عصام الزهيري مشرف قسم القصص والروايات
عدد الرسائل : 460 العمر : 51 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: صدر حديثا : من ذكريات معتقل سياسي الخميس 29 مايو 2008, 2:56 am | |
|
ما أهمية أن يكتب سجين سياسي ذكريات اعتقاله بعد مرور ما يقرب من الخمسين عاما على فترة سجنه (1959)؟ في مقدمة كتابه "من ذكريات معتقل سياسي" الصادر حديثا على نفقة المؤلف يروى "صليب ابراهيم" حادثة أو دافع نشر الكتاب. ويتضح للقارئ من صفحتي المقدمة القصيرة أن دافع تدوين تجربة الاعتقال القديمة هو أن نصف القرن الذي أصبح يفصل بين السجين وبين سجنه لم ينجح في محو التجربة القاسية من ذاكرته، لم يفلح مرور الزمن في أن يجعل من صورها ومشاهدها مادة ذاكرة لا تستدعي نفسها بنفسها ولا تقحم مشاهدها على السياق اليومي لعقل وتفكير صاحبها. والقارئ في هذه الحالة في مواجهة شهادة معذبة لتجربة أليمة ووثيقة إدانة من ضحية لجلاديها وصرخة معاناة من استبداد دموي ترك أثاره الوحشية على أجساد وعقول ونفوس ضحاياه لأكثر من نصف قرن من الزمان. عبر الكثير من الحوادث والتفاصيل المؤلمة الخاصة باعتقال الشيوعيين بين سجون الأجانب قبل الثورة والواحات والمحاريق والفيوم والقلعة بعدها (الاعتقال بعد الثورة كان الأكثر دموية وفجورا وتوحشا مما قبلها!) يتمكن القارئ من التقاط سمات معينة تميز شخصية مؤلف الكتاب "صليب ابراهيم" الذي لم يخصص صفحة واحدة من الكتاب لحديث مفصل عن ذاته. لكن يعرف القارئ من الصفحات الأولى وربما من السطور الأولى للكتاب أنه في لقاء مع شخصية عذبة لمناضل شيوعي لها كل ما يميز الشخصيات النبيلة من سمات إنسانية نادرة، الإخلاص الشديد والثبات على المبدأ والقدرة على تحمل ما لا يطيقه بشر في سبيل الفكرة وإنكار الذات والتضحية ببساطة ودون مقابل في سبيل زملاء مبدئه وأبناء مجتمعه وأفراد الإنسانية كلها. إنسان يناضل نضالا حرا دون أي دافع سوى انتصار قضايا العدل والحرية، الاشتراكية والديموقراطية، فوق الأرض التي يعشقها. ففي السجن حين تبدأ التناقضات بين فصائل اليسار في الظهور لا يجد هذا الطراز الفريد من البشر ومن المناضلين من أجل البشر إلا السخرية ينافحون بها عن إنسانيتهم. "في الليل وبعد أن تشوش التفكير بهذه الأراء قرعت بيدي على الحائط الجانبي للزنزانة التي بجواري ورد من بداخلها بالطرق ايضا وندهت: - محمود يا مرسي - نعم يا ابوجهاد (اسم ابني) - قولي يا محمود أنا أصلي إيه؟ وحبكت النكتة مع محمود مرسي كعادته دائما وقال: أصلك وسخ يا حبيبي.." أما في ساعات النهار المملوءة بالشقاء والتعذيب الوحشي وأعمال السخرة في الصحراء فينخرط الرجال في سيمفونية مقاومة عظيمة ومؤلمة يدافعون بها عن عقولهم التي تستهدفها أساليب التعذيب النازية المنهجية المنظمة - التي يصفها الكتاب بـ"مخطط الإبادة" - وعن أبدانهم التي تستهدفها ضراوة حراس السجن وضباطه. وتقدم الذكريات صورا مجسمة ومفزعة لهؤلاء العسكريين، الموظفين الذين جردهم الميري من إنسانيتهم وحولهم إلى أدوات غليظة للقمع وانتهاك الجسد والروح البشرية للمعتقلين. "خلاص بطلوا جري يا ولاد الكلب (ولاد الكلب شعار وطني) ونرجو أن يكون هذا الكلب الذي نحن أولاده كلبا بلديا قحا وليس