مددي هذا الطريق وضيقيه علينا
منذ اقتفينا أثر العودة لم نعد ،
كم زورتنا غيمات الشتاء بمطر أخرس
وكم ضمنا معا طريق
كم غنيت لك ولم أزل
هذي كفوف ملأها العدم
وهذي عيون جافاها السير على مفترق الطرق
لأرضى الآن بك
لأسير بين رباك ممتطيا خوذتي ومحرابي
مشتعلا بارتباطي بالغيم والحمام
بالحزن والفرحة
بالليل والأغنية الثكلى تحت جسدينا العاريين
لنرقص الآن راضين بهذا التاريخ
متأبطين هذا المساء السابح في بحيرتنا
لنرقص الآن بين بجع وحمام ودموع
مددي هذا الطريق وافرشيه بالمنح
ما يمنحنا الليل سوى التحرر منه
وما يرصدنا نجمه الأبيض إلا شهبا تلمع بين أسنة الأريج
وحين أطل من نافذته العالية لا أخاف السقوط
لكنني أخاف الخجل أن يبقى مسافة خضراء بيننا
حركي هدبك وارقصي بين يدي
تمايلي بين سقوط الوردة وفواح أريجها
مازلت أرقب بين يديك سطوري ومحبرتي
وأتكيء على صفير الريح مختفيا هناك
حلما أو سرابا
مازلت أحفر في رأسي مسافات المثول
وسفائن التعب
آآآآآآآه يا حبيبتي لو تعرفي
كم تأتي زهور على يدي إذ رقصتي
وكم ينتفض الكون حين تنامين على ذراعي
وكم يحملني النسيم حينما ترسمني يداك عنقودا من الكرم
يتدلى على شفاهك الغجرية
تجلسين في شرفتك على الشاطيء الثمل
وكنت موجا يفترش الرمل ليسعى إليك
لكنه لا يصل
لنحلم يا طفلتي المجنونة بالريح
بالمشرق البعيد
وبالحزن الشفيف
حين يضمنا رذاذ البحر زبدا
...............................
ما أدراني وما أدراك
حين أتعلق بأستار عينيك
وأحتجب عن كل العالم
أعكف على قراءة روحك
وأطبع على قلبي لون القمر
وارتجالات العصافير ساعة السحر
حين أرسم قلبين جارين
يتوحدان كونا
ويغنيان أنشودة مذهلة
ساعتها سأخشى أن أحدث عينيك بشوقي
أو أهمس بين رموشهما : أعشقك
وحين أمرغ وجهي في ضلوعك
وأستريح ساعة على صدرك
أو حين أدخل فاتحا كل شرايينك
منحدرا في شلال من العشق
يتماهى مع نظرتك المدهشة
سأعرف حينها أني أعشقك
فإن خشيت
ثم عرفت
ثم ذبت
هل أكتفي حينها أن أسكنك
أم تكتفين أنت فقط بالصمت؟
سأبوح يا أيها الواقفون بيننا
ترقبون دهشتي بها واحتفائي :
يسكنني منك أريج السفر
ويأخذني إليك شوق لا يذر
وحين أحلم بالمسافات لا أختصر
وأأتيك روحا على حصان جامح
يطوي إليك مسافات عاجزة
ويرمي بين كفيك حرابا من ثلج
ها انا يا حبيبتي
لا أتعب من عشقك ولا أملُّ
ها أنا أمضي بين عينيك ولا أظلُّ
ها انا مغرم باللغة الوسيط
مغرم بحروف الجر
بالشعر
مغرم بنثار الأبجدية
بالسين
مغرم بالراء
مغرم بالهاء
بالألف
ما يجمعنا سواه
هذا الشعر المجنون
وهذا الليل الساكن بين هضاب الخوف
وزلزلة القلب المجنون
ساعة ان تلقاني وتتململ في عباءتي
وتلقي بضحكتها الشهية مقولتها : يا بني
وتمضي إلى هناك ترسم في المدى عرسها المبهر
وتورد في شفاهها كل الذين غنوا لها
وكنت هنا
أختار الصمت
فليكف البوح
ولأعد إلى الشعر
........................
تحترق بين ضلوعي شهقة الحزن
ويطويني الهجر ساعات طوال
أبحث بين كفوفي عن خيوط متشابكة
وسلام قد يجيءُ
ورحلة للولوج إلى شاطيء تتعبد فيه جنيات البحر
ويرسم الموج عليه هالة من خشوع
ما أقساكما في تغيير مسار حياتي
وفي توجيه الروح إلى ما لا تعرف
هي تعرف فقط شاطئا مكتنزا بالصدفة
مفعما برفيف ملائكي رحيب
هي تعرف أنكِ أنتِ التي ستهزم هذا الجدار
وتلقي بيأسه خارج الإطار
وتسقي في اللوحة زهورا ووردا
عطشى للتفتح
ما تعرف روحي أيكما سيتأبط ذراعي
وما تعرف غير الحيرة على عتبات الاختيار
عفوا أيتها الروح ما أرى أي اختيار !!
ولا أملك مما تبقى مني غير الصمت
ولا أكشف روحي إلا لطاحونة الانتظار