فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حمدي أبوجليل بعد حصوله على جائزة الجامعة الأمريكية : انتهى زمن تقديس الرواية!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عصام الزهيري
مشرف قسم القصص والروايات
عصام الزهيري


عدد الرسائل : 460
العمر : 51
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

حمدي أبوجليل بعد حصوله على جائزة الجامعة الأمريكية : انتهى زمن تقديس الرواية! Empty
مُساهمةموضوع: حمدي أبوجليل بعد حصوله على جائزة الجامعة الأمريكية : انتهى زمن تقديس الرواية!   حمدي أبوجليل بعد حصوله على جائزة الجامعة الأمريكية : انتهى زمن تقديس الرواية! I_icon_minitimeالثلاثاء 23 ديسمبر 2008, 11:09 pm

[


أجرى الحوار: حسن عبدالموجود

جاءت جائزة الجامعة الأمريكية بالنسبة لحمدي أبو جليل في موعدها،‮ ‬فقد آمن بأن كتابته لا تصلح للجوائز لأنها ليست علي مقاس النقد السائد‮:"‬ربما سأغيٌر فكرتي بعد الجائزة‮" ‬كما أنها ستمنحه طاقة للاستمرار‮:"‬إمكانية الاستمرار طوال الوقت كانت تماثل إمكانية‮ ‬التوقف‮"..‬
حمدي ساخر بطبعه،‮ ‬لا يتردد في السخرية حتي من نفسه،‮ ‬وكابوسه الأول أن يصبح مستقبلا‮ ‬من ضحايا الأدب‮:"‬أحد أبرز ملامح ضحية الأدب أنه أكثر حرقة ودفاعا‮ ‬عن الأدب من الأدباء الحقيقيين،‮ ‬وهو يعتبر أن الكتابة هي همٌه الأول والأخير،‮ ‬غير أنه يشبه واحدا‮ ‬من جمهور الكرة الذي يجلس في المدرجات وينفعل ويطالب اللاعب بركل الكرة كما يفكر،‮ ‬مع أن لاعب الكرة يفهم أكثر منه،‮ ‬علي الأقل لأنه يعمل في ميدانه‮"!‬
يري حمدي أن زمن تقديس الرواية انتهي‮:"‬الآن باستطاعة أي شخص أن يكتب رواية لأنها تخففت من شروطها القديمة‮" ‬ومع هذا يري أن الكتابة الجديدة امتداد لكتابة محفوظ وجيل الستينيات‮!‬
في الحوار التالي يتحدث حمدي عن مرجعيته الروائية،‮ ‬وتأثير الستينيين عليه،‮ ‬وأسباب توقفه عن كتابة القصة القصيرة،‮ ‬وطبعا‮ ‬أهمية جائزة الجامعة الأمريكية بالنسبة إليه‮.‬
لم تحظ روايتك الفائزة‮ "‬الفاعل‮" ‬بتقدير البعض ممن أعجبتهم روايتك الأولي‮ "‬لصوص متقاعدون‮"‬،‮ ‬وهم يرون أنها مجرد محاولة لكتابة محطات من سيرتك الذاتية‮..‬ما رأيك؟‮!‬