كلب خواجات حتى لا نتهم بالعمالة الأجنبية أو السوفيتية بسببه." في ظروف القسوة والقهر والخشونة والاضطهاد ينخرط سجناء الفكر ومناضلي الغد في استماتة من أجل إقامة تجمع إنساني يتسم ببعض سمات المجتمعات الإنسانية التي خلفوها وراء ظهورهم: احتفالات صغيرة، حفلات شعرية، مسابقات (جائزتها نصف علبة طحنية أو سيجارتين لمن أراد الاستبدال)، معارض صور للأطفال على البطاطين المنشورة على الحبال، منحوتات صغيرة من جبس التجبير المهرب من العيادات، أدوات بدائية للكتابة (أقلام رصاص وورق لف السجائر). فيما يتفاعل حولهم عالم مليء بالقسوة والمفارقات المضحكة المبكية "- عم رجب أنت لامؤاخذه كنت بتشتغل ايه؟ فهو ممتليء بالصحة في سمار ولون أرضنا الطيبة وكنت أظنه فلاحا أو أجيرا. وبدأ مفاتيح كلامه تنفك وتطلق لسانه في سرد ظريف: - أنا يا زميل كنت حرامي..شويه نصاب..شويه عاطل..شويه لما يفرجها ربنا ترزق..وربنا لا ينسى أحد (حتى في السرقة!!)" ويطل السجناء الشيوعيون على أقرب أناس عالم المعتقل منهم، رفقاء السجن من أبناء تيار آخر يختلف اختلافا جذريا عنهم. الإخوان المسلمون كانوا يتمتعون في معتقلاتهم الستينية بمعاملة حسنة تختلف عن معاملة الشيوعيين، إن كان يمكن التفرقة في حالة الاعتقال السياسي والحرمان من الحقوق الإنسانية البسيطة بين نوعين من المعاملة. في حالة الإخوان كانوا هم الأقرب إلى حراس السجن وجلاديه لذلك كانوا الأبعد عن أشكال وأدوات القسوة والإهانة اليومية، وكانوا المسئولين عن إدارة مطابخ السجن ومزارعها وكان هذا الوضع يجعلهم بمقاييس السجون في حالة من الرفاهية التي يغبطهم عليها غيرهم من معتقلي التيارات الأخرى. والأدهى في ظل هذا الظرف المعادي كما يقول المؤلف: "عندما يفرج عن أحدهم اعتقال أو سجن أو حكم تأدية عقوبة مهما طالت، كان بمجرد الإفراج عنه يجد كل تسهيل ممكن..يعود إلى عمله فورا مهما طالت مدة انقطاعه..يصرف كل مستحقاته..مرتب وعلاوات وترقيات طيلة مدة الاعتقال وكأنه كان يعمل بخدمة الدولة دون أي انقطاع أو غياب.. وتساؤلت في نفسي: ترى لماذا هذه التفرقة؟" وأنا سأترك سؤال "صليب إبراهيم" جانبا لأتفرغ للتفكير في إجابة لسؤال آخر تطرحها مذكراته: بعد أكثر من نصف قرن من قيام دولة يوليو "المدنية" تعرفنا مذكرات صليب ابراهيم بطرف خفي من سيرة صناعة هذه الدولة لنقيضها الديني وتفسر هذه الصناعة التي تتعدد أشكالها وأدواتها داخل المعتقلات وخارجها الغياب الجماهيري لكل اتجاهات وتيارات العمل السياسي المدني في مصر لحساب التيارات الدينية اللاعب شبه الوحيد بالإضافة للحزب الحاكم على الساحة حاليا.
| |
|
آسيا خليل مشرف قسم الرواد
عدد الرسائل : 195 العمر : 54 الجنسية : سورية تاريخ التسجيل : 13/05/2008
| موضوع: رد: صدر حديثا : من ذكريات معتقل سياسي الجمعة 06 يونيو 2008, 10:49 pm | |
| الأستاذ عصام الزهيري الإنسان والأديب المثقف تحياتي العميقة اليوم فقط تنبهت إلى هذه المادة التي أدرجتها أعدتني إلى سنوات مضت ، وما كنت يوماً قد نسيت لا شيء يمحو تلك القسوة يا أخي هديتي لك هذا المقطع الصغير
أيتها الطرقاتُ الطويلةُ ما الذي يردعني الآن عن امتطاءِ صهوةِ مسافاتِكِ في أمسياتِ الصيفِ سوى .. خلاخيلِ الحديدِ .
