السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نصٌ مشبع كلياً, عبقرية تمسك بيد مثالٍ جمالي...
النص يأخذنا لرائعة الشاعر T.S Eliot " The Waste Land" " أعديني لمواسمَ لا ماءَ ،لا زرعَ ، إلا الجراد"
نزعة واضحة لإعادة التعريف اعتماداً على التمزيق البناء, وقدرة هائلة على جعل كل حرف يحاكي المرأة الأرض... سيدة الأرض.. ْ" هو الموتُ آخرُ الحصادِ ، و أولُ الحياةِ" والإله القتيل ( أسوطورياً, ديانات الخصب ) يسمع ها هنا يبكي ويذكر أحلامه ويبث لنا بهواجسه وهذيانه...! وتعميد بالعناصر الأربعة وأيضا بالأخلاط الأربعة " و ما زلت أتعمَّدُ برملِ الوحشةِ و الصحراءِ", " هي القبائلُ ..غَطِسْها في القلبِ حينَ لا قلب في الرمادِ". واشارة غاية في العبقرية الفنية إلى يوحنا المعمدان بذاته "احضروا الرأسَ ..و لو في كأسْ" .. لكل كلمة في القصيدة حكاية... يبدو أن الشاعر مهتدي قد استطاع أن يُنتِجَ أسطورته الخاصة في النهاية, وعليه, لا يحق لنا ربما أن نشرحها أو نرجعها إلى مكوناتها الأولية. فكما قال الشاعر T.S Eliot " نحن نقتل لنشرح ".
تحية للشاعر مهتدي مصطفى غالب.