الكاتب عزيز التميمي
17 / 02 / 2006
من يبدأ التساؤل .. الشاعر أم القصيدة ؟ الجرح أم الجسد ؟ إستفهامية تؤشر لكل شيء يؤثث المكان المفتت ، الإنسان بوجهه الآدمي المتهرئ ، الطبيعة بجغرافياتها المندحرة أمام معاول التيبس وتضاريس الزمن الذي لا يني يستعرض بنوراما تتشكل أبداً من فرحة محبوسة ودمعة مصادرة ، ليل لا صمت فيه وعويل يؤسس ليوم القيامة ، ولماذا كل هذا الترسيخ حد الرهافة في تطويع الومضة الحسيّة ؟ ترى أهي صرخة الشاعر الذي استحال روحاً تكسرت أجنحتها وتمزق جسدها ، أم هو الشِعْر الذي غادر خيام القوّالين ومصاطب سوق عكاظ أيام الكدية والتسوّل ليرسم للكلمة قامة أخرى.
الشِعر الذي يتشكل مع صرخة النخلة حينما تأتي على قامتها سرفة مجنزرة غاضبة ، الشِعر الذي ينبت مع أحلام أطفال المزارعين ليلة العيد ، الشِعر الذي يشتعل في رأس تقبض عليها كف متجبسة لتضربها في الحائط لحظة تمرير المؤامرة ، وهذا الترسيخ أو هذا التشيئ في تفكيك الأنا ضمن مساحات تؤدي إلى تتويج الحضور الكلّي لمركبات الذات وخصوصيات الأنا التي أنتجت من مفردة المنافي معاجم أوطان حميمة ، أهو الجرح النازف من طين مختمر بالعزاء ؟ ، كل هذه التساؤلات تتنبّأ بها القصيدة التي أراد لها الشاعر ناصر الحجاج أن تسبق صوته في تدوين المأساة ، المأساة بحجمها التأريخي والإنساني ، وليجعل من قصيدته إدانة لكل أدوات العنف والقمع والعبودية التي مورست ضد إنسان وادي الرافدين تحديداً ، وإنطلاقاً من رقعة صغيرة في أهوار جنوب العراق احتوت المأساة التي تكررت فصولها على امتداد أرض السواد من شمالها حتى جنوبها ، وكخوض طبيعي ومنطقي لوجع الشاعر في زمن الاضطهاد نجد أن الهم الإنساني الكامن في روحه ينسجم مع نغمة الرفض التي تؤكد آدمية هذا الإنسان الذي أحب الطين والماء والشجر وعناصر الطبيعة التي احتوته واحتفلت به ، فجاء خطاب الشاعر في جُلّ قصائده خطاباً إنسانياً محاوراً تارة ومغاضباً تارة أخرى ، يبتدأ من وجعه ونزفه ولا ينتهي حتى وهو محاصرُ بسرية من فوهات البنادق ، وكأن الشاعر يقف فوق جزر القصب والبردي ويتحدى أصنام عصره غير آبه بأساطيل الحشود التي قمعت حتى أسماك الهور ويعيد إلى أذهاننا أسطورة الأنبياء الذين يتفرّدون في أزمنتهم وأمكنتهم بجملة إستفزازية تدفعنا كي نحدس بعدد الأنبياء الذين غرسوا قاماتهم في اتساع أهوار العراق .