تحية لك | |
|
شحاته ابراهيم مشرف قسم شعر الفصحى
عدد الرسائل : 132 العمر : 58 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: صدر حديثا : من ذكريات معتقل سياسي الجمعة 06 يونيو 2008, 11:14 pm | |
| - عصام الزهيري كتب:
ما أهمية أن يكتب سجين سياسي ذكريات اعتقاله بعد مرور ما يقرب من الخمسين عاما على فترة سجنه (1959)؟ في مقدمة كتابه "من ذكريات معتقل سياسي" الصادر حديثا على نفقة المؤلف يروى "صليب ابراهيم" حادثة أو دافع نشر الكتاب. ويتضح للقارئ من صفحتي المقدمة القصيرة أن دافع تدوين تجربة الاعتقال القديمة هو أن نصف القرن الذي أصبح يفصل بين السجين وبين سجنه لم ينجح في محو التجربة القاسية من ذاكرته، لم يفلح مرور الزمن في أن يجعل من صورها ومشاهدها مادة ذاكرة لا تستدعي نفسها بنفسها ولا تقحم مشاهدها على السياق اليومي لعقل وتفكير صاحبها. والقارئ في هذه الحالة في مواجهة شهادة معذبة لتجربة أليمة ووثيقة إدانة من ضحية لجلاديها وصرخة معاناة من استبداد دموي ترك أثاره الوحشية على أجساد وعقول ونفوس ضحاياه لأكثر من نصف قرن من الزمان. عبر الكثير من الحوادث والتفاصيل المؤلمة الخاصة باعتقال الشيوعيين بين سجون الأجانب قبل الثورة والواحات والمحاريق والفيوم والقلعة بعدها (الاعتقال بعد الثورة كان الأكثر دموية وفجورا وتوحشا مما قبلها!) يتمكن القارئ من التقاط سمات معينة تميز شخصية مؤلف الكتاب "صليب ابراهيم" الذي لم يخصص صفحة واحدة من الكتاب لحديث مفصل عن ذاته. لكن يعرف القارئ من الصفحات الأولى وربما من السطور الأولى للكتاب أنه في لقاء مع شخصية عذبة لمناضل شيوعي لها كل ما يميز الشخصيات النبيلة من سمات إنسانية نادرة، الإخلاص الشديد والثبات على المبدأ والقدرة على تحمل ما لا يطيقه بشر في سبيل الفكرة وإنكار الذات والتضحية ببساطة ودون مقابل في سبيل زملاء مبدئه وأبناء مجتمعه وأفراد الإنسانية كلها. إنسان يناضل نضالا حرا دون أي دافع سوى انتصار قضايا العدل والحرية، الاشتراكية والديموقراطية، فوق الأرض التي يعشقها. ففي السجن حين تبدأ التناقضات بين فصائل اليسار في الظهور لا يجد هذا الطراز الفريد من البشر ومن المناضلين من أجل البشر إلا السخرية ينافحون بها عن إنسانيتهم. "في الليل وبعد أن تشوش التفكير بهذه الأراء قرعت بيدي على الحائط الجانبي للزنزانة التي بجواري ورد من بداخلها بالطرق ايضا وندهت: - محمود يا مرسي - نعم يا ابوجهاد (اسم ابني) - قولي يا محمود أنا أصلي إيه؟ وحبكت النكتة مع محمود مرسي كعادته دائما وقال: أصلك وسخ يا حبيبي.." أما في ساعات النهار المملوءة بالشقاء والتعذيب الوحشي وأعمال السخرة في الصحراء فينخرط الرجال في سيمفونية مقاومة عظيمة ومؤلمة يدافعون بها عن عقولهم التي تستهدفها أساليب التعذيب النازية المنهجية المنظمة - التي يصفها الكتاب بـ"مخطط الإبادة" - وعن أبدانهم التي تستهدفها ضراوة حراس السجن وضباطه. وتقدم الذكريات صورا مجسمة ومفزعة لهؤلاء العسكريين، الموظفين الذين جردهم الميري من إنسانيتهم وحولهم إلى أدوات غليظة للقمع وانتهاك الجسد والروح البشرية للمعتقلين. "خلاص بطلوا جري يا ولاد الكلب (ولاد الكلب شعار وطني) ونرجو أن يكون هذا الكلب الذي نحن أولاده كلبا بلديا قحا وليس كلب خواجات حتى لا نتهم بالعمالة الأجنبية أو السوفيتية بسببه." في ظروف القسوة والقهر والخشونة والاضطهاد ينخرط سجناء الفكر ومناضلي الغد في استماتة من أجل إقامة تجمع إنساني يتسم ببعض سمات المجتمعات الإنسانية التي خلفوها وراء ظهورهم: احتفالات صغيرة، حفلات شعرية، مسابقات (جائزتها نصف علبة طحنية أو سيجارتين لمن أراد الاستبدال)، معارض صور للأطفال على البطاطين المنشورة على الحبال، منحوتات صغيرة من جبس التجبير المهرب من العيادات، أدوات بدائية للكتابة (أقلام رصاص وورق لف السجائر). فيما يتفاعل حولهم عالم مليء بالقسوة والمفارقات المضحكة المبكية "- عم رجب أنت لامؤاخذه كنت بتشتغل ايه؟ فهو ممتليء بالصحة في سمار ولون أرضنا الطيبة وكنت أظنه فلاحا أو أجيرا. وبدأ مفاتيح كلامه تنفك وتطلق لسانه في سرد ظريف: - أنا يا زميل كنت حرامي..شويه نصاب..شويه عاطل..شويه لما يفرجها ربنا ترزق..وربنا لا ينسى أحد (حتى في السرقة!!)" ويطل السجناء الشيوعيون على أقرب أناس عالم المعتقل منهم، رفقاء السجن من أبناء تيار آخر يختلف اختلافا جذريا عنهم. الإخوان المسلمون كانوا يتمتعون في معتقلاتهم الستينية بمعاملة حسنة تختلف عن معاملة الشيوعيين، إن كان يمكن التفرقة في حالة الاعتقال السياسي والحرمان من الحقوق الإنسانية البسيطة بين نوعين من المعاملة. في حالة الإخوان كانوا هم الأقرب إلى حراس السجن وجلاديه لذلك كانوا الأبعد عن أشكال وأدوات القسوة والإهانة اليومية، وكانوا المسئولين عن إدارة مطابخ السجن ومزارعها وكان هذا الوضع يجعلهم بمقاييس السجون في حالة من الرفاهية التي يغبطهم عليها غيرهم من معتقلي التيارات الأخرى. والأدهى في ظل هذا الظرف المعادي كما يقول المؤلف: "عندما يفرج عن أحدهم اعتقال أو سجن أو حكم تأدية عقوبة مهما طالت، كان بمجرد الإفراج عنه يجد كل تسهيل ممكن..يعود إلى عمله فورا مهما طالت مدة انقطاعه..يصرف كل مستحقاته..مرتب وعلاوات وترقيات طيلة مدة الاعتقال وكأنه كان يعمل بخدمة الدولة دون أي انقطاع أو غياب.. وتساؤلت في نفسي: ترى لماذا هذه التفرقة؟" وأنا سأترك سؤال "صليب إبراهيم" جانبا لأتفرغ للتفكير في إجابة لسؤال آخر تطرحها مذكراته: بعد أكثر من نصف قرن من قيام دولة يوليو "المدنية" تعرفنا مذكرات صليب ابراهيم بطرف خفي من سيرة صناعة هذه الدولة لنقيضها الديني وتفسر هذه الصناعة التي تتعدد أشكالها وأدواتها داخل المعتقلات وخارجها الغياب الجماهيري لكل اتجاهات وتيارات العمل السياسي المدني في مصر لحساب التيارات الدينية اللاعب شبه الوحيد بالإضافة للحزب الحاكم على الساحة حاليا.
