فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ضحى بوترعة
مشرف قسمي حوارات خاصة مع شخصيات مبدعة وقضايا وآراء أدبية



عدد الرسائل : 1313
العمر : 55
الجنسية : تونسية
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري Empty
مُساهمةموضوع: المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري   المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري I_icon_minitimeالثلاثاء 27 مايو 2008, 3:10 pm

[b]

المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري


موقف حقه

أوقفني في حقه وقال لي لو جعلته بحراً تعلقت بالمركب فإن ذهبت عنه بإذهابي فبالسير فإن علوت عن السير فبالساحلين فإن طرحت الساحلين فبالتسمية حق وبحر وكل تسميتن تدعوان والسمع يتيه في لغتين فلا على حقي حصلت ولا على البحر سرت، فرأيت الشعاشع ظلمات والمياه حجراً صلداً.
وقال لي من لم ير هذا فما وجب عليه حقي ومن رآه فقد وجب عليه حقي ومن عليه فكلم سواي كفر والحد كله حجاب لا أظهر من ورائه وليس في رؤية حقي إلا رؤيته، فرأيت ما لا يتغير فأعطاني حكماً يتغير فرأيت كل شيء خلق.
وقال لي لا تستثن، فما هو بقي خلق وانقسمت الرؤية عينية وعلمية فإذا هو كله لا يتحرك ولا يتكلم.
وقال لي كيف رأيته من قبل رؤية حقي، فقلت يتحرك ويتكلم، فقال لي اعرف الفرق لئلا تتيه.
وعرج بي عن حقه فلم أر شيئاً، فقال لي رأيت كل شيء وأطاعك كل شيء ورؤيتك كل شيء بلاء وطاعة كل شيء لك بلاء.
وعرج بي عن ذلك كله.
وقال لي كله لا أنظر إليه ولا يصلح لي.

موقف بحر

أوقفني في بحر ولم يسمه وقال لي لا اسميه لأنك لي لا له وإذا عرفتك سواي فأنت أجهل الجاهلين، والكون كله سواي فما دعا إلي لا إليه فهو مني فإن أجبته عذبتك ولم أقبل ما تجيء به، وليس لي منك بد وحاجتي كلها عندك فاطلب مني الخبز والقميص فإني أفرح وجالسني أسرك ولا يسرك غيري، وانظر إلي فإني ما أنظر إلا إليك، وإذا جئتني بهذا كله وقلت لك إنه صحيح فما أنت مني ولا أنا منك.

موقف هو ذا تنصرف

أوقفني بين يديه وقال لي هل ترى غيري، قلت لا، قال فانظر إلي.
فنظرت إليه يخفض القسط ويرفعه ويتولى كل شيء هو وحده.
وقال لي لا تراني إلا بين يدي وهو ذا تنصرف وترى غيري ولا تراني فإذا رأيته فلا تجحده واحفظ وصيتي فإنك إن ضيعتها كفرت، وإذا قال لك أنا فصدقه فقد صدقته وإذا قال لك هو فكذبة فإني قد كذبته.

موقف الفقه وقلب العين

أوقفني وقال لي ما أنت قريب ولا بعيد ولا غائب ولا حاضر ولا أنت حي ولا ميت فاسمع وصيتي وإذا سميتك فلا تتسم وإذا حليتك فلا تتحل ولا تذكرني فإنك إن ذكرتني أنسيتك ذكرى، وكشف لي عن وجه كل شيء فرأيته متعلقاً بوجهه وعن ظهر كل شيء فرأيته متعلقاً بأمره ونهيه.
وقال لي انظر إلى وجهي، فنظرت.
فقال ليس غيري، فقلت ليس غيرك.
وقال لي انظر إلى وجهك، فنظرت.
فقال ليس غيرك، فقلت ليس غيري، فقال أخرج فأنت الفقيه، فخرجت أسعى في الفقه وصح لي قلب العين فقلبتها بالفقه وجئت بها إليه، فقال لا انظر إلى مصنوع.

موقف نور

أوقفني في نور وقال لي لا أقبضه ولا أبسطه ولا أطويه ولا أنشره ولا أخفيه ولا أظهره، وقال يا نور انقبض وانبسط وانطو وانتشر وأخف وأظهر، فانقبض وأنبسط وانطوى وانتشر وخفى وظهر، ورأيت حقيقة لا أقبض وحقيقة يا نور انقبض.
وقال لي ليس أكثر من هذه العبارة، فانصرف فرأيت طلب رضاه معصيته، فقال لي أطعني فإذا أطعتني فما أطعتني ولا أطاعني أحد، فرأيت الوحدانية الحقيقية والقدرة الحقيقية، فقال غض عن هذا كله وانظر إليك وإذا نظرت إليك لم أرض وأنا أغفر ولا أبالي.

موقف بين يديه

أوقفني بين يديه وقال لي ما رضيتك لشيء ولا رضيت لك شيئاً، سبحانك أنا أسبحك فلا تسبحني وأنا أفعلك وأفعلك فكيف تفعلني.
فرأيت الأنوار ظلمة والاستغفار مناوأة والطريق كله لا ينفذ، فقال لي سبحك وقدسك وعظمك وغطك عني ولا تبرزك فإنك إن برزت لي أحرقتك وتغطيت عنك.
وقال لي أكشفك لي ولا تغطك فإنك إن تغطيت هتكتك وإن هتكتك لم أسترك فتغطيت ولم أبرز وتكشفت ولم أتغط، فرأيته يرضى ما لا يرضى ولا يرضى ما يرضى، فقال إن أسلمت ألحدت وإن طالبت أسلمت، فرأيته فعرفته ورأيت نفسي فعرفتها، فقال لي أفلحت وإذا جئت إلي فلا يكن معك من هذا كله شيء لأنك لا تعرفني ولا تعرفك.