تسجل قصائد " نبوءة مجنونة " صرخة وجدانية مدويّة أطلقها الشاعر الذي مثل جيلاً ولد في زمن الانهيارات الفكريّة والانقلابات الفاشية وما أنتجته هذه الانقلابات من عسكرة للفكر والحرية وتهميش للعواطف الإنسانية وزجّها في مساحة ضيقة يراد منها السخرية من خلال تأليب الشعور الوطني والقومي وتسخيره كشعار إستفزازي لغرض تمرير المؤامرة ، وإعتلاء منبر البطولة على سلالم من جماجم الشعوب المقهورة ، فكان صوت القصيدة أشبه بإعلان للعصيان ولائحة تحتوي لاءات تمارس صداها من خلال سمفونية القصب والبردي ، وتستحضر القصيدة في مشروع تمردها رنين الأسطورة المحلية التي تتواصل مع عمقها السومري فتتكئ على موروثها من خلال تدجين المفردة المحلية التي تمثل تفرداً في رمزيتها ، والشيء المثير في هذه النبوءات التطابق البيئي لمسرح القصيدة (الحدث) ومسرح الأسطورة (الرمز) ، فجغرافية القصيدة تمثلت في أهوار جنوب العراق وهي ذات البيئة التي تجسدت فيها الأسطورة السومرية المرتبطة بحكاية الممالك التاريخية وتأسيسات الحضارة ، فدوّن الشاعر رموزه المحلية مثل ( المشاحيف ، البرحي ، الأكلاك ، التهل ، الخ ) ضمن سياقها الأسطوري ليجعل منها روافد تغذي القصيدة بتواصلها الإرثي ، وليجعل من مرجعية نصوصه حاضرة برؤيتها التحديثية ضمن بيئة القصيدة التي أنتجتها مخيلة الشاعر من خلال تداخل عوامل الحسّي والعقلاني والسلوكي ، وتأتي النبوءة هنا متلازمة مع حدث الرفض والتمرد ، أي تفعيل آلية الطرح المغاير بتبني رؤية تنطق بالتصريح حول إشكالية تدوين المفاهيم المغلوطة وتوظيفاتها المؤدلجة ، حيث تكرس مفاهيم الوطنية من خلال نظرية الخنوع وترخيص فعل الموت والرقص تحت شعارات تمجيد الوطني (الوثني) المزيف ، وفلسفة الذاكرة وفق منطق إحداثي الفخر القبلي التقاليدي ، ففي مجموعة القصائد التي تنتمي للنغم الوجداني والتي مثلت القسم الأول من المجموعة الشعرية " نبوءة مجنونة " والتي جاءت مع هندسة التفعيلة الشعرية التي تمرّد عليها الشاعر في قصائده اللاّحقة ضمن نفس المجموعة ، نجد أن عنصر الرفض تمثل في طرح الإستفهامية التي تعكس حيرة الروح والأنا التي مزجت بين مفردة الوطن والمنفى كتتويج إنساني لحالة الإضطهاد والرفض معاً ، وبدا ذلك واضحاً في قصائد " غيب هابيل " و " غريب الأوجاع " وصولاً إلى " شيء من خوف المشاحيف " مروراً بقصيدة " طفلة الشمس " ، وتميز هذا القسم من قصائد " نبوءة مجنونة " بتدفق إنفعالي عكس بشكل مباشر لوعة الشاعر وحنقه من خلال سمفونية مرهفة متجاسرة في تأثيث الوجداني الحسّي :
من شبّاكها
الممتد نحو البحر ،
تأتيها النوارس بالبكاء العابر الشطآن
وضعتْ أنفاسها فوق يد الصمت
ولاذت بالغناء .
وكأن الشاعر يحاول أن ينفث في رحلته هذه كل مكنونات غربته وتساؤلاته ويحتوي بذلك بيئة لتأسيس تجربته الشعرية منطلقاً من دائرة آلامه مقتفياً صوت بدر شاكر السيّاب الذي بزغ من عمق جراحه وأثرى نتاجه الأدبي من خلال تتويج محليته ذات العمق الحضاري ، ربما لتأسيس واقع قصيدته من خلال علاقة واضحة وصريحة مع بيئته ، فعنصر الأصالة المرجعية يؤدي بالشاعر أحياناً إلى تدوين خطابه من خلال هضم مفردات محليته ورمزيتها ونسج لغة تؤكد حضوره في بيئته ، فالشاعر ضمن هذا السياق يؤكد تجذره في إرثه من خلال تسخيره للمفردة المحلية ذات البعد الأسطوري كي يرسخ بؤرة تموجده في رحم أسطورته ، داعياً التاريخي والميثيولوجي لحضور إحتفالية ولادته ، تلك الولادة التي عمّدت برائحة القصب ودبق أوراق البردي ، ففي غيب هابيل يؤكد الشاعر أناه الراسخة التي ترفض الموت بمفهومه اللغوي وتوحّد ما بين المنافي والأوطان لتجد لها ملاذاً في تبرير حالة النزوح القسري وتفعيل مفهوم الرحيل لتأكيد حالة الحياة .
