| يا أعزائي ...إنها أمي الحبيبة! | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ياسمين عبدالله
عدد الرسائل : 46 العمر : 104 الجنسية : كويتية تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: يا أعزائي ...إنها أمي الحبيبة! الجمعة 12 ديسمبر 2008, 6:06 pm | |
| . . حاولنا ، كل على قدر استطاعته ، أن نعتني بأمنا الحبيبة . لقد تنقلت بين بيوتنا – نحن أولادها الخمس وبناتها الاثنتان – وما كنا لنضيّع تعبها السنين الطوال ؛ سهرها على راحتنا وتحملها ضنك العيش والفقر -هي وأبي رحمه الله -من أجلنا فــ نكون كما نحن الآن: أنا مهندس مدني ، عمري الآن أربعون عاما ، إخواني الأربعة ، معلمين والثالث لم يفلح في دراسته لكنه رجل أعمال ناجح والرابع طبيب جراح. كما ترون ، لقد تعبت أمي من أجلنا حتى أصبحنا نحن ، ومستحيل ، مستحيل أن ننساها أو نبخسها حقها ، إنها أمي الحبيبة ، أمي أيها الأعزاء. كانت بداية انتكاستها يوم كسرت ساقها ورقدت في السرير لا تستطيع الحراك ، وقد اعتنت بها زوجتي أيما اعتناء مما جعلني أعجب من كلام الطبيب حين زارها وقال أن لا فائدة من قدمها الآن ، وإنها لن تستطيع المشي مرة أخرى لأنها أهملت العلاج الطبيعي . سامحك الله يا أمي ، تقولين أن أحدا لم يأخذك للمستشفى ! وأنك كلما قلت لأحدنا كان إما مشغولا أو في سفر ، سامحك الله يا امي ! كان عليّ أنا -بحكم أنني الابن الأكبر- أن تبقى في منزلي ، وأن أعتني بها ، لكنه الطبيب مرة أخرى ، في زيارته الثانية قال بوجوب تحويل أمي إلى المستشفى لوجود تسلخات وتقرحات في الجلد في مناطق في جسدها . مرضٌ غريب ...هه؟ نعم ، لا أعلم كيف حدث هذا المرض لأمي الحبيبة ! أدخلناها المستشفى الحكومي ، وكنا كل يوم نتجمع وزوجاتنا وأبنائنا حولها ، نؤانس وحدتها ، ونتحدث معها حول مجريات الدنيا .. كانت سعيدة باجتماعنا ، وهي ترانا حولها محلقين ...فــ تتبادل معنا أطراف الحديث ، لكنها وبعد مضي فترة من الوقت أصبحت تكتفي بالابتسامة المشرقة التي تضعها على شفتيها ، كانت تحب اجتماعنا ووجودنا مع بعض حولها .ومع مرور الوقت كانت تغطي وجهها بالشرشف الأبيض وتسكن صامتة ، لم تكن تقاطعنا وتكتفي بالاستماع إلينا ونحن حولها ، إنها امي الحبيبة . لكنه هذا الطبيب الذي لا ينفك يجلب لنا الأخبار البغيضة .. جاء في ذلك اليوم طالبا منا أن نترك الغرفة لأننا أزعجنا المريضة . أي مريضة يا دكتور ؟! انها امي ، أمي الحبيبة ! لكن المفاجأة أنه قال أن أمي انتقلت منذ ثلاث أيام لغرفة رقم " 14" وهذه المريضة امرأة عجوز أخرى ..تحملتنا يومين ولكنها لا تستطيع أكثر .. سامحك الله يا أمي ، لم تقولي لنا أنهم غيروا الغرفة ! هرولنا جميعا خارجين نحو الغرفة "14" انا وإخوتي وزوجاتنا وأبناؤنا، إنها أمي الحبيبة ، إنها أمي الحبيبة .
