]صـاد
همو الصغارُ يغتسلونَ بدفءِ الجدة
و الترحال ،
و أنا ألهو بضعفكَ
و أزجني إلى نخاعكَ
كى
تخلطني
بصبحٍ .
أرى العابرين
يمضغونكَ وقتما يبغون
وإذا عبثت " طوبة "
بزبدٍ ملتحمٍ على رئتيك ،
يبصقون حزنهم بوجهكَ
وأنت يا ظلنا :
ما ذلَّك البكاء
و صمتك ؟
· خـاء
أتسللُّك َ
كى تخلعَ تجاعيدَ النرجسِ
و تغنيني :
" عيناك فيروزتان
لا الزبدُ استطاعَ نحتهما
و لا
النوارس " .
تسرقني كلَّ مساءٍ
لترتبني
و تهيؤني لحكيٍّ آخر
حيث قمرٌ متسكعٌ يغمرنا
و أنت تقصُ
:
كيف تمخض جبلُ الساحلِ عن
طابيةٍ *
عن عشقٍ جمع صخوركَ
و السلسال *،
و عجوزٍ . .
تبتلعُ طابيةً خرساء ؟
· واو
يا شيخنا :
كبرتُ مع حكيكَ القديم ،
أتلثمُ صخركَ أبراجًا للراحلين
تصدهُم عن المغيب
و ما استكانوا لافتعالات النوارسِ
و لا
لصراخِ
زبدٍ
متكسرٍ .
أمهاتٌ شققنَّ المساءاتِ حزنًا
و ابتهلنَّ ألف يومٍ و شط .
لم تعد تلك العجوزُ تختلي بالمساء
تكسَّر الدمُ الذي
دفعناهُ
مهرًا .
تبخر الزمنُ الشفيف
و أنتَ لا تثمرُ غير بكاءٍ
في
انتظار
العائدين
كنوارسٍ
ظامئة .
· راء
هم الآن راحلون
بغيرِ عهدكَ يأملونْ
و يلوحون :
" زج بنا يا بحرُ
مع النوارسِ و الزبد
و اطمس
فناركَ
القديم "
· نورسةٌ أخرى
نمْ
بوغازنا * الحنون
لا
تحسبُ
الصغارَ
عائدين .
هامش :
*طابية : حصون بناها الزعيم عرابي بمدينة عزبة البرج الساحلية لحماية مصر .
*السلسال : برج أنشأ قديما سميت عزبة البرج نسبة إليه .
*بوغاز : منطقة التقاء مصب نهر النيل بالبحر المتوسط</U></STRONG>[/size][/u][/b].