أنا ما متّ
إلاّ أنني أخفي عن الأنظار أثوابي
وألفظُ من فمي
أنا راحل
من كلّ آلامي الرحيمة ، للتي لم ترحمِ
ومن خلال رموز قصيدة "غريب الأوجاع " نستطيع أن نلمس خيط الفداحة حيث الغربة المتجذرة التي ترتحل مع روح الشاعر أينما حل متخذاً من صور الأمكنة أصداءً لجغرافيات أبت إلاّ أن تسترسل مع نداء ذاكرته ، فالفرات ينساب في طيات مخيلته ويتسع لاحتواء نزفه ولظى جمره مكفهراً حزين الوجه يستلب أنهار العالم جريانها وعذوبتها ، حتى يخيّل للقارئ أن هذا النهر سوف يواصل جريانه مندساً كحافة الموت الباردة ليعمد أجساد مواطنيه في مخاضة الحياة الأخرى إستجابة لنداء الإله السومري المستلقي في عمقه ، وفي قصيدة "خطاب القلب " يحتدم الصراع ما بين لوعة الحب ونزعة الفراق والرحيل ، قصائد ترسم الحزن لوحات سريالية توحّد بين مفاهيم الإناث المنثورة في سماء دنيا ترسل جناحيها لتظلل أنثى مستلقية أسفل رقصات نساء مثّلن الحبيبة والأم والمدينة وكربلاء التي عادت وأنتجت البكاء تخليداً لذاكرة الآلهة السومرية ، في قصيدة " شيء من خوف المشاحيف " يستحضر الشاعر كل المفردات الممكنة لتدوين الآني الممتد في جسد الأسطورة وتشكيل الصوت الشعري المتداخل في صداه الديني والتراثي والمحكي ، ويتواصل الشاعر مع رقصة الموت والحياة المعلنة ضمن تداعيات النسيج البنورامي ، فيمزج ماء الفرات بدم الأضحيات تارة ويربط الأكلاك بعربات جلجامش تارة أخرى ، فيؤسس للقصيدة الأسطورية ، القصيدة التي تبدأ مع كل الأزمنة وترحل صوب كل الأزمنة ، تتسع بفضاءاتها لتلم أرض الرافدين على امتداد آلاف السنين وكأن فرسان العربات وبيارقهم الملونة وهم يشقّون غبار الأفق المغبر عند حدود القصيدة يقسمون بحضورهم الحتمي لإيقاف المجازر في متواليات الرافدين الجغرافية .
في القسم الثاني من تحولات القصيدة ضمن ديوان " نبوءة مجنونة " وبعد أن يهدأ الانفعال الذي احتوى كل إحداثيات الحب والألم والغضب والعشق نجد أن المقاتل الشعري يتنبه لصمته وأشيائه وموجوداته ، ويميز قصائد هذا القسم الذي ينسل من رحم القسم الأول دون تحديدات أو إشارات مسبقة ميله للنزعه الوجودية المتسمة بالعبثية أحياناً ، فيعكس مفهوم الغربة الإنساني المنشاً صوب الله ، ويطرح استفهامية وجودية تجاوزتها القصيدة الحديثة من حيث الرؤية الفلسفية لطبيعة الاستفهام الوجودي السارتري ، وتعكس هذه القصائد قلقاً حقيقياً ينتاب الشاعر يؤكد قلق المرحلة بتداعياتها التاريخية والإنسانية وخلخلت المفاهيم الفكرية نتيجة القمع والانكسار ، ففي قصيدة غربة الله يتسع الخوف من إدراك حقيقة الغربة :
الغريب بيننا الله
لا أحد يعرف وجهته
من أين أتى
أين سيذهب
لا عنوان محدداً له
.......