. . . 11/12/2008
| |
|
| |
حنين محمود
عدد الرسائل : 272 العمر : 42 الجنسية : مصرية تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: يا أعزائي ...إنها أمي الحبيبة! الجمعة 12 ديسمبر 2008, 8:06 pm | |
| قصة واقعية جدا تحدث كثير لكن التفرد هنا في القدرة الهائلة على تحويلها إلى دراما تشعرنا بصدق تناولها حتى إننا لنخالها سيرة ذاتية لفرط صدقها وتعاطفنا مع شخوصها خاصة الشخصية الساردة أستاذة ياسمين أهلا بكي هنا وكل عام وحضرتك طيبه بمناسبة عيد ميلادك | |
|
| |
رشا صابر
عدد الرسائل : 379 العمر : 42 الجنسية : مصرية تاريخ التسجيل : 04/07/2008
| موضوع: رد: يا أعزائي ...إنها أمي الحبيبة! السبت 13 ديسمبر 2008, 3:59 am | |
| قصة جميلة جدا يا أستاذة ياسمين ما شاء الله كل سنة وحضرتك طيبة وعقبال مية سنة يارب | |
|
| |
عصام الزهيري مشرف قسم القصص والروايات
عدد الرسائل : 460 العمر : 51 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: يا أعزائي ...إنها أمي الحبيبة! الأحد 14 ديسمبر 2008, 2:17 am | |
| المبدعة ياسمين عبدالله مرحبا بك كاتبة لها حضورها الإبداعي المميز بين مبدعي الفضاء قصتك تضع القارئ على حافة دهشة عميقة وتستخدم تقنية انقلابية (النهاية المفاجئة) لتنطق في سخرية غير المعلن أو المسكوت عنه في خطاب العلاقات المجتمعية. كان هذا بالفعل هو "الخبر البغيض" الذي حمله الطبيب، ليس خبر الموت الذي يحمله عادة، ودلالة وصف "البغض" هنا واضحة لأنه خبر لا يقل وطأة ولا كابوسية عن خبر الموت، فالموت ليس رحيلا فقط أو عملية مادية فيزيقية فقط، فهناك ما هو أقسى منه وهو الموت المعنوي، ألا يصبح أحد معنيّ بنا، أو أن تموت أشياء ومشاعر أخرى لا تقل أهمية ولا تنفصل عن الحياة نفسها قيمة ودلالة. القصة أيضا تغازل العبث في إثباتها لحضور عائلي (يصفه السارد بالسعيد) حول عجوز غريبة باعتبارها الأم، محض حضور جسدي خال من الروح حول عجوز بدافع الواجب لكنه مفرغ من المعنى الإنساني الحميم، معنى الصلة والتقارب والالتفاف والتآزر ضد المرض. هذه العبارة فقط حاولت أن تعقلن الخطأ فخففت حدة العبث: "ومع مرور الوقت كانت تغطي وجهها بالشرشف الأبيض وتسكن صامتة" وشخصيا كنت أفضل أن تظل المفارقة العابثة حاضرة بكل حدتها دون محاولة التخفيف منها.
| |
|
| |
جوتيار تمر
عدد الرسائل : 78 العمر : 52 الجنسية : العراق تاريخ التسجيل : 16/08/2008
| موضوع: رد: يا أعزائي ...إنها أمي الحبيبة! الأحد 14 ديسمبر 2008, 8:00 pm | |
| نص ينهل معينه من الواقع العياني، يمتح من واقع نفسي متصل بتجربة ذاتية يحرك مخاضها السؤال الوجودي ، النص في نظري مكاشفة أقرب إلى البوح اليومي في السيرة الذاتية.
محبتي جوتيار | |
|
| |
ياسمين عبدالله
عدد الرسائل : 46 العمر : 104 الجنسية : كويتية تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: رد: يا أعزائي ...إنها أمي الحبيبة! الإثنين 15 ديسمبر 2008, 1:10 pm | |
| - حنين محمود كتب:
- قصة واقعية جدا تحدث كثير لكن التفرد هنا في القدرة الهائلة على تحويلها إلى دراما تشعرنا بصدق تناولها حتى إننا لنخالها سيرة ذاتية لفرط صدقها وتعاطفنا مع شخوصها خاصة الشخصية الساردة
أستاذة ياسمين أهلا بكي هنا وكل عام وحضرتك طيبه بمناسبة عيد ميلادك شكرا لك حنين محمود ، وكل عام وانت بألف خبر وعافية حبيبتي
كل الشكر على الكلمات الطيبة ، لك دائما كل الحب .
