أديبة وروائية وقاصة مصرية
1. الاسم كاملا : نعمات محمد مرسى البحيرى
2. اسم الشهرة : نعمات البحيرى
3. ولدت بالقاهرة بحى العباسية البحرية فى 16/6/1953ثم عادت مع أمها لتعيش طفولتها المبكرة فى بيت جدها فى تل بنى تميم بشبين القناطر..قليوبية..
4. تخرجت فى كلية التجارة عام 1976جامعة عين شمس شعبة محاسبة..
5. ظلت تعمل فى شركة للكهرباء كأخصائية للشئون الأدارية حتى مرضت بفعل عوامل قهر الوظيفة وعوامل أخرى فى أكتوبر 2004..لكنها ظلت تقاوم اعتلال الروح لتقدم رؤيتها للعالم كتابة وحياة..
6. الكتابة بالنسبة لنعمات البحيرى هى بهجة مدفوعة الثمن من الوحدة والوحشة وتأجيل الأحلام ..
هى كلمة تتبادلها مع الناس حتى تظل معهم مثل خيول جامحة ترفض الانسياق لطرق ممهدة شكلا لكنها وعرة مسدودة..
الكتابة هى رئة أخرى لهواء نظيف.. هى خط الدفاع الأخير فى مقاومة الموات والانزواء والبأس والاحباط .
هى صرخات من القلب الموجوع بسياط الرغبة فى تغيير وجه وروح وعقل العالم عبر تجديد الأحلام وكسر القيود وتبديد الأاوهام...
7. نعمات البحيرى من جيل الثمانينات فى كتابة القصة القصيرة والرواية
8. عضو اتحاد كتاب مصر....
9. عضو آتيلييه الكتاب والفنانين.....
10. عضو نادي القصة بالقاهرة
11. عضو جمعية الفيلم....
12. تكتب الأدب ليس لأنه رئة أخرى فى مناخ اجتماعى وسياسى خانق لكن لأن هناك هموما وقضايا كثيرة تتنازعهاا أهمها قضية الديمقراطية وقضية العدل الاجتماعي وقضية الحرية وحقوق المرأة التى تنتهكها النساء قبل الرجال..
13. تكتب الأدب حبا وعشقا لمساندة الحياة ومساندة الحب والحرية ..
14. اكتشفت موهبتها فى كتابة القصة عبر صدفة مدهشة وكانت تكتب مقالات ذات طابع إجتماعى احتجاجا على أوضاع اجتماعية مجحفة بحق المرأة وبحق الإنسان..
15. احتفى بكتابتها العديد من النقاد الكبار مثل ابراهيم فتحى ومحمود عبد الوهاب وفريدة النقاش وصافيناز وفيصل دراج وكاظم وسناء فتح الله والدكتور سيد البحراوى ود.محمد الرميحى وعبد الرحمن ابو عوف والدكتور حامد أبو أحمد ود. فاطمة المحسن والدكتور أحمد الخميسى وطلعت الشايب ومن النقاد الشباب الدكتور مصطفى الضبع والدكتور مجدى توفيق والدكتور أيمن أبو بكر ووائل فاروق ومن الشعراء جمال القصاص وشعبان يوسف وعواد ناصر وحلمي سالم ومن القصاصين والروائيين محمد مستجاب وفؤاد قنديل وعبد الرحمن مجيد الربيعى وأفنان القاسم وذكى سالم وسيد الوكيل ومحمد الفارس وسناء صليحة وأميرة الطحاوى ...واحتفى بها فى الندوات واللقاءات التليفزيونية والاذاعية ادوارد الخراط وسامى خشبة ود.سيد البحراوى ود. منى طلبة وسامية الساعاتى ود.سوسن ناجى..ومن الباحثات الأ جنبيات كتبت عنها كارولين سيمور الامريكية وميرلين بوث الأمريكية وأديزونى ايلو الايطالية....
• ترجم لها العديد من القصص للإنجليزية وللفرنسية وللايطالية وللكردية..
•سافرت الى النمسا وسويسرا وألمانيا عبر وفود ثقافية وكتبت عن أسفارها ونشرت عنها فى الأهالى والعربى الكويتى والعربى الناصرى
• تزوجت من شاعر وناقد عراقى بعد قصة حب شهيرة وعاشت معه فى العراق فى نهاية الثمانينات..واستوحت تجربتها معه فى روايتها أشجار قليلة عند المنحنى الصادرة عن دار الهلال عام 2000
•كتبت الدراما التليفزيونية لقصتها القصيرة "نساء الصمت" وقامت بإنتاجها شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات وقامت يتمثيلها سمية الألفى مع محمود قابيل وعائشة الكيلانى وسلوى عثمان ونبيل هجرس..
