لا تنسَ أنا هُنا ... ،

.
.

فوق الاشياء التي تعانق المسافة، ثمة اشياء تقيس إنتظاري لرنة هاتف، او بعض الرسائل المعلقة بخيط أونلايني يصنع الايقونات المأججة بالكثير من الحنين. اتخيل انني ايضا ببعدٍ ثلاثي يبعدني عنكَ ويجعلني اقترب من برودة أضافرك التي اكاد ان اشم رائحة المحاولات بها، ولا تكتبني كما احاول كتابتكَ. الاشياء التي عانقت المسافة ما زالت كثيرة، مليئة بالغبار والمكائد التي تصنعها من جيوب ذاكرتك، انا اعلم جيدا انك تحاول بشتى الطرق ان تطردني من التعلق بكَ، فَتَفشل. ثم انني احاول ايضاً في جعلك أقرب، وأنجح.

تساؤلت بيني وبين النافذة التي تستيقظ على إشتياقي لرؤية وجهكَ المخيف، اما زال معشوشباً بالعزاء والتورط بالحياة؟! ام قررت التخلص من آثاره كأنا النافذة الكبيرة التي تطل على مساحة كبيرة من البيوت والأسرار، تعرفني جيداً كأنتَ، لكنها هُنا حين احتاجها، اما وجهكَ يتلاشى تماماً خلف السماء، حين يشتد إحتياجي لوجهكَ.

تزداد المسائل التي تربطني بك تماما كدهليز ينغلق عند دخوله فيزداد توسعاً خلف الضـوء البعيد، وكل مرة تحاول ان تركض، تختصر الوقت، لكنك تعلم جيداً أن لا ضوء في آخر هذا السير، وأن ما ينتظرك فقط كمية هائلة من الخذلان. لكنكَ تصر اصراراً على مقاومة هذا الشك في ذكائك وتصر ان تكمل السير رغم معرفة الحقيقة.

لا تنسَ إنني هُنا، أحمل أثقال أفكارك المتعبة، وأسير وراء الاحداث اليومية التي تورطني بكَ أكثر. اتعلم انني امارسك رياضةٌ صباحية، توقظ شراييني المخدرة بالاحلام والانتظار.

لا تنس إنني هُنا، أشتم قدراتي الضعيفة التي لا تمدني إليك... والتي قررت ان تتيح لكَ مسافاتٍ أكبر من المسافات التي بيننا، وتزرع في وجهك الشمس لتغيب في آخر اليوم.

لا تنسَ إنني هُنا، أقيم بين الاوراق القديمة جدا، أنثر أنفاسي بين حوافها العديدة، التي ينتمي بعضها اليك، والبعض الآخر احاديث فارغة منكَ.

لا تنسَ إنني هُنا، خلف هذه الشاشة الضوئية التي ترصد أحلامي، وبعض الذاكرة التي لا تنتمي للراحة.

لا تنسَ إنني هُنا، وانكَ فقاعةٌ مرت من جواري.