موقف من أنت ومن أنا

أوقفني وقال لي من أنت ومن أنا، فرأيت الشمس والقمر والنجوم وجميع الأنوار.
وقال لي ما بقي نور في مجري بحري إلا وقد رأيته، وجاءني كل شيء حتى لم يبق شيء فقبل بين عيني وسلم علي ووقف في الظل.
وقال لي تعرفني ولا أعرفك، فرأيته كله يتعلق بثوبي ولا يتعلق بي، وقال هذه عبادتي، ومال ثوبي وما ملت فلما مال ثوبي قال لي من أنا، فكسفت الشمس والقمر وسقطت النجوم وخمدت الأنوار وغشيت الظلمة كل شيء سواه ولم تر عيني ولم تسمع أذني وبطل حسي، ونطق كل شيء فقال الله أكبر، وجاءني كل شيء وفي يده حربة، فقال لي اهرب، فقلت إلى أين، فقال قع في الظلمة، فوقعت في الظلمة فأبصرت نفسي، فقال لي لا تبصر غيرك أبداً ولا تخرج من الظلمة أبداً فإذا أخرجتك منها أريتك نفسي فرأيتني وإذا رأيتني فأنت أبعد الأبعدين.

موقف العظمة

أوقفني في العظمة وقال لي لا يستحق أن يغضب غيري فلا تغضب أنت فإنك إن تغضب وأنا لا أغضب فإن غضبت أذللتك لأن العزة لي وحدي، فرأيت كل شيء قد دخل إلى الغضب.
وقال لي انظر كيف أخرجتك منه، فأخرجه فلم أر إلا الحجة وحدها، فقال رأيت الصحيح.
وأوقفني في الرحمانية فقال لا يستحق الرضا غيري فلا ترض أنت فإنك إن رضيت محقتك، فرأيت كل شيء ينبت ويطول كما ينبت الزرع ويشر الماء كما يشربه وطال حتى جاوز العرش.
وقال لي أنه يطول أكثر مما طال وإنني لا أحصده، وجاءت الريح فعبرته فلم تتخلله وجاءت السحاب فأمطرت على العود وأنبل الورق فاخضر العود واصفر الورق، فرأيت كل متعلق منقطعاً وكل معلق مختلفاً.
وقال لي لا تسألني فيما رأيت فإنك غير محتاج ولو أحوجتك ما أريتك ولا تقعد في المزبلة فتهر عليك الكلاب واقعد في القصر المصون وسد الأبواب ولا يكون معك غيرك وإن طلعت الشمس أو طار طائر فاستر وجهك عنه فإنك إن رأيت غيري عبدته وإن رآك غيري عبدك وإذا جئت إلي فهات الكل معك وإلا لم أقبلك فإذا جئت به رددته عليك ولا تنفعك شفاعة الشافعين.

موقف التيه

أوقفني في التيه فرأيت المحاج كلها تحت الأرض وقال لي ليس فوق الأرض محجة، ورأيت الناس كلهم فوق الأرض والمحجات كلها فارغة ورأيت من ينظر إلى السماء لا يبرح من فوق الأرض ومن ينظر إلى الأرض ينزل إلى المحجة ويمشي فيها.
وقال لي من لم يمش في المحجة لم يهتد إلي.
وقال لي قد عرفت مكاني فلا تدل علي، فرأيته قد حجب كل شيء وأوصل كل شيء.
وقال لي اصحب المحجوب وفارق الموصول وادخل علي بغير إذن فإنك إن استأذنت حجبتك وإذا دخلت إلي فاخرج بغير إذن فإنك إن استأذنت حبستك، فرأيت كلما أظهر إبرة وكلما أستر خيطاً.
وقال لي اقعد في ثقب الإبرة ولا تبرح وإذا دخل الخيط في الإبرة فلا تمسكه وإذا خرج فلا تمده وافرح فإني لا أحب إلا الفرحان، وقل لهم قبلني وحدي وردكم كلكم فإذا جاؤوا معك قبلتهم ورددتك وإذا تخلفوا عذرتهم ولمتك، فرأيت الناس كلهم براء.

وقال لي أنت صاحبي فإن لم تجدني فاطلبني عند أشهدهم علي تمرداً وإذا وجدتني فلا تعصه وإن لم تجدني فاضربه بالسيف ولا تقتله فأطالبك به، وخل بيني وبينك ولا تخل بيني وبين الناس وخاصمني وتوكل لهم علي فإذا أعطيتك ما تريد فاجعله قرباناً للنار، وقف في ظل فقير من الفقراء فسله أن يسألني ولا تسألني أنت فأمنع غيرك بمسئلتك فتكون ضداً لي وأخذلك، فرأيت طرح كل شيء الفوز.
وقال لي إن طرحت أفلست وأنا لا أحب إلا الأغنياء ولا أكره إلا الفقراء فلا أرى معك غنياً ولا فقيراً فإني لا أنظر إلى الأنواع.