•تكتب النقدى الفنى للاعمال التليفزيونية والسينمائية . كتبت عن افلام الموجة السينمائية الجديدة لمحمد خان وخيرى بشارة وداود عبد السيد ومجدى أحمد على وعن سينما البنات ورصدت المخرجات وكاتبات السيناريو الجدد بما يقدمنه من افلام جديدة ورؤى جديدة للحياة..مثل عزة شلبى وساندرا نشأت وهالة خليل ووسام سليمان ....
• صدر لها..المجموعات القصصية التالية..
1. "نصف امرأة" على نفقتها الخاصة عن دار الحرية عام 1984..
2. " العاشقون" مجموعة قصصية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1989..فى سلسلة اشراقات أدبية .....
3. "إرتحالات اللؤلؤ" عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة عام 1996..سلسلة أصوات أدبية...ثم صدرت فى مكتبة الاسرة ..
16. المجموعة القصصية "ضلع أعوج" عن الهيئة المصرية للكتاب عام 1997 فى مختارات فصول ثم صدرت عن مكتبة الأسرة عام 2003
ومن الروايات صدر لها عن دار الهلال رواية "أشجار قليلة عند المنحنى" فى ديسمبر 2000..
17. المجموعة القصصية "شاي القمر"عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2005 مكتبة الأسرة...
18. صدر لها عن المجلس الأعلى للثقافة فى إبداعات التفرغ "حكايات المرأة الوحيدة" عام 2005...
وللأطفال صدر لنعمات البحيرى
1. "النار الطيبة" عن الهيئة المصرية للكتاب عام
1988..
2. و"الفتفوتة تغزو السماء " سيناريو وحوار عن سلسلة قطر الندى عن هيئة قصور الثقافة..
3. وعن دار المعارف صدر للكاتبة وصية الأزهار وبالونة سحر ورسومات نيرمين..
4. وعن الهيئة المصرية للكتاب " رحلة الأصدقاء الثلاثة"
5. نشرت قصص وسيناريوهات الأطفال متفرقة بدوريات مصرية وعربية مثل علاء الدين وقطر الندى و العربى الصغير وماجد...
6. شرت قصصها ومقالاتها فى أغلب المجلات والجرائد المصرية والعربية مثل الأهرام والحياة والشرق الاوسط والأخبار وأخبار الأدب والجمهورية والمساء ومجلة العربى الكويتى وأقلام العراقية ودبى الثقافية والصدى وكل الاسرة وحواء والهلال وغيرها ....
• حصلت على منحة قصر لافينى بسويسرا عن مؤسسة رولت فونداشن للفنانين ..أنهت فيها روايتها "أشجار قليلة عند المنحنى" التى صدرت عن دار الهلال فى عام 2000
• حصلت على منحة تفرغ لمدة ثلاث سنوات لكتابة ثلاث روايات وعدد من المجموعات القصصية منها حكايات المرأة الوحيدة وارتحالات اللؤلؤ وأشجار قليلة عند المنحنى..
• ترجمت بعض قصصها إلى الانجليزية والفرنسية والايطالية والكردية..
• تكتب المقال والنقد السينمائى والسيناريو وأدب الرحلات
• حين داهمها السرطان قادتها بوصلتها شديدة الحساسية والرهافة إلى ردعه وتجاوزه عن طريق الهروب إلى الأمام وليس إلى الخلف، فاستنفرت سلاحها الوحيد "الإبداع" الفاتك بكل أعدائها وهم الظلم والإحباط واليأس والتخاذل والخنوع والاستسلام، وتركت العقل ليمارس حيلة من حيله النبيلة، يدفعها بها دفعا إلى خلق حالة من التوازن لكي تتقبل عن سعة صدر وأفق، خبرة الألم المضافة إلى كم الخبرات الإنسانية التي عاشتها حتى قبل أن تعرف الكتابة.. فراحت تدون التجربة فى مراحلها القاسية كشكل من أشكال الدفاع..