بطل الرواية هو حمدي أبو حامد عيسي صقر أبو جليل‮. ‬كنت أتوقع أن يفكٌر من يقرأ الرواية أن هناك هدفا‮ ‬من وراء استخدام اسمي،‮ ‬فقد كان من الممكن أن اسمي البطل جمعة محمد جمعة‮. ‬كان الهدف أن أنظر إلي نفسي باعتباري شخصا‮ ‬آخر،‮ ‬لم أكن أرغب في كتابة السيرة الذاتية،‮ ‬ولكن أبحث عن قانون يفسٌر لي ما حدث،‮ ‬وأنا مؤمن بأن قانون الكتابة مختلف عن قانون الحياة‮!‬
لم تأت بجديد في هذا فدخول المؤلف،‮ ‬أو الكتابة علي الكتابة شيء موجود ومتعارف عليه‮!‬
لم أكن أفكر في عمل شيء جديد،‮ ‬الذين يبحثون عن أشياء جديدة في الكتابة أشخاص مرفٌهون،‮ ‬ما أكتبه يكون بالشكل الذي توافق عليه الناس،‮ ‬أريد أن أكون مسموعا،‮ ‬أحد دوافع التجديد في الكتابة العجز عن الوفاء بشروط النموذج القديم،‮ ‬الحرافيش،‮ ‬الأخوة كرمازوف،‮ ‬البحث عن الزمن المفقود‮.‬
هل تقصد الوفاء للشكل؟‮!‬
الوفاء للشكل وللأفكار الوجودية العظيمة،‮ ‬القدرة علي رصد الحياة بتشابكاتها وأسطوريتها،‮ ‬وإن كان الشكل أبرز التجليات‮.‬
وهل يمكن أن تكون مهما‮ ‬بجائزة؟‮!‬
لا،‮ ‬ولكن أنت لا تستطيع أن تنكر أن الجائزة المهمة الذائعة تكون مفيدة للعمل،‮ ‬لقراءته،‮ ‬لكن تظل محدودة،‮ ‬هي تشيع نوعا‮ ‬من الثقة في العمل،‮ ‬ولكن تظل الثقة مشروطة بالعمل ذاته‮..‬
‮ ‬ماركيز كتب مقالا‮ ‬مهما‮ ‬عن الذين تجاوزتهم نوبل وأصبحوا عظماء،‮ ‬والذين حصلوا عليها وذهبوا إلي طي النسيان‮..‬هل تقصد ذلك؟‮!‬
نعم،‮ ‬وهذا يثبت أن الأهمية مرتبطة بالعمل لا بالشخص،‮ ‬الجائزة توفٌر الفرصة المناسبة،‮ ‬وعلي العمل أن يثبت نفسه،‮ ‬وأنا شخصيا‮ ‬تقدمت إلي جوائز وعملت الأداءات التي توفر لي فرصة الفوز،‮ ‬ومنها جائزة الإبداع العربي بالشارقة،‮ ‬حيث حذفت عددا‮ ‬من قصص المجموعة التي تقدمت بها،‮ ‬وهي القصص الأقرب إلي فكرة الفن،‮ ‬وأنت حينما تتقدم إلي جائزة وتعلم أن لها شروطا‮ ‬خاصة،‮ ‬رقابية مثلا،‮ ‬لا يصح أن تتقدم ثم تهاجم القائمين علي الجائزة وتقول لهم أنك ترفض الرقابة‮!‬
وما الذي تعنيه بالنسبة إليك جائزة الجامعة الأمريكية؟‮!‬
كدت أن أتصالح مع فكرة أن ما أكتبه بعيد عن شروط الجوائز،‮ ‬ولكن جائزة نجيب محفوظ جاءت في الوقت المناسب لتكسر بداخلي هذه الفكرة،‮ ‬وعموما‮ ‬الجائزة كبيرة ومجد أن ترتبط باسم الراحل العظيم نجيب محفوظ‮.‬


هل حدث لك هاجس بأنك لن تحصل علي جائزة بعد تسريب خبر عن حصولك علي التشجيعية وسحبها منك في آخر لحظة؟‮!‬
لا،‮ ‬ولكن بعد فشل‮ "‬لصوص متقاعدون‮" ‬في الحصول علي جائزة بدأت في إيجاد مبررات لعدم حصول كتابتي علي جوائز،‮ ‬أنا أكره فكرة أنني مظلوم،‮ ‬ولهذا قلت لنفسي إن تلك الكتابة ليست علي مزاج النقد السائد‮!‬