انت تعرف يا عصام ان الدافع الاساسى لحضورى هذه الندوة هو اننى شحاته ابراهيم وهو صليب ابراهيم وبناء على ذلك ما كان بمقدورى الغياب عن هذ الندوة ورغم اننى اتبع القاعدة فعلى ما اظن ان الاستاذ صليب ربما يتبع احد الافرع الجهادية الاخرى اعجبته هذه القفشة قال المتنبى منذ سنة 300 هـ حصلت بارض مصر على عبيد كأن الحر بينهم ُ يتيم الشعب المصرى غاوى استعباد وقهر واستذلال للسلطة ولذا كان سؤالى لهما : ولماذا لم ترفعا القضايا تلو القضايا لماذا لم تعذبوا من عذبكم كيف يجرؤ شخص تافه بسبب حماية السلطة له ان يعذب المئات بل الآلاف ثم ينام قرير العين بقية حياته لا يقدم لمحامات لا تقومون باذلاله كما اذلكم لو عرف كل محتم بالسلطة ان الشعب سينتقم منه لو نكل به ..لتعلموا ان يحترموا القانون والناس لكنهم يعذبون ويعيشون فى امان لأنه لا احد يفكر فى المطالبة بحقوقه ورفع القضايا على اكبر راس فى البلد قبل اصغرها لو انتهكت حقوقه لكننا استمرأنا الذل والهوان وقبلنا ان يصفعنا ويركلنا اولاد الجزمة ويبدو ان مقولة المتنبى ليست بعيدة عنا | |
|
عصام الزهيري مشرف قسم القصص والروايات
عدد الرسائل : 460 العمر : 51 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: صدر حديثا : من ذكريات معتقل سياسي السبت 07 يونيو 2008, 1:54 am | |
| - آسيا خليل كتب:
- الأستاذ عصام الزهيري
الإنسان والأديب المثقف تحياتي العميقة اليوم فقط تنبهت إلى هذه المادة التي أدرجتها أعدتني إلى سنوات مضت ، وما كنت يوماً قد نسيت لا شيء يمحو تلك القسوة يا أخي هديتي لك هذا المقطع الصغير
أيتها الطرقاتُ الطويلةُ ما الذي يردعني الآن عن امتطاءِ صهوةِ مسافاتِكِ في أمسياتِ الصيفِ سوى .. خلاخيلِ الحديدِ .
تحية لك صاحبة الكلمة المبدعة المحلقة آسيا خليل أتقبل هديتك الشاعرة بسلال الورد وبهجة النور سطورك أثارت شغفي..في الأمر قصة تستحق أن تروى لماذا لا ترويها لنا؟ | |
|
عصام الزهيري مشرف قسم القصص والروايات
عدد الرسائل : 460 العمر : 51 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: صدر حديثا : من ذكريات معتقل سياسي السبت 07 يونيو 2008, 2:23 am | |
| - شحاته ابراهيم كتب:
- [/color]
انت تعرف يا عصام ان الدافع الاساسى لحضورى هذه الندوة هو اننى شحاته ابراهيم وهو صليب ابراهيم وبناء على ذلك ما كان بمقدورى الغياب عن هذ الندوة ورغم اننى اتبع القاعدة فعلى ما اظن ان الاستاذ صليب ربما يتبع احد الافرع الجهادية الاخرى اعجبته هذه القفشة قال المتنبى منذ سنة 300 هـ حصلت بارض مصر على عبيد كأن الحر بينهم ُ يتيم الشعب المصرى غاوى استعباد وقهر واستذلال للسلطة ولذا كان سؤالى لهما : ولماذا لم ترفعا القضايا تلو القضايا لماذا لم تعذبوا من عذبكم كيف يجرؤ شخص تافه بسبب حماية السلطة له ان يعذب المئات بل الآلاف ثم ينام قرير العين بقية حياته لا يقدم لمحامات لا تقومون باذلاله كما اذلكم لو عرف كل محتم بالسلطة ان الشعب سينتقم منه لو نكل به ..