ياسمين | |
|
| |
ياسمين عبدالله
عدد الرسائل : 46 العمر : 104 الجنسية : كويتية تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: رد: يا أعزائي ...إنها أمي الحبيبة! الإثنين 15 ديسمبر 2008, 1:14 pm | |
| - رشا صابر كتب:
- قصة جميلة جدا يا أستاذة ياسمين ما شاء الله
كل سنة وحضرتك طيبة وعقبال مية سنة يارب مية كثير يا رشا ، لكن لو كنت بكامل قواي العقلية والجسدية مافي مانع : ) لك كل الشكر للكلمات الطيبة ، وأسعدني وجود أسمك وحضورك غاليتي
كل الحب ، وكوني بخير دائما
. . | |
|
| |
دكتور : محمد ربيع هاشم Admin
عدد الرسائل : 1663 العمر : 54 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: يا أعزائي ...إنها أمي الحبيبة! الإثنين 15 ديسمبر 2008, 10:33 pm | |
| القاصة ياسمين بداية أرحب بكِ بيننا في فضاء الإبداع مبدعة حقيقية ، وإضافة كبيرة له القصة في رأيي تشبه كثيرا قصص السيرة الذاتية ، موقف أو ذكرى حدثت أو هكذا صورت ويعبر عنه السارد بطريقة حكائية مستخدما تقنيات الاستدعاء والمفردات اللغوية المؤثرة ، ومحاولة صنع مفارقة في النهاية تدعو للإدهاش ، لكنني ألاحظ : أولا : تعمد التحدث بصوت السارد المذكر يكاد يكون ملمحا متكررا في العديد من قصصك ، وأحاول تبرير هذا الاستخدام فقد وجدته في قصص عديدة لك ولا أجد تبريرا ، وفي رأيي القصة هنا كانت مليئة بشخوص منهم المؤنث التي كان من الممكن استخدامها كسارد دون أن يؤثر ذلك تماما في أحداث أو نسيج القصة ، وكان أجدى وأقرب للمتلقي فعل ذلك عن تكرار استخدام السارد المذكر. ثانيا : بناء القصة وهذا ملمح آخر يبدو في العديد من قصصك يعتمد سرعة فائقة ولهاثا للأحداث والسرد ، وينأى بذلك في رأيي عن دقة التعبير عن كوامن النفس البشرية من مشاعر وأحاسيس تستلزم أحيانا الوقوف هنيهة لاجترارها ومحاولة التعبير عنها بشيء من التدبر والمعالجة التقنية .. بدلا من السرعة في الوصف والسرد والتي تشعر أحيانا وكأن القصة حمل ثقيل لابد من التخلص منه بأسرع وقت وبلهاث عظيم. ثالثا : الأسلوب التعبيري في القصة ونتيجة لما قلناه في ثانيا يركن كثيرا ناحية الركاكة والتعبير العادي جدا الغير مملوء بالدلالات اللغوية والصياغة المحكمة ، وهذا أثر كثيرا عليها وجعلها تبدو وكأنها عمل وصفي لا أدبي ، أو كأنها مذكرات لا قصة تعتمد أدب السيرة الذاتية شكرا لك | |
|
| |
ياسمين عبدالله
عدد الرسائل : 46 العمر : 104 الجنسية : كويتية تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: رد: يا أعزائي ...إنها أمي الحبيبة! الثلاثاء 16 ديسمبر 2008, 6:58 pm | |
| . حياك الله أستاذ عصام الزهيري قراءة تدل على كاتبها ،وقدرته على الإلمام بالتفاصيل التي لم تكتب وكانت بين السطور ، كنت سعيدة وأنا أقرأ كل كلمة كتبتها هنا . "مع مرور الوقت كانت تغطي وجهها بالشرشف الأبيض وتسكن صامتة "، هذه الجملة أنا أحتاجها لأدفع الأحداث أستاذي الكريم ، فهي الــ عذر لعدم علم أولادها بانتقالها لغرفة أخرى ..
أرحب برأيك دائما ، وشاكرة حضورك
كل الود والاحترام . .
| |
|
| |
ياسمين عبدالله
عدد الرسائل : 46 العمر : 104 الجنسية : كويتية تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: رد: يا أعزائي ...إنها أمي الحبيبة! السبت 27 ديسمبر 2008, 1:24 pm | |
| - جوتيار تمر كتب:
- نص ينهل معينه من الواقع العياني، يمتح من واقع نفسي متصل بتجربة ذاتية يحرك مخاضها السؤال الوجودي ، النص في نظري مكاشفة أقرب إلى البوح اليومي في السيرة الذاتية.
محبتي جوتيار أهلا بك الأديب جوتيار أسعدني رأيك فـــ شكرا لك حضورك وكلماتك .
