الليلُ حين يجنُّ
أغيبُ عن كلِّ الكونِ
وأدخلُ إليها من مسامِ جلدها
فأنا منذ وُشِمتُ بدمائها
أسافر إليها عبرها
وأسكنُ في حضنِها
أتباطأُ في روضتِها حين أجولُ
وحينَ أقولُ
وحين أتنفسُها
كأننا من عرقٍ واحدٍ ننبعُ
وإلى خدرٍ واحدٍ نستقرُّ
توقدُ بقلبي ألفَ شمعةٍ
وتُطلقُ موسيقى كأنها
جنياتٌ يتراقصنَ حولنا
وترتدي فستاناً بلونِ اللهغة
وطعم الريحِ
وتأتيني في خيمتنا المقوسةِ
بين الغيمِ وبين الماءِ
تركنُ رأسها بين كتفي وصدري
وتتمتم بشفتيها المبتسمةِ
كم أشتاقُكَ
نعلمُ حينها أننا نحن الحاكمونَ
ونعلنُ أن في روحنا ذوباناً
وحنيناً
يسقطُ مطراً عاشقاً
وينبتُ في خيمتنا دوخةً مذهلةٍ
وادخلُ بين روحي وروحِها
بين قلبي وقلبٍها
بين صدري وصدرِها
تتقلصُ كلُّ المسافاتِ
فأستمرُّ بنبضٍ يرتجُّ
وألتف حولها كأنها
من ضلعي تخرجُ
وبروحي تطفو شلالاً أبيض
تنظمُ أبيات الشعر
وتذوبُ
فأنشدها لهفتي
وحروفي
واشتعالي
ويغفو كل الكونِ في لحظةٍ
كأنه وِلدَ من جديدٍ
وكاننا في يومِ عيدٍ
نرقصُ في توحدٍ
وفي رعشتِنا معا نصمتُ
فإذا بها تتوغلُ في دمي
وتذوبُ
ويخفتُ صوتُنا
فننامُ كما لم ننمْ من قبل
وفي الصباحِ توقظنا الشمسُ
فندركُ أن الإعصارَ شديدٌ
والعشقُ يخرجُ من روحين توحدا
فأزهرا
وصارا نفساً تواقةً سابحةً
في نهرٍ من حلولٍ دونه الموتُ