بحثت عنك داخل حقائب سفري فلم أجدك ، بحثت عن رائحتك بين أكوام الثياب لكن هيهات، لا عطر يمثلك، بحثت عنك في كل معطفٍ خلَعَتْهُ يوما يداك ، بحثت عن لمستك في كلِّ قطعة قماش مرّرت يوما عليها أصابعك، بحثت عن جملة لطالما إحتويت بها قلبي: "حبيبتي ، منّي ، أين المفر ؟؟؟ فأنا منكِ و أنتِ النور والبصر، فما أكون في دنيا لا تكونين لي فيها الروح و الجسد، فهنيئا لي بالخلود فيكِ يا من فاق حبي لها حب
الأرض للمطر" ، لكن لا تاريخ لجملةٍ قالها اللسان لا القلب
من منّهما المخطئ يا ترى؟ هل هو قلبي الذي صدقكَ أم لسانكَ الذي لا يمِلُ الكذب؟
ساعة يدي، خاتمي، أجندة مواعيدي, مفاتيحي, أدوات زينتي, كلّها منثورة أمامي لكني ما استطعت أن أميز ملامحك بين أشيائي، أين أنت؟
كالطيف إختفيتَ, لم تترك ورائك غير ذكريات مبعثرة فوق أسرّة الزمان
خرجتُ من باب الحاضر لأجد نفسي منساقةَ نحو مستقبل أجهله, مستقبل لا تكونه ضحكتك ولا تعبر عنه إبتسامتك
حان وقت الرحيل، عينيا ما فارقت حقيبة يدي، علِّيَ أراك بارزا ، شاهرا طوق النجاة لحبي، لكن... لا سبيل لحلولك
أمسكت بأوراقي أتفقدها، وجدتها ترتجف بردا، ترجو حضنك ، فكيف لها أن تسافر من غير أن تتبلل بعرق صدرك ، فرت مني دمعة حزنٍ على
أوراقي، فلا حضني سيرويها و لا صدري سيُبعد عنها صقيع الأيام بدونك
من منّا المخطئ يا ترى؟ هل هي أنا, لأني لم أعرف كيف أجعلك تدفئُ أوراقي ,أم هو أنتَ, لأنك لم تتعلم بعد كيف يكون الصدقُ
طائرة, ناس, حقائب و ذكريات.... عالم جافُ من غيركَ, لا حياة فيه و لا إبتسامة , جماد تحركه العادة, لا رغبة تشعل فيه الأمل. أخذت مقعدي, لكن الحزن سبقني إليهِ, فجلست على أحزاني... شريط كامل من الصور مرّت أمامي عبر نافذة ذاكرتي, فلم أجد فيها سببا واحدا يمنعك عني, لم أجد سببا يجعلني أسافر من غيرك, لم أجد معنا لنسيانك لأنفاسي, لخارطة جسدي, لمواقيت حبي
...
ما خذلتك يوما, لكنك خذلت معطفي الذي أرتدي, لم يجد من يقفل أزراره , لم يجد من يحنّ عليه , لم يجد من يسعى لرضائه
ابتعدت الأرض, فارقت بذلك الأمل, ما عدت قادرة حتّى على تخيّلك تنزع عني القُفّازات و أنت تقبل يدي, ما تركت لي حتّى تلك الصورة... ففقدانك أسكنني في سباتٍ عاطفي أبدي...
من منكما المخطئ يا ترى؟ أنتَ أم النسان؟
حنان القريشي
24/10/2010
03H03