كل الود والاحترام
. . | |
|
| |
ياسمين عبدالله
عدد الرسائل : 46 العمر : 104 الجنسية : كويتية تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: رد: يا أعزائي ...إنها أمي الحبيبة! السبت 27 ديسمبر 2008, 2:34 pm | |
| . أنا من يشكرك أستاذنا الدكتور محمد ربيع هاشم لدعوتي لفضاء الإبداع ، ألتقي ثلة من أقلام المبدعة الرائعة التي لم يحالفني التواجد معها فـــ ألتقيها قبل الآن.فشكرا لك . - اقتباس :
- أولا : تعمد التحدث بصوت السارد المذكر يكاد يكون ملمحا متكررا في العديد من قصصك ، وأحاول تبرير هذا الاستخدام فقد وجدته في قصص عديدة لك ولا أجد تبريرا ، وفي رأيي القصة هنا كانت مليئة بشخوص منهم المؤنث التي كان من الممكن استخدامها كسارد دون أن يؤثر ذلك تماما في أحداث أو نسيج القصة ، وكان أجدى وأقرب للمتلقي فعل ذلك عن تكرار استخدام السارد المذكر.
كأن الكلمات تخبرني أنك قرأت قصصا أخرى لياسمين ، وقد أبهجني هذا الأمر كثيرا ، ولكن من المؤكد أنك أيضا قرأت بعض قصصي التي جاءت بصوت الطفل أو الطفلة أوالمرأة أوالرجل ...هنا أيها الكريم معي أنا اهتم بالحدث والفكرة وأي الشخصيات القادر فعلا على إيصال تلك الفكرة .. فإن كانت أغلب كتاباتنا خيال ...فلماذا لا تكون بصوت الآخر إن كنت قادرة على التعبير على لسانه... هذه القصة ...ساخرة ، وليس أكثر سخرية أن يتحدث المرء عن اخفاقاته أو عيوب في تصرفاته ولكنه لا يراها ، بل هو ممعن في إيجاد العذر لنفسه ... هي قصة ساخرة ، لو كتبتها بصوت الأم مثلا أو تلك المريضة الأخرى ، ستختلف الفكرة ...تنقلب إلى تراجيديا ... - اقتباس :
- ثانيا : بناء القصة وهذا ملمح آخر يبدو في العديد من قصصك يعتمد سرعة فائقة ولهاثا للأحداث والسرد ، وينأى بذلك في رأيي عن دقة التعبير عن كوامن النفس البشرية من مشاعر وأحاسيس تستلزم أحيانا الوقوف هنيهة لاجترارها ومحاولة التعبير عنها بشيء من التدبر والمعالجة التقنية ..
نعم ، هي أنا ، ...ولكنه أسلوب كتابة ، تأتيني الفكرة ...فهل أبدأ بــ : كانت السماء تغمض أجفانها عبر الغيوم المتراكمة والشمس تطفئ وهج النهار في البحر وهو واقف يتأمل ظلها المنسحب عبر المدى البعيد.. -سأكتب قصة الآآآن والفضل لك - أم اكتب وقف على ظلها المنسحب ..لو استطاع أن يمسك السراب لأوقف انسحاب الظل المبتعد ...والثانية هي أنا ....تقول ما الفرق ..أقول لك ..انا انطلق دائما وغالبا من الشخصية...لا من المكان ولا من الآخر في القصة ..أحاول أن أغير اسلوب الكتابة ...أحاول أن أطور أدواتي ...لعلي أنال رضاك ورضا من يحب أن يراني دائما بصورة أكمل من الأصدقاء والصديقات الذين أكن لهم كل الود فشكرا لملاحظتك ، ولعل في القادم ما هو أجمل .. - اقتباس :
- ثالثا : الأسلوب التعبيري في القصة ونتيجة لما قلناه في ثانيا يركن كثيرا ناحية الركاكة والتعبير العادي جدا الغير مملوء بالدلالات اللغوية والصياغة المحكمة ، وهذا أثر كثيرا عليها وجعلها تبدو وكأنها عمل وصفي لا أدبي ، أو كأنها مذكرات لا قصة تعتمد أدب السيرة الذاتية
هو رأيك وأنا احترمه ، ولن أناقشك أبدا ......أنا مهما قلت أظل أتحدث عني ، إذا أدافع عن نفسي ....ستقول بالتأكيد ستقولين هذا ...تمدحين نفسك ، يا سيدي أنا أحب العبارات البسيطة...كما قلت لك ، أسلوب الكتابة. شكرا لك د.محمد ربيع هاشم ، وسعيدة أنني بينكم ومعكم . كل الود | |
|
| |
| يا أعزائي ...إنها أمي الحبيبة! | |
|