أنا وأنت والآن
أحبني كلي لا تمزقني لا تبعثرني
فإذا ما كسرتني ونثرتني قطعا ما كنت لي بكلي
ما كنت للمرأة للأنثى
ما كنت مترحلا في أسفار ذاكرتي
ما كنت لي عمرا ما كنت لي دهرا
ما كنت لي نبراسا ما كنت لي طفلا على ذراعي
يبكي
خذني إليك لا تقسو ولا تأسى
فقد صرت في حياتي الشطان والمرسى
ما زلت أعيش هنا كنت ولا زلت لاجئة على حدود
الوطن والمنفى
تجول بي الحياة ترمي على طرقات الزمان
وأستقر أخيرا في مدينة قلبك
ألتجئ من وطني لأجد نفسي متقوقعة
في حنايا حضنك
أحبك يا رجلا تبحث عنه الأوطان
أحبك يا رجلا أوجد لي في قلبه مكانا وسكنا
ومساحة لا بأس بها من الأمان
أحبك أيا رجلا تترنم الألحان على أنامله
وتعزف بشغف سيمفونية العصور والأزمان
فقد توالت على ذراعيك دهور وقرون
دائما ما كنت مترحلا يعرف كيف يضع البصمة
في ثنايا الرمال المتناثرة فوق الشطان
حضورك راسخ في الصخور في الجبال
يتخلل نبض الألحان المترامية من أفواه العصافير
المسافرة نحو الجنان
هامت بك الشطان
قذفتك لقلبي نبضا
في كل ثانية يعطيني الحياة
يشفي الجراحات القابعة على جدران روحي
يشعل الدفء في أوصالي
لتبدأ حياتي ويكون يوم ولادتي
الآن
الآن أصبح الماضي والحاضر والمستقبل
لا آبه إذا ما اختل الوقت أو حتى تبدلت الأماكن
والأزمان
ما يهمني أنك صرت الماضي والآن والمستقبل
لا يهم إذا كنت بقصة من عالم الإنس
أو من عالم الجان