.......
الغربة ليست إنتماءً ،
الغربة لا إنتماء
هنا يؤكد الشاعر انتماءه لوطنه من خلال تدوين الغربة ضمن الإحداثي الذاتي الذي يتصل بمفهوم الغربة الإلهية ، فغربة الذات تعني غربة الإله ، ومن ثم يتسع بمفهوم الغربة إلى اللاّإنتماء ، ويميل الشاعر في منظومة قصائده المشحونة باستفهامية الوجود وتدوينات الذات إلى تسخير نوعاً من التضاد اللغوي في تأكيد مفاهيم إنسانية وروحية لها مكانة في مساحة القصيدة عند ناصر الحجاج ، ففي قصيدة "هوية " يستخدم الشاعر مفردتا البياض والسواد في مقابل مفردتا الحياة والحزن ، وفي قصيدة " اغتيال الأموات " يتناول الشاعر مفردات الموت ، الولادة، في قصيدة "غدي " نقرأ استفهامية حول مغامرة التقدم إلى الأمام أو الوقوف من خلال استنتاج فلسفي لتكرارية الزمن بوحداته المعروفة : اليوم والغد والأمس كحالة لتدوين فكرة اليأس وذبول الأمل ، أو بالأحرى تدوين لفكرة اللاّجدوى التي مارسها كلكامش ضمن نزوعه لإدراك فكرة الخلود ، وهنا نكتشف تحولاً جديداً في القصيدة يمثل حالة الانزياح نحو عبثية المفاهيم ، فمن الحسّي المتجذر في تكوينه حد الأسطورة يبرز العبثي المنساق في استفهامية تعكس اللاّمقنع في التصوري واليقيني ، وتراوحت معظم قصائد القسم الثاني بالاشتغال ما بين التساؤل الوجودي والافتراض العبثي وصولاً إلى حقيقة أن ثمة وجود مستفحل ينمو في رحم القصيدة يبرر دوائر اضطرابه التي تؤكد مداخلات " كولن ولسن " في فرضيات المنتمي واللاّمنتمي من خلال تأكيد المفاهيم الفلسفية والإنسانية عبر تداعيات السلوكي والمنطقي في حياة الفرد وجدلية العلاقة مع الروح وبصماتها أو تناغمية الروح مع الأشياء ، فالرؤية الفلسفية في قصائد " نبوءة مجنونة " تنطوي على عدة عقد مهمة يستخدمها الشاعر لتأكيد حالة معينة وتبرير حالة أخرى ، ففكرة الانتماء يتم تسجيلها من خلال مفاهيم الحضور والغياب ، المواجهة والهروب ، وبنفس الوقت يتم تبرير حالات كثيرة مثل فكرة الرحيل واللاّجدوى ، فكرة المواطنة والوطن ، ويتم تجسير المعنى المغاير كتوظيف دلالي يؤدي بالقصيدة لخوض مغامرة شائكة ضمن مجموعة مفاهيم تاريخية واجتماعية وفلسفية لبلوغ مدلولاتها المعلنة على أساس مفترض ، فالنبوءة تميل إلى تأكيد مفهوم الدلالة لحالة الجنون الذي يحتكم على إحداثي غير اليقين والقصور ، وبالتالي تخوض القصيدة تمرداً يبتعد بمساحته عن منطقة المنطقي ، كي تجد لها فضاءً مفتوحاً للتحاور والافتراض ، للتعليل والتبرير ، ولولوج خبايا الذاكرة وسماع هسيس أفكارها ، من منطلق تجسيد الخيالي بترانيم الواقعي .