أنت مهتم بفكرة تغليف كتابتك بالسخرية،‮ ‬وهو ما يخرجك عن خط الفنيات أحيانا‮..‬ألم تفكر في ذلك؟‮!‬
أنا لا أفهم فكرة الفنيات،‮ ‬ما أريده وأحبه هو الضحك في حد ذاته،‮ ‬ليست السخرية السوداء المرٌة،‮ ‬لكن البيضاء الحلوة،‮ ‬القهقهة العالية كما قال محمد بدوي،‮ ‬ومشكلتي تظهر حينما أشعر أثناء الكتابة أنني‮ ‬غير متمكن من النبرة المرحة الخفيفة الضاحكة،‮ ‬وأكاد أقول إن الرواية فن قرين السخرية،‮ ‬وليست صدفة أن يكون الساخرون أمثال ميجل دي ثربانتس أعظم الأدباء علي مر التاريخ،‮ ‬السخرية ليست خيارا،‮ ‬إنها لون العينين بتعبير إبراهيم أصلان،‮ ‬وانتفاؤها يفقد الأدب شيئا‮ ‬كبيرا‮ ‬من بريقه،‮ ‬السخرية أيضا‮ ‬تحافظ علي مسافة مناسبة بينك وبين الكتابة وتمنحك القدرة علي الوصول إلي الكاركتر الموجود بداخلك وداخل الآخرين،‮ ‬لا أريد أن أجزم بذلك ولكنها تقرٌبك جدا‮ ‬من هذا‮! ‬
تصرٌح دائما‮ ‬بأن ميلان كونديرا هو مرجعيتك،‮ ‬وكونديرا يستمد سخريته من نقده اللاذع لخصومه سواء الشيوعيين أوالأدباء،‮ ‬مثل إطلاقه اسم‮ "‬تولستوي‮" ‬علي كلب فتاة بروايته‮ "‬خفة الكائن التي لا تحتمل‮"..‬ألا تبدو المرجعية‮ ‬غريبة في ظل انتهاجك شكلا‮ ‬آخر للسخرية؟‮!‬
طبعا‮ ‬كونديرا يبحث دائما‮ ‬عن شيوعي ويسخر منه،‮ ‬مثل شخصية عالم النباتات في‮ "‬فالس الوداع‮" ‬الذي اعتلي المنصة وبدلا‮ ‬من أن يتحدث في أبحاثه العلمية قال إنه مضطهد في بلده،‮ ‬أنا لا أفهم سخرية الانتقاد،‮ ‬السخرية وسيلة للفهم بموضوعية وبمنتهي الحنان،‮ ‬حتي نايبول حينما كان يسخر من بلده تريناند كنت أري في سخريته نوعا‮ ‬من الحب‮!‬
هل تري أن كونديرا مظلوم بربط البعض كتابته بمهاجمة النظام الشيوعي المنهار؟‮!‬
هو مظلوم علي مستوي أنه لم يحصل علي جائزة نوبل،‮ ‬ولكن النموذج الذي قدٌمه في الرواية لبٌي شيئا‮ ‬عند الكتاب الجدد،‮ ‬أثار استفزازهم،‮ ‬لبي شيئا‮ ‬في طريقة الحكي والسخرية،‮ ‬نزع القداسة عن النص المكتوب،‮ ‬أصبح ممكنا‮ ‬أن يعلن الكاتب فشله ويسخر حتي من نفسه،‮ ‬صحيح أنه طبٌق طريقته علي مشروع قديم،‮ ‬مثل تحويله الدائم للبنت إلي معادل لمأساة بلده التشيك،‮ ‬والسخرية من الشيوعيين إلا أن الأسلوب الذي ابتكره،‮ ‬لا،‮ ‬دعني أقول إن النظام الذي اخترعه لبٌي شيئا‮ ‬كبيرا‮ ‬في اللحظة الراهنة،‮ ‬والدليل ترجمته للعربية،‮ ‬وأنا شخصيا‮ ‬أعلم أنه من الكتاب الذين سيظلون يعانون بسبب معاملته علي خلفية سياسية لا ككاتب،‮ ‬وهو ما حدث في فرنسا مثلا‮!‬
