العوم على الزئبق :
شعر / عمر غراب .
خال إلا من أشواق
طاف الليل بهن و ضاق
أقرأ أسمع أكتب حرفا
أرسم وجها ليس يطاق
أحلم أهرب أنزف نفسي
أعرض قلمي في الأسواق
دار الكون فأخلد عمري
رهن تتابع دون سياق
لا إيقاع يزرع لحنى
فوق رمال كالإخفاق
أنهض أقعد أرجع وحدي
أحسب كل وجود باق
أنظر أبصر سحر الألق
لا يغشاه سوى الإشفاق
أشهد سرّ الخلق كليلا
يسرع بي نحو الأعماق
صور كانت وشم حياتي
شلّت في نبع الإحراق
كتبي لن تغنيني عنها
أين الجنة بالأوراق ؟
يرقص عاش القلب طروبا
ألف الثورة و الإشراق
تلك الأرض ستأكل نهمي
تولع بعدي بالإغراق
يا أرحام الغيب ذريني
أغذو الأمل لغير سباق
كيف تحطّم لي أرقام
و أنا أرقب عدو الساق
بالحريّة دمت حريّا
أن أتغنىّ للآفاق
أبدأ أنهى قهر سنينى
لاحت حينا مثل نطاق
أهرب منه يا أوهامي
ذاك الوسواس العملاق
جنحت قرب الغار سفين
لا أصداء و لا عشاق
أشقى أنعم ما أخيلة
تحفل بالفرح التوّاق
زاد الرحلة أم أحلام
تومض بالشعر الخفّاق
و الإخلاص صديق يذوى
بين الصبوة و الإرهاق
أمشى أترك خلفي قدري
إن مصيري في الأحداق .
شعر / عمر غراب