إذا لم يكن هذا حبا فماذا يكون؟

عندما يصير ذهنكِ مشغولا به طول النهار..وفي الليل يستولي علي عالم احلامكِ..ماذا يكون هذا؟

عندما تفتح لكِ الدنيا ذراعيها نشوى لمجرد نظرة رضا من عينيه .. عندما تظلم الدنيا وتدْلَهِمُّ السماء أول ما يغضب منكِ.. ماذا يكون هذا؟

عندما تخرجين في الصباح الباكر قاصدة عملك..والبرد قارص ،والجو قاتم ، وفجأة يرن المحمول..فتترددين في الرد ..إنك تشفقين على نفسك ..إذ يجب عليك أن تخرجي يديك من جيب المعطف الثقيل..وان تنزعي القفاز من يدك،حتى تستطيعين الرد...

لكن المحمول يرن دائما ويرن ويرن..فتحملين نفسك على الإجابة على مضض.. تخرجين يدك من جيب المعطف..فتلاحظين ان لون القفاز الاسود لا يتماشى مع لون المعطف البني الغامق..فتلومين نفسك ،لقد أخطأت الاختيار..كان الاولى بك أن تنتقي القفاز البيج أو البني الفاتح.....وتنسين أن المحمول ما زال يرن ويلح في الرنين ،تذهب عينك على سبيل العادة لمعرفة اسم المتصل..فترتعشين..وفي لحظة تنسين القفاز والمعطف والناس والدنيا كلها..وتفتح لك الحياة احضانها لتضمك بين نبضها والسماء...

ويأتيك الصوت العميق البعيد..فيتوقف الزمان و يتيه المكان ..يحملك الصوت الدافئ المملوء رجولة وثقة و حنانا الى سماء الاحلام

بعد المكالمة لن تحتاجي لا الى القفاز ولا الى وضع يديك في الجيوب..بل تعمدين الى المعطف تفتحين ازراره ، وقد اعترتك حرارة مفاجئة تحسينها في اطرافك وفي وجهك وفي حركاتك......

إن لم يكن هذا حبا فماذا يكون؟؟؟

سميرة