167 سم
أنا رجل وسيم
طولي 167 سم
أنا تراكتور معطوب
أبحث عن عمل منذ ثلاثة أشهر و توابيت
جلست في المقهى لأشرب شايًا ممزوجًا بالدبابيس
جلست في مقهى
النساء فيه يتدلين من الأشجار
كما تتدلَّى مصابيح النيون في معرض دمشق الدولي
أنا رجل وسيم
قال لي صديقي: "مدّ يدك و اقطف امرأة".
أيُّها الصديق الجاهل
الحبّ قطاع خاص
و لذلك علينا أن نفعل شيئًا.
________________________________
الخنجر
الرجل مات
الخنجر في القلب
و الابتسامة في الشفتين
الرجل مات
الرجل يتنزه في قبره
ينظر إلى الأعلى
ينظر إلى الأسفل
ينظر حوله
لا شيء سوى التراب
لا شيء سوى القبضة اللامعة
للخنجر في صدره
يبتسم الرجل الميت
و يربت على قبضة الخنجر
الخنجر صديقه الوحيد
الخنجر
ذكرى عزيزة من الذين في الأعلى
__________________________-
ثوب أزرق
قبل أن ترتدي ثوبها الأزرق
قبل أن تزور خالتها
ماتت الفتاة الجميلة
الثوب ما زال في الخزانة
و الخالة في قريتها
و الفتاة في القبر.
فأي شيء تحلم به الآن
لقد نظفت قبرها تمامًا
لقد جمّلته كما ينبغي
فأي شيء تحلم به الآن
بعد أن سرّحت شَعرها بأصابعها
و قصّت أظافرها بأسنانها
إنها تحلم.. إنها تحلم
بثوبها الأزرق
و زيارة خالتها
____________________
يدك
خمس قارات مغلقة
تنتظر أصابع يدك الخمسة
خمس قارات مفتوحة تنتظرني
عندما أضم أصابع يدك الخمسة
..
يدك في الشتاء
تراب مبلل بالمطر
و يدك في الصيف
سنبلة في حقل من الرماد
..
لا تفتحي يدك.. لا تفتحي يدك
فكل أغاني العالم ستنطلق منها
لا تغلقي يدك... لا تغلقي يدك
فكل أغاني العالم ستلتجئ إليها
..
يدك الطرية الدافئة
كقلبي
كيف أتركها تضيع كطائر
في غابة مليئة بالصيادين
_________________________________________________
وُلِدَ رياض الصالح الحسين في مدينة درعا في 10/3/1954 لأب موظف بسيط من قرية مارع في شمال حلب.
كان والده يتنقّل مع عائلته بين المدن السورية ثلاثين عامًا.
منعه الصمم و البكم من إكمال دراسته، فدأب على تثقيف نفسه بنفسه.
اضطر إلى ممارسة العمل مبكرًا، كعامل و موظف و صحفي، و عانى من مشكلة البطالة.
كان مستمرًّا في كتابة الشعر و الموضوعات الصحفية منذ عام 1976 حتى وفاته.
أصدر ثلاث مجموعات شعريّة في حياته:
خراب الدورة الدمويّة - مطابع وزارة الثقافة - دمشق 1979
أساطير يوميّة - مطابع وزارة الثقافة - دمشق 1980
بسيط كالماء واضح كطلقة مسدَّس - دار الجرمق - دمشق 1982
أنجز مجموعته الشعريّة "وعل في الغابة" قبل وفاته.
كتب في الشعر، القصة القصيرة، قصص الأطفال، المقالة الصحفية، و النقد الأدبي.
كتب عن الموت، و كتب في تمجيد الحياة كثيرًا.
توفي في مستشفى المواساة بدمشق عصر يوم 21/11/ 1982 وعمره 28 سنه