لتعلموا ان يحترموا القانون والناس لكنهم يعذبون ويعيشون فى امان لأنه لا احد يفكر فى المطالبة بحقوقه ورفع القضايا على اكبر راس فى البلد قبل اصغرها لو انتهكت حقوقه لكننا استمرأنا الذل والهوان وقبلنا ان يصفعنا ويركلنا اولاد الجزمة ويبدو ان مقولة المتنبى ليست بعيدة عنا رفيقي الجميل شحاته إبراهيم أعجبتني كثيرا - وأضحكتنا جميعا - مجموعة المفارقات التي تم توليدها من تشابه الأسماء بينكما. وعلى رأسها أن المسلم والمسيحي في الوطن سواء أمام استبداد المستبد وقمع القامع ونهب الناهب. أما المفارقة التي لم تقال فهي أن كل منكما ينتمي لجيل من الأباء والأبناء الذين دفعوا ضريبة الحرية (مع الأخذ في الحسبان أن ضريبة جيل الأباء كانت أفدح وضريبة جيل الأبناء أقل وهو ما يجعل لضريبتهم استحقاقها ومعناها) تعرف أني أختلف عنك في هذا الحكم المتنبي القاسي على الشعب المصري. فشعب مصر هو من أكثر شعوب المنطقة التي تثور على الظلم في التاريخ القريب والبعيد. ولنضرب مثلا بقرنين لا غير من نهاية 18 إلى بداية 21..عد معايا: ثورة القاهرة الأولى والثانية على زمن الحملة الفرنسية، بينهما وقبلهما وبعدهما ثورات كثيرة للطوائف المختلفة وتلتها الهبة الشعبية التي قادها السيد عمر مكرم وأتت بمحمد علي للحكم، ثورة عرابي وثورة 1919 وبينهما هبة دنشواي التي أدت لإعدام زهران ورفاقه، ثورة يوليو، وهذه تلتها انتفاضة الطلبة 1968 وانتفاضة الخبز 1977 وانتفاضة الأمن المركزي 1983 وإضراب المحلة 2008. أي معنى إذن للحكم الجائر على شعب لا يهدأ ولا يستكين ولا تبطل له ثورة حتى يبدأ له كفاح؟ تصوري أن هذا الحكم نابع من مثالية لا غبار عليها إلا في أنها تستحلب الأمل وتستبطن اليأس. كل شعب يملك عقلا جمعيا (ما نسميه بلغة الصحافة الرأي العام)، أنا وأنت وكل مصري مهما قل أو عظم شأنه نؤثر في هذا العقل بأرائنا وأفكارنا وحركتنا وخبراتنا، وهذا العقل هو الذي يصنع الحدث التاريخي في النهاية وهو من يقرر متى هي اللحظة المناسبة لمواجهة الظلم. في لحظات اليأس نقول أنا وأنت وغيرنا الكثير في أخلاق شعبنا لكن الحقيقة التاريخية والحكم العقلي هما ما يجب أن يستقر. هي نقاشاتنا التي لا يمكن أن تنتهي..ألا تبعث هي ذاتها على التفاؤل؟
عدل سابقا من قبل عصام الزهيري في السبت 07 يونيو 2008, 3:13 am عدل 1 مرات | |
|
george fakhry مشرف قسم الفن التشكيلي
عدد الرسائل : 185 العمر : 70 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 17/05/2008
| موضوع: رد: صدر حديثا : من ذكريات معتقل سياسي السبت 07 يونيو 2008, 2:52 am | |
| مادمنا جميعا نضحك ونسخر من مصائبنا ونقف كمتفرجين على مهازل لاتنتمى للانسانية فاليكم أهدى هذه الوثيقة التاريخية وصمة عار أخرى فى جبين الشعوب المتخاذلة والحكام منتهكوا كرامة شعوبهم بعد قراءتها اختلطت الدموع بالضحك وشعرت أننى مجرد غبى آخر ينتمى لهذا الوطن الكسير | |
|
عصام الزهيري مشرف قسم القصص والروايات
عدد الرسائل : 460 العمر : 51 الجنسية : مصر تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: صدر حديثا : من ذكريات معتقل سياسي السبت 21 يونيو 2008, 3:33 am | |
| الصديق الفنان جورج فخري وأي خطورة يمكن أن تكتسبها الوثائق الدامغة في عصور أصبح فيها التزييف والتزوير من نافلة القول ومن الأمور التي لا تحتاج ليس إلى الصدمة ولكن إلى الدهشة أو التعجب ما فعلوه في شعوبنا إثم تاريخي لن تغفره الأجيال القادمة | |
|