موقف الحجاب

أوقفني في الحجاب فرأيته قد احتجب عن طائفة بنفسه واحتجب عن طائفة بخلقه، وقال لي ما بقي حجاب، فرأيت العيون كلها تنظر إلى وجهه شاخصة فتراه في كل شيء قد احتجب به وإذا أطرقت رأته فيها.
وقال لي رأوني وحجبتهم برؤيتهم إياي عني.
وقال لي ما سمعوا مني قط ولو سمعوا ما قالوا لا.
وقال لي ادخل السوق وإلا كفرت وافتقرت.
وقال لي ادخل السوق فناد ولا تعقد تاجراً.
وقال لي إذا أخذت أجرتك فلا تنفق منها شيئاً.
وقال لي ما جلست قط على الطريق.
وقال لي المماليك في الجنة والأحرار في النار.
وقال لي دور الجنة كلها حمامات.
وقال لي هذا كله لا يرى إلا عندي.
وقال لي إن لم تجالس إلا نفسك جالستك.
وقال لي تموت ولا يموت ذكرى لك.
وقال لي ليس من عرفني منك كمن لم يعرفني.
وقال لي استعذ بي من شر ما يعرفني منك.
وقال لي كلك يعرفني وليس كلك يجحدني.
وقال لي كرهت لك الموت فكرهته ألا أكره لأحبائي أن يفارقونني وإن لم أفارقهم.
وقال لي جازف نفسك وإلا ما تفلح.
وقال لي حسابك غلظ والغلظ لا يملك به صواب.
وقال لي الحساب لا يصح إلا مني.
وقال لي من حجبته بخلقي برزت له، ومن حجبته بنفسي لم أبرز له ولم يرني.
وقال لي اطلبني في ابتداء الصلوات.
وقال لي ما ظهرت قط في خاتمة صلوة.
وقال لي اطلبني في خاتمة الصيام ولا تكاد تراني.
وقال لي هذه أوطان العامة ليس بيني وبين من بينه وبين طلب نسب.
وقال لي أنا الغنى، فرأيت الرب بلا عبد ورأيت العبد بلا رب.
وقال لي أنا الرؤوف، فرأيت الرب في وسط العبيد وقد تعلق كل واحد منهم بحجزته.
وقال لي لو أخبرتك بكل شيء كان بيننا إخبار يجمعك عليك.
وقال لي إذا كنت لي فأنت بي وإذا كنت بي فأنت لك.
وقال لي ما أنت لي في وجودك أوفى منك لي عدمك.
وقال لي هبك جئتني بما أريد ورضيت، كيف لك بعلمي بك لو بلوتك بما لم أبتلك به ماذا تكون صانعاً.
وقال لي إن لم ينعقد الحياء بهذا الرمز لم ينعقد أبداً.
وقال لي الرضا الثاني إنما هو فهم في هذا الشأن.
وقال لي خلق لا يصلح لرب بحال.

موقف الثوب

أوقفني في الثوب وقال لي إنك في كل شيء كرائحة الثوب في الثوب.
وقال لي ليس الكاف تشبيها هي حقيقة أنت لا تعرفها إلا بتشبيه.
وقال لي كلما بدا علم فهو لما بين رضوان ومالك.
وقال لي فل للمستوحش مني الوحشة منك أنا خير لك من كل شيء.
وقال لي يوم الموت يوم العرس ويوم الخلوة يوم الأنس.
وقال لي أنا ظاهر فلا تزال تراني.
وقال لي إن رأيتني فيك كما رأيتني في كل شيء قل حبك للدنيا.
وقال لي إن شغلتك بدلالة الناس علي فقد طردتك.
وقال لي أنا وشيء لا تجتمع وأنت وشيء لا تجتمع.
وقال لي إن كان مأواك القبر فرشته لك بيدي وإن كان مأواك الذكر نشرت عليك ذكرى وإن كنت أنا حسبك فما في قبر ولا ذكر ولا مسرح ولا وكر.
وقال لي إذا رأيت عدوي فقل له مصيبتك في اعتراضك عليه أعظم من مصيبتي في أخذك لي.
وقال لي أغريتك بي حيث لم أجعلك على ثقة من عمرك.
وقال لي أي عيش لك في الدنيا بعد ظهوري.
وقال لي أنظر إليك في قبرك وليس معك ما أردته ولا ما أرادك.
وقال لي إن لم تقم بك قيومية لا علم لها لم تقم بك في كل شيء.
وقال لي دع عنك كل عين وانظر إلى ما سواها.
وقال لي أنا في عين كل ناظر.
وقال لي قل لهم رجعت إليكم، فقلتأوقفني ومن قبل أن أرجع ما كان لي من قول لأنه أراني التوحيد فكنت به لا أعرف فناء ولا بقاء وأسمعني التوحيد ولم أعرف استماعه وردني بعد هذا كله كما كنت فرأيت في الرد صحيفة فأنا أقرأها عليكم.
وقال لي حصل لك كل شيء فأين غناك، فاتك كل شيء فأين فقرك.