ألم يحن الوقت لتغيير نظرتنا إلي نوبل بعد حصول لوكليزيو عليها؟‮!‬
حصول لوكليزيو علي نوبل ينبغي أن يزيل تماما‮ ‬من أذهاننا أية أوهام ارتبطت بتلك الجائزة‮. ‬بعد حصول ف.س.نايبول عليها استمررنا في الصياح،‮ ‬وقلنا إنه كاتب يهاجم الإسلام،‮ ‬ولهذا السبب حصل علي نوبل،‮ ‬ولكن لوكليزيو مضطهد في أوروبا من المنظمات الصهيونية بسبب دفاعه عن العرب،‮ ‬تقريبا‮ ‬مشروعه منقسم بين الدفاع عن عدالة القضية العربية وما يتعرض له الهنود الحمر في أمريكا اللاتينية،‮ ‬وأعتقد أن تحميل المشروع الإنساني علي قضايا السياسة شيء قاتل،‮ ‬وآن الأوان لنكف عن ترديد أوهامنا‮!‬



الأخبار 14/12/2008
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عصام الزهيري
مشرف قسم القصص والروايات
عصام الزهيري


عدد الرسائل : 460
العمر : 51
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

حمدي أبوجليل بعد حصوله على جائزة الجامعة الأمريكية : انتهى زمن تقديس الرواية! Empty
مُساهمةموضوع: رد: حمدي أبوجليل بعد حصوله على جائزة الجامعة الأمريكية : انتهى زمن تقديس الرواية!   حمدي أبوجليل بعد حصوله على جائزة الجامعة الأمريكية : انتهى زمن تقديس الرواية! I_icon_minitimeالثلاثاء 23 ديسمبر 2008, 11:24 pm


2


وهل بدأ يتضح في ذهنك مشروعك الروائي،‮ ‬خاصة بعد روايتك الثانية التي اعتمدت مثل سابقتها علي السخرية وخروج الراوي من السرد للتعليق علي ما يحدث؟‮!‬
لا أفهم كلمة المشروع،‮ ‬ولكن بالنسبة لي فإن إمكانية الاستمرار في الكتابة ظلت دائما‮ ‬تعادل إمكانية التوقٌف عنها،‮ ‬فأن تكون كاتبا‮ ‬فقط في ذلك المجتمع شيء مؤذ وصعب،‮ ‬ومهما بلغ‮ ‬اهتمامك بالكتابة وولعك بها تظل مجرد هاوي،‮ ‬وعليك أن تقيس ذلك بعدد الساعات التي توفرها للقراءة والكتابة،‮ ‬ولكن بعد‮ "‬الفاعل‮" -‬التي اعتبرتها روايتي الأولي‮- ‬شعرت بأنني أستطيع المواصلة،‮ ‬هناك تجارب مررت بها وأريد كتابتها،‮ ‬الدافع الأبرز طرافتها وقدرتها علي إثارة الضحك مع أنها شديدة الجدية أيضا،‮ ‬أريد أن أفهم هذه التجارب،‮ ‬وأجد قانونا‮ ‬يفسرها،‮ ‬أربع تجارب بالتحديد،‮ ‬لو أنني كتبتها أكون حققت كل ما أحلم به،‮ ‬سمٌها مشروعا،‮ ‬سمٌها‮ "‬عبط‮"‬،‮ ‬الأمر سيان عندي‮!!‬
