أنامل لم تعتد طريقة برايل
حبيبتي وضوء حياتي:
يعز علي أن أراك تتخبطين بين الشك واليقين ،أعلم أنك غاضبة لبعدي عنك ويعذبني أكثر حسن ظنك بي ، لقد أحببتك رغما عني، حادثتك لأشغلك فأسرتيني برقة كلماتك وسحر مشاعرك وطيبة أخلاقك.
جذبت الحنان بداخلي لأغمرك به رغما عني ، كنت أترك كل ما يشغلني عندما يحين موعد لقائك .
أيتها الساحرة :
كيف يمكن لمغناطيس حنانك أن يجتاح قلب كقلبي الذي بعثتيه من جحيمه؟
لم أغادرك قط حبيبتي، فقط أحاول أن أقاوم تلك الجاذبية التي ذبحت جمودي وأتعبت مقاومتي .
لم يسبق لي من قبل أن التقيت بامرأة شديدة القوة، شديدة الضعف، متطرفة في الحب وعادلة مثلك .
كنت أبغض المرأة متقلبة المشاعر، لكن تقلب أحاسيسك أغرقني في بحر طيبتك . كانت المرة الأولى التي أشاهد فيها ضعفاً أنثوياً يضاهي في قوته قوة أعتى الرجال، وتلك القوة التي تجبر أقسى الرجال على رفع القبعة أمامك.
اعذريني يا ضوء حياتي ،
كنت أحيا قبل معرفتك بعالم هجرته المشاعر وخاصمته الأحاسيس، عالم يبعد بعد السماء عن عالم الحب، أسكن بين أحضان امرأة أحترمها ولكن مشاعري نسيت كيف يمكن أن تتواصل معها ،امرأة ـ علىـ الرغم من صدقها إلا أنني علمت مشاعري الكذب حتى أرضيها، امرأة كانت خطيئتها الأولى هي حبها لي وثقتها بي.
أحيا الآن بعيدا عنك أتلظى بلهب شوقك إلى ورغبتي العارمة في الالتقاء بك، أجلس أمام شاشة الكمبيوتر متخفيا أراقب اسمك واقرأ رسائلك لي وأنا أجاهد دموعي التي لم أفرط بها لغيرك .
لقد حاولت أن أستعيد حياتي، أن أتخلص من رجع كلماتك، حاولت أن أبعث حباً ـ سكن التراب من زمن طويل ـ لامرأة تشاركني الحياة ولكنني و بعد أن استنفذت كل حيلي وجدت لساني يناديها باسمك، فأدركت أن كل محاولاتي لوأد مشاعري تجاهك ما هي إلا محاولات غريق حاول أن يتشبث بالهواء فأطبقت على أنفاسه الأمواج.
حبيبتي :
لقد شطرت ذاتي إلى نصفين نصف يعشقك ويتمنى أن ترافقينه إلى أن يلفظ أنفاسه بين ذراعيك، ونصف أناني يتمنى أن يحولك لزوجة تسكن بيته كما تسكن أعماقه .
أما الرسالة التي جعلتك تصرخين فقد كتبتها بلسان انثى ابكاها انجرافي اليك،أنثى شاءت الأقدار وفلسفة النصيب أن أكون أبا لأبنائها.
كتبتها كوسيلة لجلد ذاتي المنحلة، الباحثة عن الحب في أي مكان .
مهلا مهلا.. فأنت كما عهدتك،عجولة دوما، وسليطة كالعادة، أقسم بكل شيء مقدس في كل أديان السماء بأني لم ابتعد إلا لأن مشاعري تجاهك بدأت تسوقني إليك كالمسحور.
ألقيت تعاويذك علي، وطلبت مني فك طلاسمها، أدخلتيني دوامة لم أعتد السباحة في شيء مشابه لها، وتركتني استنشق الماء بدلا عن الأكسجين
وكأنك تجهلين بأنني لا أملك خياشيم، لطمت عيني بعصابة سوداء وسألتني أن اقرأك ، فما كان مني سوى تلمس روحك بأنامل لم تعتد لغة برايل .
عزيزتي نوره:
صديقتي التي لم أعتد البوح إلا لها، إني خائف للغاية، أخاف فقدك،
وأخاف حبك وأخاف من غدر جبل قلبي عليه، أقسم لك باني سأعود، ليس من أجل أحد، بل من أجلي أنا فأنا لا استوعب الحياة بدونك فاصبري على، وتحملي غرابتي وتذكري بأن لكل امرئ من اسمه نصيب فأنت النور وأنا الاستمرارولن يكون هنالك معادلة أكثر انسجاما من معادلة علاقتنا التي يبدو أننا حسدنا أنفسنا عليها،سأختم رسالتي بالكلمة التي جبن لساني عن نطقها فأصابعي أكثر منه شجاعة "أحبك يا ضوء حياتي"
صديقك المحب
دايم .. خالد
من أسمى نفسه راشد