النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ان السلامة منها ترك ما فيها
روي أن سليمان بن داود عليه السلام جلس يوماً في ساحل البحر فرأى نملة في فمها حبة حنطة تذهب إلى البحر
فلما بلغت إليه خرجت من الماء سلحفاة و فتحت فاها فدخلت فيه النملة و دخلت السلحفاة الماء وغاصت فيه
فتعجب سليمان من ذلك و غرق في بحر من التفكر حتى خرجت السلحفاة من البحر بعد مدت و فتحت فاها
و خرجت النملة من فيها و لم تكن الحنطة معها فطلبها سليمان و سألها عن ذلك
فقالت:يا نبي الله إن في قعر هذا البحر حجراً مجوفاً و فيه دودة عمياء خلقها الله تعالى فيه و أمرني بإيصال رزقها
و أمر السلحفاة بأن تأخذني و تحملني في فيها إلى أن تبلغني إلى ثقب الحجر فإذا بلغته تفتح فاها فأخرج منه و أدخل الحجر
حتى أوصل إليها رزقها ثم أرجع فأدخل في فيها فتوصلني إلى البر
فقال سليمان: سمعت عنها تسبيحاً قط؟
قـالت ألنملة : نعم تقول ( يا من لا ينساني في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك يا أرحم الراحمين. )
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من كتاب محمد بن ابى بكر بن ايوب بن سعد بن حريز الزرعى الدمشقى ابو عبد اللة شمس الدين ابن الجوزية رحمة اللة - 691 - 751 هجرى
ملحوظة هامة - ان كثير من الناس يظنون ان ابن الجوزية هو - ابن الجوزى - والبعض الاخر لا يفرق بينهما لكن الحقيقة ان - ابن الجوزى رحمة اللة سبق -ابن الجوزية بحوالى مأتى عام وكان عالما فقيها ثبتاً -
واسمة - عبد الرحمن ابو الفتوح بن الجوزى الحنبلى المتوفى فى بغداد عام 597 هجرى