحدث فى الدول الفقيرة، ليكون نصيب الفرد فادح الضآلة ..

احتفى بكتابة نعمات البحيرى العديد من النقاد والشعراء والقصاصين والروائيين من المصريين والعرب...

قال عنها الناقد ابراهيم فتحى

برعت نعمات البحيرى في تصوير الواقع الديكتاتورى فى روايتها" أشجار قليلة عند المنحنى التى تمس كل الجروح وتتحدث عن صحراء الروح بكل أشكالها وتكتب بطريقة حية جديدة محاولة تصوير الشخصية الانسانية ليس فى مصر فقط بل وفى العالم أيضا. فهذه رواية لا يمكن ان يكتبها رجل لأنها تتحدث عن القهر المزدوج الواقع على الرجل والمرأة معا، وهى تبدع فى تصوير هذا القهر فهى رواية نسائية بالمعنى الجديد للتسمية تتحدث عن الجسد وعلاقة الحب ولكن علاقة المرأة بجسديتها علاقة بالعالم وبالقهر الانسانى وليس جسدا بيولوجيا فهو جسد اجتماعى حضارى من خلال لغة تصويرية جميلة.

قالت عنها الناقدة فريدة النقاش
من عالم المتخيل من هذا العالم الغائب الحاضر منه كذاكرة يبليها الزمن ويحييها الابداع تأتى نعمات البحيرى الى الكتابة باعتبارها ضد الفناء خلودا وتبنى عالم نصها متخيلة له نظامه أى نسقه وتحاول به حوارا مع هذا المتخيل فيصبح عملا أدبيا يشدنا إليه بخيوط من المتعة والمعرفة والأسى. والكتابة عندها هى انتصار على الموت لأنها تنطوى على شوق للإفصاح عن مبهم أو عن مجهول، والكتابة هى توقنا لأن نولد أبدا فى اللغة ونبقى....

قال عنها الناقد الكبير محمود عبد الوهاب..
فى روايتها أشجار قليلة عند المنحنى صورت مشاهد عبر الكثير من التفاصيل التى تجسد للقارىء معالم المكان، معالم اللون والرائحة والصوت والملمس ومساحات النور والظلال والظلام، معالم تسربت إليها المشاعر المختلفة عبر ساعات اليقظة وآليات الحلم وتحول مساحات الرماد إلى جدارية تلخص بؤس مجتمع ينوء كاهله باستبداد السلطة الحاكمة..

كتبت عنها الناقدة صافيناز كاظم
نعمات البحيري كاتبة في مرحلة نضجها الفني، قرأت لها الكثير من قصصها القصيرة منشورة هنا وهناك جذبني أسلوبها الوصفي التفصيلي الذي يتصاعد من الخفوت تدريجيا إلي الوهج. تمتلىء به قصصها بالمفارقات التي ترسم الابتسامة المتأملة للأسطر المقروءة. في روايتها "أشجار قليلة عند المنحنى" تتصرف بطلتها أشجان المصري بتلقائية المصرية التي لا تحسب حساب أجواء التربص والمراقبة والهيمنة التي يشيعها نظام تلك البلاد على شعبه فى سيطرة كابوسية لا فكاك منها وتلقائية الشابة المصرية نابعة من خلو ذهنها التام لتصورات الكيفية التي يمكن أن تسد بها النظم الديكتاتورية المنافذ على الناس في وطأة شديدة من كتم الأنفاس حتى تزهق الروح تماما .
نجحت نعمات البحيرى فى التصوير التفصيلي المحتج لرحلة معاناة أشجان المصري وهى تكتشف رويدا رويدا النفق الرهيب الذي أوقعت نفسها فيه، وبحثها المستميت للخروج والفرار. أشجان المصرى هو اسم البطلة لكنه واقعة فى دفتر أحوال هذه الرواية الانسانية النبيلة والمؤلمة فى صدقها وأمانتها " أشجار قليلة عند المنحنى".

وكتب عنها الناقد الفلسطيني فيصل دراج
فى روايتها "أشجار قليلة عند المنحنى", تتحدث نعمات البحيري عن قمع متعدّد الطبقات, يلفّ البشر جميعاً ويتراءى شفافاً في مآل "المرأة", التي يسقط عليها عنف الذكورة وعنف متوارث له شكل البداهة. ربما يكون عمل نعمات البحيري من الروايات العربية القليلة, التي نفذت الى جوهر النظام التسلّطي, حيث المتسلّط الكلّي, الذي تنوب عنه صوره الكثيرة, يلتهم كل ما خارجه, موزّعاً المجتمع الى فئتين: فئة أولى تحاكيه وتقلّده, كما لو كانت صورة من صوره, وفئة ترفض المحاكاة وتفترسها الصور وتنتهي الى الجحيم.
وفى مقال له بجريدة الحياة اللندنية قال الدكتور محمد الرميحى .....
اذا أراد القارىء أن يعرف كيف يعاني عربي مثله في مجتمع قلق تسوده المخاوف والآلام والإحباطات فعليه بقراءة رواية نعمات البحيري "أشجار قليلة عند المنحنى ". ففي هذه الرواية ـ شبه القصيرة ـ ما يغني عن خطب كثيرة وتفاصيل طويلة تضمها كتب التاريخ.

