كيف تدمر مستقبل طفلك
------------------------ بقلم / إيمان الحسيني
هل تكذب أمام طفلك لتتهرب من سؤال محرج طرحه عليك ؟
هل تقنعه ببعض الأساطير والخرافات المتوارثة لكي ينفذ لك طلبا مثل أن يخلد إلى النوم أو يتناول طعامه بهدوء ؟
هل توجه له الشتائم كنوع من التدليل له ؟
هل تأمره بترك أمر ما ثم يراك تفعله دون إيجاد مبرر لذلك ؟
هل تستخف بعقلية طفلك وتقول أنه صغير ولا يفهم شيئا ؟
إذا كنت قد أجبت بنعم على الأسئلة السابقة فأحييك عزيزي القاريء ... لقد اعترفت صراحة بمشاركتك الفعالة في تدمير حياة طفلك ومستقبله ...
نعم أنت بفعل هذه الأمور تُدمر مستقبل طفلك دون أن تشعر .
للأسف تنتشر هذه العادة السيئة في مجتمعاتنا الشرقية ألا وهي معاملة الأطفال وكأنهم لا يفقهون شيئا مما نفعله أو نقوله نحن الكبار ... وهذا الاعتقاد أثبت خطأه الطب النفسي الحديث ... فالطفل في سنين عمره المبكرة يكون متلقٍ بالدرجة الأولى ويختزن كل ما يراه أو يسمعه بداخله وحسب طاقة إدراكه ، ولعلنا نتعجب إذا ما علمنا أن للأطفال خيال خصب وقدرة واسعة على ربط الأحداث ببعضها البعض لاستنتاج ماهو غير مفهوم بالنسبة لهم ... فلا تحاول أبدا أن تستهين بقدرة طفلك العقلية على فهم الأمور وتفسيرها ، ولا تتجرأ عليه بأن تعامله بمبدأ أنك الأكثر ذكاء وهو الأقل ذكاء لأن العكس هو الصحيح تمام ... نعم طفلك أذكى منك ولكنه يفتقد خبرتك في الحياة ليس إلا ....
إذا كذبت على طفلك سيعلم بطريقة أو بأخرى ... فلا تحزن إذا اكتشفت يوما أنه بدأ بالكذب عليك ، حاول ألا تستخدم الكذب معه بل ابذل قصارى جهدك محاولا تبسيط المعلومة أو الحقيقة لطفلك ، فهذا سيكون افضل بكثير من اكتشافه لكذبك فيما بعد .
إذا كنت تتشاجر أنت والأم أمامه بشكل مستمر ... فتوقع أن يكون مصير طفلك أحد الأمرين : إما أن يتملكه الخوف الشديد فينشأ جبانا ومنعزلا عن المجتمع ، أو أن يختزن مشاعر الانفعال بداخله ويبدأ في التعبير عنها وتنميتها خلال مراحل عمره المختلفة حتى تراه يتعارك مع أحد أقرانه ويفخر بأنه قد أذاه بشدة ... حاول ان تكون مشاكلك الزوجية مقتصرة عليك أنت وزوجتك بقدر الإمكان حتى لا يتفاعل معها طفلكما بشكل سيء .
إذا كنت تداعب زوجتك أما طفلك الصغير بحجة أنه لا يعي ما يحدث ... فلا تحزن إذا بدأت أخلاقه في الانحراف مبكرا ورأيته يمارس هذه الأفعال مع ابنة الجيران أو زميلة الدراسة ... الثقافة الجنسية يجب أن يبدأ الطفل في تعلمها منذ صغره ولكن بكميات معلوماتية تتناسب مع عمره وإدراكه للحقيقة حتى لا تكون معلوماته مشوهة عند الكبر نتيجة لما رآه وسمعه عن طريق الخطأ .
وأخيرا إذا كنت تحب طفلك فعلا حاول أن تجنبه الأخطاء التي وقع فيها أبويك أثناء قيامهما بتربيتك حى لا يُعاني مستقبلا مما عانيته أنت .
أما النصيحة الذهبية فهي أن تحاول مصادقة طفلك ... فالصديق في كثير من الأحيان يكون له دورا فعالا أكثر من الأب .
أرجوك حاول ألا تُدمر مستقبل طفلك ....