بعد إصدارك لمجموعتين‮ "‬أسراب النمل‮" ‬و"أشياء مطوية بعناية فائقة‮" ‬بدا كما لو أنك نسيت القصة القصيرة تماما‮..‬لماذا؟‮!‬
لم أنسها،‮ ‬لا أقول ذلك علي سبيل الولع بها أو تقديسها،‮ ‬ولكن لديٌ‮ ‬رغبة دائمة في كتابتها،‮ ‬وعندي تجارب تصلح،‮ ‬لكن الكسل يمنعني في الأغلب،‮ ‬خاصة وأن كل شيء يصلح لأن تضمٌنه في رواية تفكٌر بها،‮ ‬أي فكرة،‮ ‬أي شخص،‮ ‬خاصة وأنك لا تربط نفسك ببناء كاتدرائي صميم،‮ ‬وفي البناء المفكك تجد شرعية لدخول كل شيء،‮ ‬كما أنني حينما أنشغل بشيء لا أستطيع الانشغال بشيء آخر،‮ ‬أنا هاو ولا أستطيع إنجاز شيء معين في عدد ساعات معينة،‮ ‬أحيانا‮ ‬أكون منشغلا‮ ‬بشيء ما لأيام طوال‮ ‬غير أنني أيضا‮ ‬قد لا أكتب حرفا‮ ‬واحدا‮ ‬خلال هذه الأيام،‮ ‬أحيانا‮ ‬أكتئب،‮ ‬وأحيانا‮ ‬تنتابني لحظات من السعادة‮ ‬غير أن الحالتين لا تقترنان بالضرورة بإنجاز ما‮!‬
وما تفسيرك لتراجع القصة الآن؟‮!‬
ربما قلٌة شروط الرواية الآن،‮ ‬التهاون فيها أثٌر علي القصة،‮ ‬فقد أصبح ممكنا‮ ‬أن تدخل في الرواية،‮ ‬وربما لنجاح الرواية نفسها،‮ ‬القصة القصيرة تحتاج إلي صدور عمل كبير وممتع بعده يمكن للقصة أن تعود مجددا‮..‬
تقصد أن الأعمال القصصية العظيمة لم تعد موجودة الآن؟‮!‬
لا،‮ ‬ليس هذا بالضبط ما قصدته،‮ ‬ولكن هناك بعض الروايات تتم كتابتها بنهج القصة القصيرة،‮ ‬وربما أكون واحدا‮ ‬من الأشخاص المعرضين لهذا الاتهام‮!!‬
وما الذي ينقص الرواية المصرية الجديدة الآن؟‮!‬
لا تريحني صياغتك للسؤال‮. ‬من الأفضل أن يكون عن جديد الرواية المصرية،‮ ‬الكتابة الجديدة تجاوزت الشكل الروائي السائد‮ ‬غير أنني أعتبرها امتدادا‮ ‬لمحفوظ وجيل الستينيات،‮ ‬وكل الأعمال العظيمة حتي في العالم العربي،‮ ‬هناك نهج جديد،‮ ‬أول سماته التهاون في شروط الإنتاج الأدبي،‮ ‬والتجاوز في بعض الشروط،‮ ‬كالانحراف في اللغة‮..‬
ما الذي تقصده بالانحراف في اللغة؟‮!‬
أقصد أن اللغة أصبحت أداة توصيلية،‮ ‬لغة تكاد أن تعادي الأدب،‮ ‬بسيطة جدا،‮ ‬أحادية المعني،‮ ‬هذا جديد علي الرواية،‮ ‬وسيوفر إمكانيات لإنتاج أدبيات عظيمة،‮ ‬فمثلما كانت قصيدة النثر مهربا‮ ‬لبعض الشعراء من الوزن،‮ ‬ومن الخطوط الصارمة للقصيدة العمودية والتفعيلية،‮ ‬أتاحت الرواية الجديدة لعدد من الأشخاص كتابتها،‮ ‬أي شخص بإمكانه الآن كتابة الرواية لأنها لم تعد مقدسة‮!‬
