اتسعت القائمة .. الطابور طويل .. الصبايا يقفن في هدوء و استكانة .. أي سوق نخاسة هذا ..
تتمزق أحشاؤها ألماً .. سياف لايرحم ، هناك .. في آخر الطابور ..
تصرخ في الصبايا .. لايسمعن .. الجواهر المعلقة تغري أبصارهن .. و يزداد طول الطابور .. تزداد الجواهر ابتعاداً ..
الموسيقى .. الشعر .. الألم .. كل هذه الأشياء التي تمنع الحزن عنها .. أين هي و أين هم ؟؟
أين الأكفان .. ؟؟
و أين صور الهلوسات في رأسها ؟؟
تفرد شعرها الطويل إلى المرآة .. تقصه .. تبدأ في تمزيق دفترها الأخير .. تمزقه في غضب .. ترغب في محو التواريخ .. لكن ذاكرتها تأبى ..
ويحكِ ما فعلتِ ؟؟ يصرخون بها .. لا تدرك .. لاتسمع ..
البناية بجوارهم تنهار .. تهز العالم .. تتراقص الأضواء من حولها .. تكاد تموت جنوناً .. لم يسمعها أحد ..
تتساءل في ذهول .. تمد يديها الباردتين إلى وجهها .. ماتت هي ؟؟ لا تعرف ..
تقف للصلاة في كل يوم على جثتها ، و تعطيه كل الشرف في ذلك .. تضع في محرابه القرابين .. تحفظه بقلبها تدقه وشماً على صدرها ، و تتلو من أجله صلاة .. تنحني على الشوك ..تقدم الورود البيضاء .. تصفها بيدين جريحتين .. و تضيف الحمراء .. و الصفراء .. و تغني بكل الدمع ..
تلملم أوراق الشجر الذابلة و تنتظر المد .. و الجزر .. تسافر إلى المحراب ..
يهددها .. بأن يحطم السماوات فوقها .. فتزداد قرباً .. تلف وشاحها الأبيض حول رقبتها .. و تبدأ في الصلاة من جديد . . !