.
الرجل السيء
و أذكر أنَّ المرأة الزرقاء عندما رأتني أبكي جثثًا و فقراء
قالت: عيناك مرآتان لخمسين قارَّة من الوجع
و الانتظار
و قالت المرأة التي ترتدي العاصفة و الوحوش:
أنت تعرف الكثير عن صبايا الأزقَّة المغلَّفات
بالأقفال البلاستيكيَّة الملوَّنة
و الأطفال الأغبياء المتمسِّكين بالأحصنة الخشبيَّة
و نهود الأمَّهات
و قالت المرأة بعد أن فتحت شاشتي عينيها:
(كان ثمَّة عاشق يرعى فيهما شجرًا و معتقلات)
يداك قاسيتان و وديعتان
و أصابعك نحيفة و معذَّبة
فهل لمست بهما الرغيف الثمين أو الشفاه الرماديَّة المرتعشة؟
هل قبضت على العالم؟
و قالت المرأة لي:
أنت تهذي كثيرًا بأسماء الأسماك و الأعشاب البحريَّة
و تفتح مملكة دماغك ليل نهار لقوافل الغجر التائهة
و تمزِّق بأظافرك لحم الأبواب و الجدران السميكة
فأيّ الأشياء أحبّ إليك:
أن تمضغ بشراسة رؤوس العصافير؟
أو أن تكسّر الصحون و الموائد المصنوعة
من خشب الجوز؟
و قالت لي أيضًا
و هي تنظر إلى الرأس
المشوّه المتوتّر في لوحة لسعد يكن:
أمك بجانبك تنحني عليك كيمامة
و أصدقاؤك يقبلون في المناسبات
و أنا أدفئك في ليالي تشرين الباردة
و أرسل إليك الأحلام الشاسعة و المكاتيب
فماذا تطلب غير ذلك؟!..
أتريد أن تفجّر النبع؟ أم تودّ أن تحرث المجرّة؟