يعتبرك خيري شلبي أحد امتداداته،‮ ‬ويؤكد البعض علي هذه الحقيقة‮..‬فما رأيك أنت؟‮!‬
هذا شيء يسعدني جدا،‮ ‬خاصة أنني واحد من الذين يقدرون تجارب جيل الستينيات،‮ ‬ويمكن اعتباري واحدا‮ ‬من المعجبين بهذا الجيل إعجابا‮ ‬إنسانيا‮ ‬أكبر منه أدبيا،‮ ‬كانت لديٌ‮ ‬فكرة‮ ‬غريبة عن أن الأديب لا بد وأن يرتدي الروب،‮ ‬ولكن هم أعطوني إحساسا‮ ‬بإمكانية دخولي إلي عالم الأدب،‮ ‬فالأديب شخص عادي،‮ ‬وأري أن تجاربهم تستحق التقدير،‮ ‬ومن حسن حظي أنني اقتربت إنسانيا‮ ‬من الكثيرين منهم،‮ ‬إبراهيم أصلان،‮ ‬جمال الغيطاني،‮ ‬خيري شلبي،‮ ‬وحتي صنع الله إبراهيم من بعيد،‮ ‬والمدهش بالنسبة إليٌ‮ ‬أن الكتابة الجديدة حرٌكت شيئا‮ ‬ما بداخل الستينيين،‮ ‬شيئا‮ ‬كان مقموعا‮ ‬ولم يظهر بسبب تقنيات الكتابة القديمة التي لم تكن ستسمح بها،‮ ‬لغة إبراهيم أصلان الساخرة التي تفجرت مؤخرا‮ ‬تماس مع الكتابة الجديدة‮!‬
هناك مّن يقول كلاما‮ ‬عكسك تماما‮ ‬مِن مجايليك،‮ ‬مصطفي ذكري يري مثلا‮ ‬أن الرواية الجديدة تدين بالولاء للكتابة الروائية المترجمة لا الأعمال الكلاسيكية المصرية؟‮!‬
تخففت الرواية الجديدة من شروط قديمة،‮ ‬ومن ضمن ما تخففت منه شروط الأستاذ المؤسس،‮ ‬ويمكن القول إن اختلافها عن كتابة محفوظ هو اختلاف‮ "‬الترعة‮" ‬الصغيرة عن المحيط الكبير،‮ ‬ولا تفهم أن هذا تواضع مني،‮ ‬فالرواية أصبحت هما‮ ‬فرديا‮ ‬لا تعبيرا‮ ‬عن أمة،‮ ‬أصبحت أقرب إلي الإنسان العادي البسيط،‮ ‬هذه اختلافات واقعية بين الأستاذ وأحفاد أحفاده،‮ ‬وأنا نادم لأنني قرأت محفوظ مؤخرا،‮ ‬لا أقصد بالأمس القريب قطعا،‮ ‬ولكن كنت أتمني أن أقرأه في بداياتي ولكن لم تتح لي الظروف ذلك،‮ ‬وأنا أعتبره مثل الهرم وأم كلثوم،‮ ‬وقرأت معظم أعماله،‮ ‬ولكنْ‮ ‬عملان فقط أذهلاني،‮ ‬الأول‮ "‬ألف ليلة‮" ‬وهو عمل شديد الإحكام،‮ ‬ويصل إلي أهمية ألف ليلة وليلة الأصلية،‮ ‬بمتعتها وقدرتها علي التخييل،‮ ‬والثاني‮ "‬المرايا‮" ‬عمل يجلسك في مكانك مشدوها،‮ ‬كان لديٌ‮ ‬انطباع بأن محفوظ تقليدي،‮ ‬وهذا يرجع إلي الخطاب السائد في وقت ما،‮ ‬لدرجة أن صبري حافظ كتب‮ ‬في مجلة عراقية قبل حصول محفوظ علي نوبل بشهر واحد أنه كاتب تقليدي وضد القضايا العربية،‮ ‬ولكن بعد قراءتي ل"المرايا‮" ‬اكتشفت أن طموح الكتابة الحالية هو هذه الرواية،‮ ‬فأبطالها ليسوا شخصيات تنمو بالطريقة التقليدية،‮ ‬وإنما مرايا لموضوع واحد هو مصر كلها،‮ ‬هذه رواية لا تعرف البناء التقليدي الكاتدرائي‮!‬