وقال عنها الدكتور حامد أبو احمد
اذا كان بعض النقاد العرب قد رأى فى قصيدة نازك الملائكة التفعيلية كسرا لعمود الفحولة فى الشعر العربى فأنى أرى أن نعمات البحيرى فى ارتحالات اللؤلؤ أخذت موقعا مهما فى قصيدة النثر العربية خاصة اذا وضعنا فى الاعتبار ان هذا النوع الشعرى فى أدبنا مازال الى الآن يتخبط بين الرفض المطلق من جانب معارضيه وما اكثرهم وبين النماذج الرديئة الشائهة من جانب أنصاره..

قال عنها الشاعر العراقى عواد ناصر
تحت عنوان "أشجار قليلة عند المنحنى رواية عربية عن العراق لا تتملق أحدا.."
..هذه الرواية شهادة عربية خارج مراسيم السيادة الرسمية وبروتوكولات العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وقد كتبتها نعمات البحيرى بحس فنى راق لم تنكفىء به في دهاليز الموت والغباء وانعدام اللغة الطبيعية بين الكائنات بل منحته ألقا خاصا من الصدق أملى بدوره تعبيرية وجدانية تمتلك القابلية على موازنة العسف بالحميمية والقسوة بالشفاهية، الأمر الذي جعلنا نستمتع برواية جميلة توفرت على عنصري الإبداع والتشويق رغم قسوة المادة الخام ووحشة المكان حيث يفتقد أهم ما يحيله إلى ركن قابل للحياة: الحب
تقدم نعمات البحيرى درسا عربيا فى صورة التصدى للأكذوبة وفضح تلك الفاشية العادية التى تثقل على صدور العراقيين ورقابهم وأصابعهم وتلك تيمة رئيسة من تيمات الرواية ـ الشهادة التى قدمتها الروائية المخلصة لحقيقة نفسها ككاتبة قبل أية حقيقة أخرى وتضع الكاتب والقارىء العربى أمام مسئوليته ازاء ما يحدث لشعب شقيق..

كتب عنها الناقد يوسف أبو عوف
تؤكد نعمات البحيرى فى "ضلع أعوج "حضورها الساطع المكتمل والواعد فى نوع من حساسية الكتابة بدأت تتشكل وتتكون سماته وملامحه ومفردات ومضامينه وجمالياته فى السنوات القليلة الاخيرة تنهض بها المراة المصرية فى كبرياء وتواجه به كل ندوب الوهن والتآكل والتدنى لتخلف المجتمع الذكورى حيث تراتب القمع المراوغ الذى مازال يمارسه الرجل الشرقى ويستلب به حريات وانسانية واستقلالية المرأة..
وفى أطروحته النقدية "كتابة الحرية والتناغم" كتب الدكتور مجدى توفيق ..
قصص نعمات البحيرى تمتاز بالتدفق السردى البسيط الذى حررته الساردة من تقاليد القص القديمة وحررته كذلك من الاقتران برسالة واضحة محددة تنتظم حولها الأحداث ولكنه وفى الوقت نفسه يظل يحمل امكانية تأويلية مهمة تضرب به فى المستوى التحتى للتأويل، فى علاقة الراوية بالعالم حولها، موقفها من الجماعة، جروحها الذاتية وعيها بالوضع السياسى القائم وهى علاقة تتفتح دوما على موقف انسانى متكرر، تؤسس فيه الذات بهجتها وتآلفها فى عالمها المحدود ولا تسمح للعالم الواسع حولا أن يضر بعالمها الخاص وأن يفسد بهجته التخيلية..

كتب عنها د. مصطفى الضبع
كانت المجموعة القصصية "نصف امرأة" التى وضعتها نعمات البحيرى أمامنا عام 1984، ظننا حينها أنها ما قدمتها سوى لتشير إلى نساء مشوهات ، ولما لم نفهم الرسالة التى كان يكفى خمس سنوات لاستيعابها فكان " العاشقون" (1989) كاشفين وجها آخر للقضية ، ومحاولين على مدى سبع سنوات أن يصححوا كثيرا من مفاهيم العالم ، ثم انتهى الأمر بإغرائنا بـ "ارتحالات اللؤلؤ" 1996 ، ولكن الإغراء لم يكن كافيا لعالم أشرف على خسارة وعيه فكانت صرخة " ضلع أعوج " محاولة أن تهمس فى أذهاننا بسؤالها الحاسم : من المسئول عن اعوجاج العالم ، ومن يتحمل مسئولية التقويم ؟ ولما كان على الكاتبة أن توسع من دائرة النداء متجاوزة قضايا يمكن أن تحيل إلى المحلية ، ولأن مقدرات عجزنا ألقت بنا فى العراء متدثرين بالهجير فقد سعت أشجان إلى أن تكشف عن رمزية أشجارها القليلة عند المنحى الخطر ، هاهنا وصلنا معها لدرجة من الوعى سمحت لنا أن نجلس مع شخصياتها متذوقين " شاى القمر" الذى استحقته موهبتها ، وأصبحنا جديرين به وقد امتلكنا قدرا من وعيها القادر على الإنجاز والكشف ، هكذا تتحرك نعمات البحيرى صانعة ثوابتها الراسخة عبر إنتاج نص متميز يليق بموهبتها ،و منجزة علاماتها الخاصة ، ومؤثرة فى كل من يعرف الطريق إلى روحها الأكثر جمالا .

قال عنها الشاعر شعبان يوسف
"قليلون هم الذين أخلصوا لفن القصة القصيرة مثلما أخلصت له الكاتبة المصرية نعمات البحيري.. تمزج في القصص الهم الخاص بالهم العام، في سبيكة واحدة.تبحث طوال الوقت عن ثغرات مفتوحة دوماً للمقاومة وانتاج المعنى النبيل في هذه الحياة، على رغم كل ما يطارد الكائن الانساني مـــــن كوارث لا ذنب له فيهــا، وكـــأن قوى غامضة استدرجته الى هــــذه الحياة كي تسحقه بلا رحمة ولا يجد الانسان إلا أن يقاوم ويقاوم."
وان الملمح الواضح في أغلب قصصها هو أن الحاضر ليس شرطاً أن يكون نتيجة مفروغاً من أمرها لحياة الماضي، فالماضي يمكن التمرد عليه، ويمكن الخروج من أسره، ويمكن كسر قيوده لصناعة حاضر ومستقبل أجمل وأرق وأكثر انسانية.

قال عنها القاص والروائى سيد الوكيل
لفتت نعمات البحيرى الانتباه بطاقة مدهشة من السرد الشعرى المفعم بروح أنثوية جديدة بتفهم عميق للواقع، ودرجة مدهشة من صفاء اللغة، وألق الروح الأنثوية الخلاقة.
الكتابة عندها بديلً عن الموت، عندما جعلت من سيرتها الذاتية أفقاً للسرد...نعمات لديها روح نضالية صلبة، تكتب وهى على أسرة المرض، وبين أروقة المستشفيات، وتحت مشارط الجراحين، وتهدى لنفسها مجموعهتا الأخيرة ( شاي القمر ) لتنفض عن نفسها غبار الأيام والمرض. وشاي القمر .. مجموعة جديرة بالقراءة، لأن لا شيء يعوض المتعة التى يجدها القارئ فى لغتها الشعرية الجميلة، وعالمها الفضفاض، وهى تتكلم أكثر مما تكتب، وتبوح أ كثر مما تؤلف، عن الحياة الصعبة، والأيام، والنساء اللاتى لا يعدمن سبيلا ً للعيش، ويتحايلن على الحياة، ليعشنها بألف وجه وألف ذراع مادامت لهن أرواح حية محتشدة بالحياة وكلهن يشبهن نعمات البحيري، لا لشيء سوى لأنها عمدتهن بروحها، فتراهن نساء حقيقيات، منكسرات أحيانا ،وشرسات فى أحيان أخرى..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://community.webshots.com/user/george_fakhry
رشا صابر

رشا صابر


عدد الرسائل : 379
العمر : 42
الجنسية : مصرية
تاريخ التسجيل : 04/07/2008

امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: امرأة مشعة رحيل الكاتبة نعمات البحيرى   امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى I_icon_minitimeالإثنين 20 أكتوبر 2008, 2:32 pm

رحم الله الفقيدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتور : محمد ربيع هاشم
Admin
دكتور : محمد ربيع هاشم


عدد الرسائل : 1663
العمر : 54
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: امرأة مشعة رحيل الكاتبة نعمات البحيرى   امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أكتوبر 2008, 1:35 pm

شكرا فناننا الكبير جورج فخري على نقل هذا الخبر المحزن جدا
رحم الله الفقيدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://poems.mam9.com
راضية الشهايبي
مشرف قسم شعر الفصحى
راضية الشهايبي


عدد الرسائل : 170
العمر : 54
الجنسية : تونسية
تاريخ التسجيل : 04/06/2008

امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: امرأة مشعة رحيل الكاتبة نعمات البحيرى   امرأة مشعة  رحيل الكاتبة نعمات البحيرى I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أكتوبر 2008, 3:20 pm

الحمد لله ان التسرطن لم يطل الوفاء ومازلنا نتالم لرحيل المبديعين ونحتفي يسيرتهم
شكرا على هذا الوفاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
امرأة مشعة رحيل الكاتبة نعمات البحيرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: الأدب النسائي-
انتقل الى: