محرقة الفرح :
شعر / عمر غراب .
للبحر تولد أشواقى فأغمرها
والليل ساج على أطراف أنهارى
يسري إليه حديث ضاع أوّله
حتى برئت من الأشجان والنار
أشجار همسك لا تصبو تظللني
بالصمت غدوا إلى حانات أفكاري
الروح ذابت على غصن تسامرني
كأغنيات تروق القلب أوتاري
كان الزمان الفتي يمشي على مهل
خوف التثني إذا ألقيت مزماري
مرّت على العمر أحلام مغرّدة
يلهو المساء بها في صيف تذكاري
والفجر يمضي إلى أمل ويمزح بي
عند ازدراء الرؤى في جوف أغواري
شدو من الغاب والإحماء يقذفني
نحو الضياع وحيدا عبر إصراري
والحب ينسج من أنوال عافيتي
ثوبا من الغيم سمح الوعد ثرثار
والحزن في النفس محفوف بعنبره
تطوي السهول له ياويح أمطاري
في صفو عينيك آوى أشتهي أرقا
ضوأت بالحرف باحات لأشعاري
حمائم الصبح عادت وكر صاحبها
يغزلن في شمسه أعراس أخطار
والموت يجثو على أعصاب قاتله
يجري النهار له في موكب عار
يرتدّ في صدره والطيش يغرسه
فالأفق كم غرّني وارتاح ثواري
هزائم الصبر عاشت تقتفي مرحى
ينهار في إثرها أصلاب أقداري
فالخندق الوعر أحياني بظلمته
والجرح في قبضتي جلاّب أزهار .
شعر / عمر غراب