كأنه الموتُ يرتدي زيه القديم ،
ويكسب أظافره الناشبة في عمق الجرح
مذاق المراوغة
كأنني أمتدُّ ما بين وجعي ووجعي
أتجرع ما أنكره غبائي ،
وقد صرته
وأشد راحلتي وراء الأفق متلهفا للقاء
سفري بعيد ، وما أعلم للآن
كم سيطول الوقتُ
حتى يسكنَ جسدي المتعب
وتنتاب القلب الحزين رعشةُ الحلول
أيها القمرُ الخائفُ فوق رأسها
تفغر فاكَ لتلتهمَ جنّيات البحر
إذ يتلاعبن بشعرها
وأنت تأكلك الغيرةُ الحمقاءُ
كأنها حين تناديك بخائنة الأعين
لا تنادي سواكَ
هي أنثاكَ تمشط شعرها
على صفحة البحر
وتتمتمُ باسمك الأسمى
ولا تسمع سوى صوتكَ أنتَ
تصل الضجيج بالفوضى
والحزن بالموت
والفرحة بالانتكاسة
أيها القمرُ الرعديدُ
يداكَ فوق شعرها ترتعشُ
فاسكن صمتك ولا تبك بعدها
فإنما يذوب اللجينُ فوق خصلات شعرها
ويطوحه الموجُ إليكَ
فينشق البحرُ عن صورةٍ
لقمرٍ مريضٍ يرتجفُ
وعينيها اللامعتين
أحتاج أن أتهجى تلك الخطوط
المتعرجة على وجهكَ
أنت تطوي الكون على جبينكَ
سجادة وترتيلا
وتعزف بكمانكَ المشروخ موجاتٍ
من الإيقاعات الجنائزية
تخطو من فوق كرسيكَ وتجولُ
بعينيكَ وتشردُ
مملوءة روحك بالتشظي
وجسدك مربوط فوق عجلات متهالكة
ويداك ترسم لها صورة بيضاء
بنت تتأرجح بين أصابعك
بنت تلف دهشتك برعشتها
بنت تسافر حولكَ وتطوف
وأنت تدور معها وتدوخ
وتطوف
تطوفا معا حول ذاتك
ثم تطيح المرايا بحلمك
حين تنعكس عن حكايات قديمة
لرجل مثلك يجلس فوق خياله
وأنثى مثلها تتقطع جزءا
جزءا
والدمعة والعجز
أن تبني لها بيتا من قصب
هناك عندما تتعرف إلى روحك
وتتمازجا
ويستمر الطواف
دون تعب