في القسم الأخير من قصائد " نبوءة مجنونة " وتحت عنوان "سور مجنونة " نلمس التحول الآخر في رؤية القصيدة باتجاه الصوفي الفلسفي ، وتبدو الجملة الشعرية في تلك القصائد هادئة متأملة ، تنحو إلى تأسيس رؤية فلسفية قادرة على احتواء إجابات راسخة تجاوزت حالة الدمدمة والنبض المتسارع والانشغال دوماً في اكتشاف المقنع والمجدي ، فهنا يتم إدراك حقيقة الأنا ضمن ترسيخ حالة الرضا والكينونة ، ففي قصيدة " سورة حلم " نجد أن الجملة الشعرية تجاوزت استفهامية الكينونة إلى الخوض في فعل الطقس المترتب ، ويتعمق الخطاب في قصيدة " سورة الجرس " نحو تأكيد الماهية الحتمية للأشياء من خلال تجسيد فكرة المادة وتحولاتها ، وتبدو القصيدة في هذا القسم أكثر تبنياً للمفاهيم الإنسانية المرتبطة بالحس الديني والأخلاقي وكأن الشاعر يريد أن يجعل من محاولته هذه فرضية أرسطية جديدة تسجل مجموعة التحولات التكوينية في شخصية الإنسان لتدعم المفهوم الصوفي بالعودة الفاضلة ، ويتسامى الحس الصوفي في قصيدة " سورة العبودية " ليؤكد المفهوم الروحي على حساب المفهوم العضوي من خلال تجاوز الرغبة الجسدية وتمركز الإحداثي الروحي ، ونسج صورة متمردة لصوفية تنسجم وحداثة القصيدة ،
لا تحدثني عن حور العين
والخمر وأنهار اللبن!
لستُ ممن يعبد فرجه وبطنه
حسبي عبودية واحدة
ثم يخلص الشاعر إلى تدوين مجموعة رؤى فلسفية موظفاً المجاز اللغوي في تكثيف اللقطة الصورية عبر قصائد سمّاها " قصائد مضمرة الأسماء " مارس من خلالها تدوير الفكرة لإيجاد مناخ فلسفي ملائم يستطيع من خلاله رسم تصورات واستنتاجات لسماء قصيدته التي تعد بالكثير .
وختاماً نستطيع أن نحدد ملامح ثلاثة تحولات مارستها القصيدة في ديوان " نبوءة مجنونة " تمثلت بالانطلاقة الوجدانية التي تناولت المخزون والتدفق العاطفي لثورة الشاعر ، ثم التحول الوجودي الذي صاحب انهيار المفاهيم وسقوط شعارات المرحلة ، وأخيراً التحول الفلسفي الصوفي الذي يجسد رحلة المعاناة والاكتواء برماح التغرب الروحي والفكري وحالة الاستشفاف الفلسفي التي أنتجتها مرحلة العذابات والتضادّات والخيبات ، وهذه التحولات عكست إلى حد ما طبيعة تكوين القصيدة ، المؤثرات الزمانية والمكانية الشائكة والمعقدة ، ويمكن القول أن الشاعر في قصائدة الوجدانية كان جزءاً من مساحة القصيدة ، كان جزءاً من الاضطهاد والعنف ، فسجل رؤيته من خلال رد فعل محكوم بنزعة عاطفية انفعالية حادة ، وهذه الاحتفالية بالوجع أنتجت الانزياح العبثي والوجودي ، حكمتها ظروفها وعواملها الغنية عن التعريف في بيئتنا العربية ، وما حالة التأمل إلاّ انعكاس حقيقي لحالة شعرية صادقة أدت بالقصيدة لممارسة دور أكثر وعياً وعمقاً من خلال دور القصيدة الشاهد والناطق