ما الذي منحته الكتابة لك؟‮!‬
الكتابة وجود،‮ ‬تليق بشخص مثلي،‮ ‬شخص تربٌي في أجواء بدوية تعيسة،‮ ‬والتعاسة هي أن يكون ظهره مشدودا‮ ‬طوال الوقت،‮ ‬أنت من قبيلة هي الأبرز في المنطقة،‮ ‬صوتها مسموع،‮ ‬وأبناؤها وجهاء،‮ ‬ولكن مع الوجاهة أنت فقير،‮ ‬من أسرة يعمل أبناؤها بالأجرة في الغيطان،‮ ‬يسوقون الحمير ويجمعون الطماطم،‮ ‬ولكن أوهام القبيلة تمنعني من العمل بالأجرة،‮ ‬وجاءت الكتابة لتحلٌ‮ ‬لي المشكلة،‮ ‬وربما بسبب هذه المشكلة أستغرب جدا‮ ‬من أوهام البعض بالمعاناة في الكتابة،‮ ‬وما يقولونه عن التضحية،‮ ‬الكتابة طورتني علي مستوي الوعي،‮ ‬أنا شخص يكتب عن نفسه وأصدقائه فقط‮!‬
ومن الكتاب الذين سيشكلون ملامح فارقة مستقبلا‮ ‬في الكتابة المصرية؟‮!‬
أنا أحب طريقة أصدقاء وزملاء كثيرين وأكره طريقة آخرين،‮ ‬وسأذكر لك من سيخطرون علي بالي الآن ممن أحبهم فقط،‮ ‬هناك رواية‮ "‬بمناسبة الحياة‮" ‬لياسر عبد الحافظ التي أعتبرها واحدة من أهم ملامح الكتابة الروائية الآن،‮ "‬قانون الوراثة‮" ‬لياسر عبد اللطيف،‮ ‬تعجبني حالة الترفع التي يكتب بها ياسر،‮ ‬وهي الحالة التي تتبدي في قلٌة إنتاجه،‮ ‬ياسر لم يقل إنه محترف وهذا ما أقدره له،‮ ‬وأيضا‮ ‬تعجبني كتابات مصطفي ذكري،‮ ‬وتعامله مع الكتابة بجدية متناهية،‮ ‬وإيمانه مثل نيتشه بأنه يعمل حاجة مهمة وعظيمة،‮ ‬وطبعا‮ ‬أحمد العايدي الذي أوجد لنفسه نغمة خاصة بروايته‮ "‬أن تكون عباس العبد‮" ‬التي نجحت نجاحا‮ ‬كبيرا‮ ‬وتمت ترجمة الرواية لعدد كبير من اللغات،‮ ‬كما تعجبني لغة إيهاب عبد الحميد،‮ ‬صحيح أنها تكون أعلي من المادة التي يكتبها،‮ ‬لكنها لغة كاتب قدير،‮ ‬وهناك حامد عبد الصمد وروايته‮ "‬وداعا‮ ‬أيتها السماء‮"‬،‮ ‬وجدته يتخفف من شروط الرواية،‮ ‬وأنا أفضٌل طريقته في الكتابة بحرية وانطلاق بدون أي هدف إلا النظر بموضوعية ومرح أحيانا،‮ ‬وأخيرا‮ ‬محمد الفخراني الذي‮ ‬أعجبتني روايته‮ "‬فاصل للدهشة‮"!‬



الأخبار 14/12/2008
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حمدي أبوجليل بعد حصوله على جائزة الجامعة الأمريكية : انتهى زمن تقديس الرواية!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: حوارات خاصة مع شخصيات مبدعة-
انتقل الى: