د. مصطفى عطية جمعة مشرف قسم دراسات وآراء في النقد الأدبي
عدد الرسائل : 183 العمر : 55 الجنسية : مصري تاريخ التسجيل : 08/06/2008
| موضوع: قراءتان في قصة الشخليلة للدكتور مصطفى عطية جمعة الأحد 02 نوفمبر 2008, 1:45 pm | |
| قراءتان في قصة الشخليلة للدكتور .مصطفى عطية جمعة
النص : الشخليلة د.مصطفى عطية جمعة
هو : مشغول بالمساومة مع التجار ، أسفل عمارته ، علي الصوت . و ها هي زوجته ، تطل و بناتها بضحكهن الدائم من " فراندة " الشقة ، و أمسكت بابنه الوحيد على الإناث ، الذي كان ملهيًا بـ " الشخليلة " . الولد ينفلت من يديها ، متكوّرًا في الهواء مرات . يستقر قرب قدميه . الزوجة تلطم ، البنات تولول . يصدم رأسه بالحائط ، يجذب شدقيه إلى الخلف ، فيصطبغ دمعه بالدم . الأكف تقلّب الجثمان الصغير على تراب الحارة . . . " ماسحو الجوخ " بين مصمصة و حوقلة و ترجيع .
ولد " مفلفل " الشعر ، أشعثه ، يقرض بأسنانه لقمه ناشفة ، يلتقط الشخليلة التي انزوت جوار " موتوسيكل " ، يهزها ، تتعالى شخللتها .
قرأة في قصة ........ للناقد جوتيار تمر : في البدء بقيت افكر في معنى الشخليلة، وبقيت مشدوها ومشدودا للعنوان لعلي اصل الى معنى له في ذاكرتي لكني بقيت اتأمل دون جدوى فاضطررت ان ادخل القصة من اوسع ابوابها لا من خرم العنوان، مع ان العنوان في النهاية كان كما تاكدت المفتاح للقصة باكملها. جاءت القصة معلنة عن وضح اجتماعي خاص، مسامة، تجار، عمارته، حيث لابد وان الصورة قد رسمت منذ الوهلة الاولى في ذهن القارئ اننا نتحدث عن شخص مادي ملموس، وعذرا لهذا المصطلح لاني قلما استخدمه، لكن في مجتمعاتنا الغبية دائما الفقير غير ملموس ، ومن ثم جاءت القصة لتخرجنا من الرسم الشخصي للمعني هذا، ليدخلنا في تفاصيل اخرى تجعلنا اكثر دراية بهذا الذي كان يساوم، زوجة وبنات، ولعل اسوأ عادة هي تلك التي يمتهنا زوجات وبنات التجار والاغنياء بالاخص في المناطق الشققية حيث الوقوف لساعات في ( البالكونة) حيث تتعالى اصواتهن واحاديثهن التافهة عن الموضة وعن فلانة فعلت كذا وفلانة كانت تلبس لونا كذا وووو...ومن ثم السخرية من الاخرين بشكل متبجح، وهنا رسم اخر للنمط الذي نحن بصدده الان، حيث هناك ربط دائم بين المساوم أي مساوم كان، وبين الوجه الداخلي له من حيث كونه ومحيطه العائلي، هذه القههة والضحكات، كانت لابد لها من سبب، هنا يظهر السبب لنا جليا، انها الشخليلة التي يلتهي بها الطفل، لكن لحظة غفلة واحدة يهوى الطفل ويسقط امام قدمي التجار المساوم، وهنا نجد وصفا دقيقا لحالته " يصدم رأسه بالحائط ، يجذب شدقيه إلى الخلف ، فيصطبغ دمعه بالدم ." هذا الوصف الدقيق ينقل لنا حالة الطفل بعدما هوى ارضا وسقط، والمصيبة هنا ان القاص لم ينسى ان يذكرنا منذ البدء بانه الولد الوحيد بين البنات، وهذا ما قد يثير تساؤلات كثيرة للقارئ، بحيث يحق له ان يتسائل اولا عن مصطلح الزوجة اولا هي الام ام زوجة اب، والبنات .. هل يكرهن ام لا...ومن ثم الامر الاخر كيف يتقبل الاب التاجر هذا الامر بحيث يفقد ابنه الوحيد ونحن نعلم بان مجتمعاتنا الشرقية فيها الاباء بالاخص الاغنياء دائما يبحثون عن من يخلفهم في ثروتهم، الصورة اصبحت واضحة وغامضة في نفس الوقت هذه الاكف تقلب الجثمان اذا الامر انتهى، لكن النهاية جاءت لتقول لنا شيئا ربما نجهله..او لانهجله انما نتجاهله، فهذا كان ابن تاجر ، لكن في الجانب الاخر من العمارة او تحت العمارة نجد الكثيرين من الاطفال ممن لايجدون لقمة عيش، لذا جاءت الصورة في النهاية معبرة تحكي واقعا نعيشه، واقع البشر الغير ملموسي. ولعل في هز الشخليلة مدلولات اخرى ربما يمكن ان يتداركها المرء اذا ما عاش ذاك الواقع بصورة اقرب..ولقد لفت انتباهي استخدام العامية في النص ولااعلم هل هذا كان في صالح النص ام لا..؟