وقال لي أعذتك من النار فأين سكونك وأظفرتك بالجنة فأين نعيمك.
وقال لي الجزء الذي يعرفني لا يصلح على غيري.
وقال لي ما بيني وبينك لا يعلم فيطلب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ضحى بوترعة
مشرف قسمي حوارات خاصة مع شخصيات مبدعة وقضايا وآراء أدبية



عدد الرسائل : 1313
العمر : 55
الجنسية : تونسية
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري Empty
مُساهمةموضوع: رد: المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري   المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري I_icon_minitimeالثلاثاء 27 مايو 2008, 3:11 pm


يتبع


موقف الوحدانية

أوقفني في الوحدانية وقال لي أظهرت كل شيء يحجب عني ولا يدل علي فحظ كل إنسان من الحجبة كحظه من التعلق.
وقال لي ذكرى أخص ما أظهرت وذكرى حجاب.
وقال لي إذا بدوت لم تر من هذا كله شيئاً.
وقال لي أقعد فوق العرش أعرض عليك، فقعدت فعرض علي فرأيت كل شيء حكومة وصف انفصلت عنه وبقي الوصف وصفاً والحكومة حكومة.
وقال لي انظر كيف عملت، وبسط يده فوق وقال ما بقي فوق، وبسط يده تحت وقال لي ما بقي تحت، ورأيت كل شيء بين البسطين والأرواح والأنوار في الفوقية والأجسام والظلم في التحتية.
وقال لي الفوقية حد لما في التحتية وليس لما في الفوقية حد.
وقال لي التحتية لا حد والفوقية لا حد وقلب الكل بأصابع التحتية وقال أنت وقلب الكل بأصابع فوقية وقال أنا وهو في الكل هو أبدى الباديات بالمعنوية وأبدى فيها العوالم الثبتية وبدا على الثبتية ففنيت وبقيت المعنوية الأحدية.
وقال لي من يظهر معي أنا أظهرت وأظهرت فيما أظهرت فما محوته محو وما أثبته ثبت والثبت محو في الحياطة.
وقال لي اسمع لسان العوالم الثبتية في المبديات المعنوية، إذا هي تقول الله الله.
وقال لي لا يسمعها من هو فيها أو في الشواهد التي هي فيها.
وقال لي مقالها ثبت وإذا بدوت عليه فني المقال هي هي في الثبت وهي البادي في البادي وهذه منزلة عامية.
وقال لي إن طاف بك ذكر شيء فأنت في الثبتية فتعبد لي واجتهد أحسبه وأجازي عليه، وإذا فنيت أذكار الأشياء فلا أنت أنت وأنت أنت وما أنا في شيء ولا خالطت شيئاً ولا حللت في شيء ولا أنا في في ولا من ولا عن ولا كيف ولا ما ينقال أنا أنا أحد فرد صمد وحدي وحدي أظهرت لا مظهر إلا أنا وأظهرت فيما أظهرت العوالم الثبتية وإذا بدوت فأفنيت الثبتية كان الإظهار لي لا لها حتى أرده إليها باللبس الوقتية والمعادن الأمنية فاحفظ حدك بين المعنوية والثبتية.
وقال لي يسوءك كل ما منك أغفره لا يسوءك كل ما مني أصرف السوء كله.
وقال لي إن التزمت ما ألزمتك بين هذين كنت ولياً.

موقف الاختيار

أوقفني في الاختيار وقال لي كلهم مرضى.
وقال لي هو ذا يدخل الطب عليهم بالغداة والعشي وأخاطبهم أنا على ألسنة الطب ويعلمون أنني أنا أكلمهم ويعدون الطب بالحمية ولا يعدوني.
وقال لي كانوا في يدي فقلبتهم إلى يدي وليس أردهم إلى اليد التي كانوا فيها.
وقال لي إذا رأيت النار فقع فيها ولا تهرب فإنك إن وقعت فيها أنطقت وإن هربت منها طلبتك وأحرقتك.
وقال لي أنا أوقد النار باليد الثانية.
وقال لي لابد أن تتحرك عادة فإذا تحركت عادة فما لك أدب.
وقال لي صلوتك لما يوقفك أو يعجلك وقصدك لما يحادثك أو تحادثه.
وقال لي ما لي باب ولا طريق.
وقال لي إذا تكلمت فتكلم وإذا صمت فاصمت.
وقال لي اخرج إلى البرية الفارغة واقعد وحدك حتى أراك فإني إذا رأيتك عرجت بك من الأرض إلى السماء ولم أحتجب عنك.
وقال لي إن لم تصحبك في هذا كله دعوة عامي تهت.
وقال لي إذا كنت كما أريد في كل شيء فابك على نفسك ونادني أعوذ بك من سوء القرين.
وقال لي إذا كنت لي كما أريد في بعض الشيء فقد ركبت الخطر وإن تحرك بؤبؤ عينك ضرك.
وقال لي كلك خلق فماذا تروم، فرأيت السد قد أحاط بي ورأيته في السد يضحك، وقال هذا منزل أهلي ولا أضحك إلا فيه.
وقال لي قد جعلت لك في السد أبواباً بعدد ما خلقت وغرست على كل باب شجرة وعين ماء باردة وأظمأتك وعزتي لئن خرجت لا رددتك إلى منزل أهلي ولا سقيتك من الماء.
وقال لي نم لتراني فإنك تراني، واستيقظ لتراك فإنك لن تراني.
وقال لي إذا وجدتني عند الكذاب فلا تذكره بي، وإذا وجدتني عند المخلص فذكره بي.
وقال لي لا بد من أن أتعرف إليك وتعرفي إليك بلاء، أنا لا أزول أنا أصل البلاء أحببت فيك البلاء أظهرت لك البلاء كرهت منك البلاء معرفتك بالبلاء بلاء إنكارك للبلاء بلاء.
وقال لي اذكرني كما يذكرني الطفل وادعني كما تدعوني المرأة.
وقال لي لا تكون لي عبداً وأنت تخبر الناس بم أو بما منك فإذا جئت إلى فكأن الذي جرى كله لم يكن.