• كتبت عن تجربتها أنها تذكرت أن رحلة حياتها ككاتبة لا تدعمها أية مؤسسة اجتماعية أو ثقافية أو إعلامية لم تختلف كثيرا عن نفس الرحلة.. والبشر والمواقف والأحداث على المستوى العام والخاص مثل فيروسات أو بكتريا، مثل أمراض ..أمراض واضحة وأخرى كامنة.. أمراض حميدة وأخرى خبيثة.. شقاء يسلمك إلى شقاء.. وصخرة سيزيف التى تثقل كاهلك لتظل تشقى لترفعها إلى أعلى وما أن تشعر بأنك حقا أدركت حافة الجبل تسقط الصخرة، لتنزل وتبدأ من جديد. ، وأن ما حدث لها هو جزء من المؤامرة الكبرى على عقول وأجساد البشر فى مجتمعات العالم.. جزء مما يحدث فى الدول الفقيرة، ليكون نصيب الفرد فادح الضآلة ..
احتفى بكتابة نعمات البحيرى العديد من النقاد والشعراء والقصاصين والروائيين من المصريين والعرب...
قال عنها الناقد ابراهيم فتحى
برعت نعمات البحيرى في تصوير الواقع الديكتاتورى فى روايتها" أشجار قليلة عند المنحنى التى تمس كل الجروح وتتحدث عن صحراء الروح بكل أشكالها وتكتب بطريقة حية جديدة محاولة تصوير الشخصية الانسانية ليس فى مصر فقط بل وفى العالم أيضا. فهذه رواية لا يمكن ان يكتبها رجل لأنها تتحدث عن القهر المزدوج الواقع على الرجل والمرأة معا، وهى تبدع فى تصوير هذا القهر فهى رواية نسائية بالمعنى الجديد للتسمية تتحدث عن الجسد وعلاقة الحب ولكن علاقة المرأة بجسديتها علاقة بالعالم وبالقهر الانسانى وليس جسدا بيولوجيا فهو جسد اجتماعى حضارى من خلال لغة تصويرية جميلة.
قالت عنها الناقدة فريدة النقاش
من عالم المتخيل من هذا العالم الغائب الحاضر منه كذاكرة يبليها الزمن ويحييها الابداع تأتى نعمات البحيرى الى الكتابة باعتبارها ضد الفناء خلودا وتبنى عالم نصها متخيلة له نظامه أى نسقه وتحاول به حوارا مع هذا المتخيل فيصبح عملا أدبيا يشدنا إليه بخيوط من المتعة والمعرفة والأسى. والكتابة عندها هى انتصار على الموت لأنها تنطوى على شوق للإفصاح عن مبهم أو عن مجهول، والكتابة هى توقنا لأن نولد أبدا فى اللغة ونبقى....
قال عنها الناقد الكبير محمود عبد الوهاب..
فى روايتها أشجار قليلة عند المنحنى صورت مشاهد عبر الكثير من التفاصيل التى تجسد للقارىء معالم المكان، معالم اللون والرائحة والصوت والملمس ومساحات النور والظلال والظلام، معالم تسربت إليها المشاعر المختلفة عبر ساعات اليقظة وآليات الحلم وتحول مساحات الرماد إلى جدارية تلخص بؤس مجتمع ينوء كاهله باستبداد السلطة الحاكمة..
كتبت عنها الناقدة صافيناز كاظم
نعمات البحيري كاتبة في مرحلة نضجها الفني، قرأت لها الكثير من قصصها القصيرة منشورة هنا وهناك جذبني أسلوبها الوصفي التفصيلي الذي يتصاعد من الخفوت تدريجيا إلي الوهج. تمتلىء به قصصها بالمفارقات التي ترسم الابتسامة المتأملة للأسطر المقروءة. في روايتها "أشجار قليلة عند المنحنى" تتصرف بطلتها أشجان المصري بتلقائية المصرية التي لا تحسب حساب أجواء التربص والمراقبة والهيمنة التي يشيعها نظام تلك البلاد على شعبه فى سيطرة كابوسية لا فكاك منها وتلقائية الشابة المصرية نابعة من خلو ذهنها التام لتصورات الكيفية التي يمكن أن تسد بها النظم الديكتاتورية المنافذ على الناس في وطأة شديدة من كتم الأنفاس حتى تزهق الروح تماما .
نجحت نعمات البحيرى فى التصوير التفصيلي المحتج لرحلة معاناة أشجان المصري وهى تكتشف رويدا رويدا النفق الرهيب الذي أوقعت نفسها فيه، وبحثها المستميت للخروج والفرار. أشجان المصرى هو اسم البطلة لكنه واقعة فى دفتر أحوال هذه الرواية الانسانية النبيلة والمؤلمة فى صدقها وأمانتها " أشجار قليلة عند المنحنى".