قراءة نقدية أخرى وهي بعنوان : قراءة مرفوضة :
كلما زادت عظمة العمل الأدبى زاد طابعه الشخصى ؛لأن مثل هذا العمل لن يتاح إلا لشخصية غنية قوية ،قادرة على أن تفكر فى كل جوانب رؤية العالم ،وتعيش فيها،وإذا كانت رؤية العالم تظل دوما فى حالة صنع ،فإنها تبزغ بشق الأنفس وفى وعى المجموعة الإجتماعية ،وتحتاج إلى الكاتب العبقرى النابه الذى يصوغها ويكشفها للوعى ،وكلما كان العمل أكثر تعبيرا عن كاتب عبقرى ،فإنه يغدو أكثر قابلية للإفهام الذاتى دون أن نحتاج إلى الإشارة إلى سيرة مبدعه ومقاصده الواعية))لوسيان جولدمان،ترجمة د/جابر عصفور ،مجلة فصول عددرقم 1ص91
الشخليلة هى الشخشيخة التى تحدث الأصوات والضجيج ، فتُسعد الأطفال ويحرص الكبار على وجودها فى حياة الطفل الأولى ،وكلنا نطرب للأصوات الجميلة وتتفنن مصانع لعب الأطفال فى صنعها بأشكال مختلفة .
رؤية القاص للوطن/المجتمع /الأسرة الذى ينحصر فى صورة متكاملة من بشر وأشياء وحياةوتقدم وانحطاط وحاضر ومستقبل.
أسرة /مجتمع /وطن ،من عدة أفراد تتكون ،فالأسرة هى اللبنة الأولى للمجتمع ،رجل وإمرأة وأولاد (بنات وصبيان).
رجل مشغول بالتجارة والمساومةوتجميع الأموال . إمرأة لاتدرك حجم مسؤليتها فى تربية النشء،وتسكن فى برج عالٍ تطل منه وبناتها ،على مجتمع يتداعى هشاشةً وسقوطاً.ولايتوقفن عن الضحك الدائم لخوائهن الداخلى . طفل/مستقبل لايدرك من أمره شيئاً ،يتلهى بشخليلة عن مصير مبهم وغامض ينتظره.
ماسحو الجوخ /العوام الذين لايملكون من أمرهم إلا الحوقلةوالمصمصةوالترجيع.
طفل مفلفل الشعر أشعث جائع يكاد يموت جوعاً ،لايمتلك سوى لقمة ناشفة يتلهى بها.
هذه المعادلة الصعبة التى وبقدرة فنيةفائقة وبكاميرا حساسة وبتصوير بديع ،استطاع القاص الإمساك بها وتسجليها بكلمات معدودة وبزمن فعل المضارع الذى هو كائن وماسيكون(هو مشغول، تطل، يقرض يلتقط،يهز )زمن مستمر فى الإبحار،نعيش فيه ويحتوينا ونقضم فيه اللقمة الناشفة ،مجتمع القاع /الفقراء ...يهز بالشخليلة يتعالى صوتها .لكن هل هناك من يسمع ويعى ؟؟؟؟
طفل ،من أسرة ميسورة ،يموت لعبث الأم وأنانية الأب. وطفل مفلفل أشعث، من أسرة فقيرة ،يموت جوعاً. إنهما المستقبل الذى ينسحب من بين أيدينا.
ما فائدة اللطم والبكاء والولولة والحوقلة ؟
إنه وطن على حافة السقوط .
إنها صرخة من قاص مبدع ،له رؤيته المتكاملة فى رؤية المستور | |
|
جوتيار تمر
عدد الرسائل : 78 العمر : 52 الجنسية : العراق تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: رد: قراءتان في قصة الشخليلة للدكتور مصطفى عطية جمعة الجمعة 18 سبتمبر 2009, 11:01 am | |
| دكتـــــــــور.. عودتك للقراءة وبهذا العنوان (قراءة مرفوضة ) وضعت النقاط فوق الحروف التائهة من دراستي السابقة ، وفتحت افاق ابعد ، بحيث تجاوزت الذاتي الشخصي الى العام ، وهذا بلاشك ما كان يجب ان يلاحظ من النص .
محبتي جوتيار
| |
|