موقف العهد

أوقفني في العهد وقال لي أطرح ذنبك عن عفوي وألق حسنتك على فضلي.
وقال لي اترك علمك إلى علمي تقتبس نور الهداية وألق معرفتك إلى معرفتي تثبت الهداية.
وقال لي إذا وقفت بي تعرض لك كل شيء ليدفعك عني.
وقال لي إنما تأخذ أجرك ممن أصبحت له أجيراً.
وقال لي إنما أنت أجير من تعمل من أجله.
وقال لي إن عملت لي من أجلي فذاك لي، وإن عملت لي من أجل غيري فذاك لغيري.
وقال لي إن كنت أجير العلم أعطاك الثواب العلم وإن كنت أجير المعرفة أعطتك السكينة.
وقال لي كن أجيري أرفعك فوق العلم والمعرفة فترى أين يبلغ العلم وترى أين ترسخ المعرفة فلا يسعك المبلغ ولا يستطيعك الرسوخ.
وقال لي إذا عرضت الجمع وقف الواقفون بي في فنائي لا يراعون فيتلجلجوا ولا يفزعون فيتحيروا.
وقال لي إذا وقفت بي أعطيتك العلم فكنت أعلم به من العالمين وأعطيتك المعرفة فكنت أعرف بها من العارفين وأعطيتك الحكم فكنت أقوم به من الحاكمين.
وقال لي أين جعلت اسمي فثم اجعل اسمك.
وقال لي الحرف يسري في الحرف حتى يكونه فإذا كأنه سرى عنه إلى غيره فيسرى في كل حرف فيكون كل حرف.
وقال لي إذا نطقت بالحرف رددته إلى المبلغ الذي تطمئن به فيسري بحكم مبلغه في الحروف فيسري إليك الحكم السوى.
وقال لي الحرف الحسن يسرى في الحروف إلى الجنة، والحرف السوء يسري في الحروف إلى النار.
وقال لي انظر ما حرفك وما مبلغك.
وقال لي انصرني تكن من أصحابي.
وقال لي إذا أردتك لنصرتي لم أوجدك قوة إلا من نصرتي.
وقال لي إذا أردتك لنصرتي علمتك من علمي وما لا يحمله العالمون.
وقال لي إنما يقف في ظل عرشي أنصاري.
وقال لي يا عارف انصرني وإلا أنكرتني.
وقال لي المعترض لي ينقلب إلى كل النعيم والمعترض علي ينقلب إلى كل العذاب.
وقال لي اعرف مقامي وقم فيه.
وقال لي إذا وقفت في مقامي جاءك الإخبار من السماء ومن الأرض ومما بينهما فألقه في النار فإن كان باطلاً حطمته ولم تحطمك وإن كان حقاً رددته إلي ولم تحجبك.
وقال لي الحرف الذي تكونت به الحروف لا يستطيع محامدي ولا يثبت لمقامي.

موقف عنده

أوقفني عنده وقال لي انظر إلى الحرف وما فيه خلفك فإن إلتفت إليه هويت فيه وإن التفت إلى ما فيه هويت إلى ما فيه.
وقال لي الحق هو ما لو قلبك عنه أهل السموات والأرض ما انقلبت، والباطل هو ما لو دعاك إليه السموات والأرض ما أجبت.
وقال لي لا تأيسن مني فلو جئت بالحرف كله سيئة كان عفوي أعظم.
وقال لي لا تجترئ علي فلو جئت بالحرف كله حسنات كانت حجتي ألزم.
وقال لي فضلي أعظم من الحرف الذي وجدت علمه ومن الحرف الذي علمت علمه ومن الحرف الذي لم تجد علمه ومن الحرف الذي لم تعلم علمه.
وقال لي إذا وقفت عندي رأيت ما ينزل وما يعرج وجاءك الحرف وما فيه فخاطبك كل شيء بلسانه وترجم لك كل بيان ببيانه ودعاك كل شيء إلى نفسه وطلبك كل جنس إلى جنسه.
وقال لي دليله من جنس الحجاب والحجاب من جنس العقاب.
وقال لي من كان الدليل من جنس حجابه احتجب عن حقيقة ما دل عليه.
وقال لي أنا حجاب عارفي وأنا دليل عارفي تعرفت فعرفني وعرف إني تعرفت واحتجبت فعرفني وعرف أنني احتجبت.
وقال لي من لم يكن جاذبه الله لم يصل إلى الله.
وقال لي من أنس بالحجاب الداني أماله إلى الحجاب القاصي.
وقال لي إذا علمت العلم من لدني أخذتك باتباع العالمين كما أخذتك باتباع الجاهلين.
وقال لي إذا رأيت قربي وبعدي أخذتك باتباع القاصدين كما أخذتك باتباع المعرضين.
وقال لي كما آليت أن اظهر حكمتي كذا آليت أن لا أنقض حكمتي.
وقال لي عفوي لا ينقض حكمتي وحكمتي لا تنقض معرفتي.