وكتب عنها الناقد الفلسطيني فيصل دراج
فى روايتها "أشجار قليلة عند المنحنى", تتحدث نعمات البحيري عن قمع متعدّد الطبقات, يلفّ البشر جميعاً ويتراءى شفافاً في مآل "المرأة", التي يسقط عليها عنف الذكورة وعنف متوارث له شكل البداهة. ربما يكون عمل نعمات البحيري من الروايات العربية القليلة, التي نفذت الى جوهر النظام التسلّطي, حيث المتسلّط الكلّي, الذي تنوب عنه صوره الكثيرة, يلتهم كل ما خارجه, موزّعاً المجتمع الى فئتين: فئة أولى تحاكيه وتقلّده, كما لو كانت صورة من صوره, وفئة ترفض المحاكاة وتفترسها الصور وتنتهي الى الجحيم.
وفى مقال له بجريدة الحياة اللندنية قال الدكتور محمد الرميحى .....
اذا أراد القارىء أن يعرف كيف يعاني عربي مثله في مجتمع قلق تسوده المخاوف والآلام والإحباطات فعليه بقراءة رواية نعمات البحيري "أشجار قليلة عند المنحنى ". ففي هذه الرواية ـ شبه القصيرة ـ ما يغني عن خطب كثيرة وتفاصيل طويلة تضمها كتب التاريخ.
وقال عنها الدكتور حامد أبو احمد
اذا كان بعض النقاد العرب قد رأى فى قصيدة نازك الملائكة التفعيلية كسرا لعمود الفحولة فى الشعر العربى فأنى أرى أن نعمات البحيرى فى ارتحالات اللؤلؤ أخذت موقعا مهما فى قصيدة النثر العربية خاصة اذا وضعنا فى الاعتبار ان هذا النوع الشعرى فى أدبنا مازال الى الآن يتخبط بين الرفض المطلق من جانب معارضيه وما اكثرهم وبين النماذج الرديئة الشائهة من جانب أنصاره..
قال عنها الشاعر العراقى عواد ناصر
تحت عنوان "أشجار قليلة عند المنحنى رواية عربية عن العراق لا تتملق أحدا.."
..هذه الرواية شهادة عربية خارج مراسيم السيادة الرسمية وبروتوكولات العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وقد كتبتها نعمات البحيرى بحس فنى راق لم تنكفىء به في دهاليز الموت والغباء وانعدام اللغة الطبيعية بين الكائنات بل منحته ألقا خاصا من الصدق أملى بدوره تعبيرية وجدانية تمتلك القابلية على موازنة العسف بالحميمية والقسوة بالشفاهية، الأمر الذي جعلنا نستمتع برواية جميلة توفرت على عنصري الإبداع والتشويق رغم قسوة المادة الخام ووحشة المكان حيث يفتقد أهم ما يحيله إلى ركن قابل للحياة: الحب
تقدم نعمات البحيرى درسا عربيا فى صورة التصدى للأكذوبة وفضح تلك الفاشية العادية التى تثقل على صدور العراقيين ورقابهم وأصابعهم وتلك تيمة رئيسة من تيمات الرواية ـ الشهادة التى قدمتها الروائية المخلصة لحقيقة نفسها ككاتبة قبل أية حقيقة أخرى وتضع الكاتب والقارىء العربى أمام مسئوليته ازاء ما يحدث لشعب شقيق..
كتب عنها الناقد يوسف أبو عوف
تؤكد نعمات البحيرى فى "ضلع أعوج "حضورها الساطع المكتمل والواعد فى نوع من حساسية الكتابة بدأت تتشكل وتتكون سماته وملامحه ومفردات ومضامينه وجمالياته فى السنوات القليلة الاخيرة تنهض بها المراة المصرية فى كبرياء وتواجه به كل ندوب الوهن والتآكل والتدنى لتخلف المجتمع الذكورى حيث تراتب القمع المراوغ الذى مازال يمارسه الرجل الشرقى ويستلب به حريات وانسانية واستقلالية المرأة..
وفى أطروحته النقدية "كتابة الحرية والتناغم" كتب الدكتور مجدى توفيق ..
قصص نعمات البحيرى تمتاز بالتدفق السردى البسيط الذى حررته الساردة من تقاليد القص القديمة وحررته كذلك من الاقتران برسالة واضحة محددة تنتظم حولها الأحداث ولكنه وفى الوقت نفسه يظل يحمل امكانية تأويلية مهمة تضرب به فى المستوى التحتى للتأويل، فى علاقة الراوية بالعالم حولها، موقفها من الجماعة، جروحها الذاتية وعيها بالوضع السياسى القائم وهى علاقة تتفتح دوما على موقف انسانى متكرر، تؤسس فيه الذات بهجتها وتآلفها فى عالمها المحدود ولا تسمح للعالم الواسع حولا أن يضر بعالمها الخاص وأن يفسد بهجته التخيلية..