موقف المراتب

أوقفني في المراتب وقال لي أنا مظهر الإظهار لما لو بدا له أحرقه، وأنا مسر الأسرار لما لو بدا له أحرقه.
وقال لي أظهرت الخلق فصنفتهم أصنافاً وجعلت لها الأفئدة فأوقفتها إيقافاً فكل قلب واقف في مبلغه منقلب بحكم ما وقف فيه.
وقال لي بالتصنيف تعارفت الجسمية وبالوقوف تعارفت العلوية.
وقال لي من عرفني فلا عيش له إلا في معرفتي، ومن رآني فلا قوة له إلا في رؤيتي.
وقال لي إذا عرفتني فخف مكري وأني يعرفه إلا المصطفون لعلمي.

وقال لي اعتبر المكر بالغيرة فإذا رأيتها تحوشك إلي وإلى سبيلي فقد قر قرار حكمتك وأنار هدي هدايتك، تمسك بها واصلك من واصل وجانبك من جانب فهي دليلي الذي لا يتيه وتدبيري الذي لا يحيد.
وقال لي إذا جاءك التأويل فقد جاءك حجابي الذي لا أنظر إليه ومقتي الذي لا أعطف عليه.
وقال لي العلم يدعو إلى العمل والعمل يذكر برب العلم والعلم فمن علم ولم يعمل فارقه العلم ومن علم وعمل لزمه العلم.
وقال لي من فارقه العلم لزمه الجهل وقاده إلى المهالك ومن لزمه العلم فتح له أبواب المزيد منه.
وقال لي إن عصيت النفس إلا من وجه لم تطعك من وجه.
وقال لي بقي علم بقي خاطر، بقيت معرفة بقي خاطر.
وقال لي صاحب العلم إذا رأى صاحب المعرفة آمن ببداياته وكفر بنهاياته وصاحب المعرفة إذا رأى من رآني كفر ببداياته ونهاياته وصاحب الرؤية يؤمن ببداية كل شيء ويؤمن بنهاية كل شيء فلا سترة عليه ولا كفران عنده.
وقال لي العلم عمود لا يقله إلا المعرفة والمعرفة عمود لا يقله إلا المشاهدة.
وقال لي أول المشاهدة نفي الخاطر وآخرها نفي المعرفة.
وقال لي إذا بدا العلم عن المشاهدة أحرق العلوم والعلماء.

موقف السكينة

أوقفني في السكينة وقال لي هي الوجد بي أثبت ما أثبت ومحا ما محا.
وقال لي أثبت ما أثبت من أمري فأوجب أمري ما أوجب من حكمي فخرج حكمي بما جرى من علمي فغلب علمي فأشهدتك أنه غلب فتلك سكينتي فشهدت فتلك بيتي.
وقال لي السكينة أن تدخل إلي من الباب الذي جاءك منه تعرفي.
وقال لي فتحت لكل عارف محق بابا إلي فلا أغلقه دونه فمنه يدخل ومنه يخرج وهو سكينته التي لا تفارقه.
وقال لي أصحاب الأبواب من أصحاب المعارف هم الذين يدخلونها بعلم منها ويخرجون منها بعلم مني.
وقال لي السكينة أن تدعو إلي فإذا دعوت إلي ألزمتك كلمة التقوى فإذا ألزمتك كنت أحق بها فإذا كنت أحق بها كنت أهلها فإذا كنت أهلها كنت مني أنا أهل التقوى وأنا أهل المغفرة.
وقال لي فتحت لك باباً إلي فلا أحجبك عه وهو نظرك إلى ما منه خلقت فأشهدك إشهادي في نظرك فهو بابك الذي لا يغلق دونك وهو سكينتك التي لا ترفع عنك.
وقال لي إذا دخلت إلي فرأيتني فآية رؤيتي أن ترجع بعلم ما دخلت فيه أو بتمكين فيما دخلت فيه.
وقال لي إذا قصدت إلى الباب فاطرح السوى من ورائك فإذا بلغت إليه فألق السكينة من ورائه وادخل إلي لا بعلم فتجهل ولا بجهل فتخرج.
وقال لي في كل علم شاهد سكينة وحقيقتها في الوقوف بالله.
وقال لي الصبر من السكينة والحلم من الصبر والرفق من الحلم.
وقال لي إذا قصدت إلي لقيك العلم فألقه إلى الحرف فهو فيه ألقيته جاءتك المعرفة فألقها إلى العلم فهي فإذا ألقيتها جاءك الذكر فألقه إلى المعرفة فهو فيها فإذا ألقيتها جاءك الحمد فألقه إلى الذكر فهو فيه فإذا ألقيته جاءك الحرف كله فألقه إلى الأسماء فهو فيها فإذا ألقيته جاءتك الأسماء فألقها إلى الاسم فهي فإذا ألقيتها جاءك الاسم فألقه إلى الذات فهو لها فإذا ألقيتها جاءك الإلقاء فألقه إلى الرؤية فهو من حكمها.