كتب عنها د. مصطفى الضبع
كانت المجموعة القصصية "نصف امرأة" التى وضعتها نعمات البحيرى أمامنا عام 1984، ظننا حينها أنها ما قدمتها سوى لتشير إلى نساء مشوهات ، ولما لم نفهم الرسالة التى كان يكفى خمس سنوات لاستيعابها فكان " العاشقون" (1989) كاشفين وجها آخر للقضية ، ومحاولين على مدى سبع سنوات أن يصححوا كثيرا من مفاهيم العالم ، ثم انتهى الأمر بإغرائنا بـ "ارتحالات اللؤلؤ" 1996 ، ولكن الإغراء لم يكن كافيا لعالم أشرف على خسارة وعيه فكانت صرخة " ضلع أعوج " محاولة أن تهمس فى أذهاننا بسؤالها الحاسم : من المسئول عن اعوجاج العالم ، ومن يتحمل مسئولية التقويم ؟ ولما كان على الكاتبة أن توسع من دائرة النداء متجاوزة قضايا يمكن أن تحيل إلى المحلية ، ولأن مقدرات عجزنا ألقت بنا فى العراء متدثرين بالهجير فقد سعت أشجان إلى أن تكشف عن رمزية أشجارها القليلة عند المنحى الخطر ، هاهنا وصلنا معها لدرجة من الوعى سمحت لنا أن نجلس مع شخصياتها متذوقين " شاى القمر" الذى استحقته موهبتها ، وأصبحنا جديرين به وقد امتلكنا قدرا من وعيها القادر على الإنجاز والكشف ، هكذا تتحرك نعمات البحيرى صانعة ثوابتها الراسخة عبر إنتاج نص متميز يليق بموهبتها ،و منجزة علاماتها الخاصة ، ومؤثرة فى كل من يعرف الطريق إلى روحها الأكثر جمالا .
قال عنها الشاعر شعبان يوسف
"قليلون هم الذين أخلصوا لفن القصة القصيرة مثلما أخلصت له الكاتبة المصرية نعمات البحيري.. تمزج في القصص الهم الخاص بالهم العام، في سبيكة واحدة.تبحث طوال الوقت عن ثغرات مفتوحة دوماً للمقاومة وانتاج المعنى النبيل في هذه الحياة، على رغم كل ما يطارد الكائن الانساني مـــــن كوارث لا ذنب له فيهــا، وكـــأن قوى غامضة استدرجته الى هــــذه الحياة كي تسحقه بلا رحمة ولا يجد الانسان إلا أن يقاوم ويقاوم."
وان الملمح الواضح في أغلب قصصها هو أن الحاضر ليس شرطاً أن يكون نتيجة مفروغاً من أمرها لحياة الماضي، فالماضي يمكن التمرد عليه، ويمكن الخروج من أسره، ويمكن كسر قيوده لصناعة حاضر ومستقبل أجمل وأرق وأكثر انسانية.
قال عنها القاص والروائى سيد الوكيل
لفتت نعمات البحيرى الانتباه بطاقة مدهشة من السرد الشعرى المفعم بروح أنثوية جديدة بتفهم عميق للواقع، ودرجة مدهشة من صفاء اللغة، وألق الروح الأنثوية الخلاقة.
الكتابة عندها بديلً عن الموت، عندما جعلت من سيرتها الذاتية أفقاً للسرد...نعمات لديها روح نضالية صلبة، تكتب وهى على أسرة المرض، وبين أروقة المستشفيات، وتحت مشارط الجراحين، وتهدى لنفسها مجموعهتا الأخيرة ( شاي القمر ) لتنفض عن نفسها غبار الأيام والمرض. وشاي القمر .. مجموعة جديرة بالقراءة، لأن لا شيء يعوض المتعة التى يجدها القارئ فى لغتها الشعرية الجميلة، وعالمها الفضفاض، وهى تتكلم أكثر مما تكتب، وتبوح أ كثر مما تؤلف، عن الحياة الصعبة، والأيام، والنساء اللاتى لا يعدمن سبيلا ً للعيش، ويتحايلن على الحياة، ليعشنها بألف وجه وألف ذراع مادامت لهن أرواح حية محتشدة بالحياة وكلهن يشبهن نعمات البحيري، لا لشيء سوى لأنها عمدتهن بروحها، فتراهن نساء حقيقيات، منكسرات أحيانا ،وشرسات فى أحيان أخرى..