موقف بين يديه

أوقفني بين يديه وقال لي أجعل الحرف وراءك وإلا ما تفلح أخذك إليه.
وقال لي الحرف حجاب وكلية الحرف حجاب وفرعية الحرف حجاب.
وقال لي لا يعرفني الحرف ولا ما في الحرف ولا ما من الحرف ولا ما يدل عليه الحرف.
وقال لي المعنى الذي يخبر به الحرف حرف والطريق الذي يهدي إليه حرف.
وقال لي العلم حرف لا يعربه إلا العمل والعمل حرف لا يعربه إلا الإخلاص والإخلاص حرف لا يعربه إلا الصبر والصبر حرف لا يعربه إلا التسليم.
وقال لي المعرفة حرف جاء لمعنى فإن أعربته بالمعنى الذي جاء له نطقت به.
وقال لي السوى كله حرف والحرف كله سوى.
وقال لي ما عرفني من عرف قربي بالحدود ولا عرفني من عرف بعدي بالحدود.
وقال لي ما شيء أقرب إلي من شيء بالحدية ولا شيء أبعد مني من شيء بالحدية.
وقال لي الشك في الحرف فإذا عرض لك فقل من جاء بك.
وقال لي الكيف من الحرف.
وقال لي إذا كلمتك بعبارة لم تأت منك الحكومة لأن العبارة ترددك منك إليك بما عبرت وعما عبرت.
وقال لي أوائل الحكومات أن تعرف بلا عبارة.
وقال لي إذا تعرفت بلا عبارة لم ترجع إليك وإذا لم ترجع إليك جاءتك الحكومات.

وقال لي العبارة حرف ولا حكم لحرف.
وقال لي تعرفي إليك بعبارة توطئة لتعرفي إليك بلا عبارة.
وقال لي إذا تعرفت إليك بلا عبارة خاطبك الحجر والمدر.
وقال لي أوصافي التي تحملها العبارة أوصافك بمعنى وأوصافي التي لا تحملها العبارة لا هي أوصافك ولا من أوصافك.
وقال لي إن سكنت إلي العبارة نمت وإن نمت مت فلا بحيوة ظفرت ولا على عبارة حصلت.
وقال لي الأفكار في الحرف والخواطر في الأفكار وذكرى الخالص من وراء الحرف والأفكار واسمي ومن وراء الذكر.
وقال لي اخرج من العلم الذي ضده الجهل ولا تخرج من الجهل الذي ضده العلم تجدني.
وقال لي اخرج من المعرفة التي ضدها النكرة تعرف فتستقر فيما تعرف فتثبت فيما تستقر فتشهد فيما تثبت فتتمكن فيما تشهد.
وقال لي العلم الذي ضده الجهل علم الحرف والجهل الذي ضده العلم جهل الحرف فاخرج من الحرف تعلم علماً لا ضد له وهو الرباني وتجهل جهلاً لا ضد له وهو اليقين الحقيقي.
وقال لي إذا علمت علماً لا ضد له وجهلت جهلاً لا ضد له فلست من الأرض ولا من في السماء.
وقال لي إذا لم تكن من الأرض لم أستعملك بأعمال أهل الأرض وإذا لم تكن من أهل السماء لم أستعملك بأعمال أهل السماء.
وقال لي أعمال أهل الأرض الحرص والغفلة فالحرص تعبدهم لنفوسهم والغفلة سكونهم إلى نفوسهم.
وقال لي أعمال أهل السماء الذكر والتعظيم فالذكر تعبدهم لربهم والتعظيم سكونهم إلى ربهم.
وقال لي العبادة حجاب دان أنا من ورائه محتجب بوصف العزة، والتعظيم حجاب أدنى أنا من ورائه محتجب بوصف الغنى.
وقال لي إذا جزت الحرف وقفت في الرؤية.
وقال لي لن تقف في الرؤية حتى ترى حجابي رؤية ورؤيتي حجاباً.
وقال لي من علوم الرؤية أن تشهد صمت الكل ومن علوم الحجاب أن تشهد نطق الكل.
وقال لي من علوم صمت الكل أن تشهد عجز الكل ومن علوم نطق الكل أن تشهد تعرض الكل.
وقال لي من علوم القرب أن تعلم احتجابي بوصف تعرفه.
وقال لي إن جئتني بعلم أي علم جئتك بكل المطالبة وإن جئتني بمعرفة أي معرفة جئتك بكل الحجة.
وقال لي إذاجئتني فألق العبارة وراء ظهرك وألق المعنى وراء العبارة وألق الوجد وراء المعنى.
وقال لي إن لقيتني وبيني وبينك مما بدا فلست مني ولا أنا منك.
وقال لي إن لقيتني وبيني وبينك شيء مما بدا لقيتك وبيني وبينك شيء مما بدا فأنا أحق بما بدا.
وقال لي أنا الذي لا أحب أن ألقاك بما بدا وإن كنت أستحقه عليك فلا تلقني به فليس حسنة منك.
وقال لي إذا جئتني فألق ظهرك وألق ما وراء ظهرك وألق ما قدامك وألق ما عن يمينك وألق ما عن شمالك.
وقال لي إلقاء الذكر أن لا تذكرني من أحل السوى وإلقاء العلم أن لا تعمل به من أجل السوى.
وقال لي لن تلقي في موتك إلا ما لقيته حيوتك.
وقال لي اعرض نفسك على لقائي في كل يوم مرة أو مرتين وألق ما بدا كله والقني وحدك كذا أعلمك كيف تتأهب للقاء الحق.
وقال لي اعرض نفسك علي في كل يوم مرة أحفظ نهارك، واعرض نفسك علي كل ليلة أحفظ ليلك.
وقال لي احفظ نهارك أحفظ ليلك، احفظ قلبك أحفظ همك، واحفظ علمك أحفظ عزمك.
وقال لي اعرض نفسك علي في أدبار الصلوات.
وقال لي أتدري كيف تلقاي وحدك أن ترى هدايتي لك بفضلي لا أن ترى عملك وأن ترى عفوي لا أن ترى علمك.
وقال لي اعلم واجتهد واعمل واجتهد واجتهد واجتهد فإذا فرغت فألقه في الماء آخذه بيدي وأثمره ببركتي وأزيد في كرمي.
وقال لي أحسن إلى كل أحد تنبه روحه على التعلق بي، واحلم عن كل أحد تنبه عقله على استفتاح أمري ونهي.
وقال لي تواضع لي تزهد فيما زهدت فيه.
وقال لي إذا رأيت القاسية قلوبهم فصف لهم رحمتي فإن أجابوك وإلا فاذكر عظيم سطوتي.
وقال لي إن اعترفوا لك فقد أجابوك، وإن أنكروا ما تقول فقد جحدوك.
وقال لي إنما اسمك مكتوب على وجه ما به تسكن.
وقال لي إنما انظر إلى ما به تستقل.
وقال لي إن خرجت من معناك خرجت من اسمك، وإن خرجت من اسمك وقعت في اسمي.
وقال لي السوى كله محبوس في معناه ومعناه محبوس في اسمه فإذا خرجت من اسمك ومعناك لم تكن لمن حبس في اسمه ومعناه سبيل عليك.
وقال لي إذا وقعت في الاسم ظهرت عليك علامة الإنكار فتعرض كل شيء لفتنتك وتراىء كل خاطر لقلبك.
وقال لي الآن من تعرض بك فقد تعرض بي.
وقال لي انظر ما به تسكن فإنه مضاجعك في قبرك.
وقال لي من قام في مقام معرفتي فخرج منه وعرف الوجد بي فخرج منه مستقراً بخروجه أوقدت له ناراً مفردة.
وقال لي أنا العظيم الذي لا يحمل عظمته ما سواه، وأنا الكريم الذي لا يحمل كرمه ما سواه.
وقال لي غلبت أنوار ذكرى على الذاكرين فأبصروا قدسي فكشف لهم قدسي عن عظمتي فعرفوا حقي فأسفرت لهم عظمتي عن عياني فخشعوا لعزي فأخبرهم عزي بقربي وبعدي فاستيقنوا قربي فأجهلهم بي قربي فرسخوا في معرفتي.
وقال لي أنا المهيمن فلا تخفي علي خافية، وأنا العليم فكل خافية عندي بادية.
وقال لي أنا الحكيم فكل بادية جارية، وأنا المحيط فكل جارية آتية.
_________________

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دكتور : محمد ربيع هاشم
Admin
دكتور : محمد ربيع هاشم


عدد الرسائل : 1663
العمر : 54
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري Empty
مُساهمةموضوع: رد: المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري   المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري I_icon_minitimeالثلاثاء 27 مايو 2008, 4:08 pm

الشاعرة ضحى بوترعة
فعلا اختيار رائع ، هذا الكتاب من أعظم ما كتب في الصوفية ، وانا أعتبره من أعظم ما قرأت في حياتي ، فيه استشراف رهيب للنفس البشرية ، وفضاء ممتع لعالم الروح الذي لا ينجلي إلا للخواص وخواص الخواص ، فكر فلسفي ملهم وعميق ، لا يتذوقه إلا من يعرف جيدا كيفية الطريق إلى المعرفة الحقيقية
تقديري لك واعتزازي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://poems.mam9.com
محمد حسني إبراهيم
مشرف قسم شعر العامية
محمد حسني إبراهيم


عدد الرسائل : 358
العمر : 59
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري Empty
مُساهمةموضوع: رد: المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري   المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري I_icon_minitimeالجمعة 30 مايو 2008, 11:30 am

المواقف والمخاطبات اختيار جيد يا شاعره
لكى نضعه بالفعل بين ايدينا
لك كل التقدير على اختياراتك الجيده
تقديرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://aboonoor64.jeeran.com/
زائر
زائر




المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري Empty
مُساهمةموضوع: رد: المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري   المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري I_icon_minitimeالجمعة 30 مايو 2008, 2:06 pm

جميل Smile
أعجبني ما قرأت بالرغم من ان فهمي للأشياء هنا ليس كاملاً ..
و ربما السبب هو أنني لا أفهم الكتب الصوفية ..
شكراً لكِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ضحى بوترعة
مشرف قسمي حوارات خاصة مع شخصيات مبدعة وقضايا وآراء أدبية



عدد الرسائل : 1313
العمر : 55
الجنسية : تونسية
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري Empty
مُساهمةموضوع: رد: المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري   المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري I_icon_minitimeالجمعة 30 مايو 2008, 2:13 pm



أخي العزيز د محمد

شكرا لمرورك اللطيف واهتمامك بهذه النصوص الصوفية

فليس بغريب عن شاعر مثلك

مودتي وتقديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المواقف والمخاطبات - مواقف متعددة - النفري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: الرواد-
انتقل الى: