فضاء الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضاء الإبداع

هذا فضاء للجميع فدعونا نحلق معا في أفق الإبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ضــــياء اللـــذة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
د. مصطفى عطية جمعة
مشرف قسم دراسات وآراء في النقد الأدبي
د. مصطفى عطية جمعة


عدد الرسائل : 183
العمر : 55
الجنسية : مصري
تاريخ التسجيل : 08/06/2008

ضــــياء اللـــذة Empty
مُساهمةموضوع: ضــــياء اللـــذة   ضــــياء اللـــذة I_icon_minitimeالإثنين 09 يونيو 2008, 6:55 pm

ضــــياء اللـــذة
( 1 )
الهجعة الليلية التي يستلزمها الجسد ، وتسبح روحي في فضائها ، لا أعرف كينونتها ، سوى تلك الأخذة التي تجذب روحي ، من عالم الأحياء ،و الحركة والثرثرة ، إلى سُبات الجسد . هل الروح تسكن أيضًا ؟ لا أذكر ، من هجوعي – في ليلتي تلك – إلا هذا التماوج الذي عايشته ، وجوهًا …، نعم .. نعم .. ، لمن أعرفهم ، أحبهم . أبي ، أمي ، جدي …. ، كانوا يبتسمون لي ، يضحكون، تمدّ أمي يديها لي .
أُفْعَمُ بنشوة وراحة ، لذةٍ أستشعرها ، وكأن خلاياي تنطلق في ملكوت سرمدي .
……………
هدأة الليل ، النفوس ، هل تسكن الأرواح ؟
أضع المفتاح في باب المسجد ، أضغط زرًا فيتوهج مصباح . آيات القرآن ، تنساب بحنجرتي ، رطبة ، والفؤاد عائم .
أصدح بالآذان . يأتي عم عبد الرزاق :
- صوتك خافت اليوم يا عبد الحميد ؟!
- إنه مثل كل يوم .
يتفحصني بعينيه ، يصمت ، ويترنم بجواري بأوراده الصباحية . قلتُ :
- ماذا بك ؟
تطلع نحوي ، عيناه غائمتان :
- أنتَ ماذا بك ؟
صمتي ، قلبي منتشٍ . يردف :
- سلّم عليهم .
- ……………؟ !
غاص في تسبيحاته .
اصطففنا للصلاة .
قالوا لي وهم يصافحونني أمام المسجد :
- أطلتَ السجود كثيرًا ؟!
- أخذني الرجاء .
…………………
استيقظتْ أختي ، وأنا ألج البيت . قالتْ :
- صبحك الله بالخير .
- الخير كله لكِ .
- ستفطر ؟
- ……………..
تحركتْ ، متحسسةً ما حولها ، تحفظ أركان البيت ، انزويت في غرفتي ، خرخشة يديها وهي تغسل الآنية ، وتحرّك الوابور .
استلقيتُ على الكنبة ، أسندتُ رأسي ، النشوة تتجاذبني ، تغرقني ، كانوا يبتسمون ، ابتسمتُ ، أسبح في طاقات نورانية ، أتحرر من ربقة الجسد ، أتلاشى .. ، الملكوت يسعني ، أصافحهم .

( 2 )
- عبد الحميد ! الفطور ..
أكرر مناديةً عليه ، لا يحلو الفطور إلا به ، سيحكي لي عما ينوي فعله اليوم ، أتحسس الخبز الساخن، وطبق الجبن القريش والعسل ..
- عبد الحميد ! قم ، الفطور ..
أخذه النوم ؟ أتحرّك ، أدفع باب الغرفة ، صوت خطوي يطرق أذني .
- عبد الحميد .. ، قم يا أخي ..
أتحسسه .
صمتي .
الجسد نصف بارد ، جبهته تترقرق بعرق متجمد .
- فعلتها يا عبد الحميد ؟ فعلتها .. !
الوحدة تتماثل أمامي ، أودُّ الصراخ ، أصرخ ، الصوت بلا صدى . الخواء في أعماقي .
( 3 )
الضجيج والزحام . الناس متجمعون أمام المنزل .
- كان لا يزال في عزه .
- صلّى بنا .
آخرون في ركن وهم جالسون على المقاعد الخشبية المستأجرة :
- لم يتزوج ، وعاش من أجل أخته الضريرة .
- ربنا أعطاه من التجارة كثيرًا .
- يده لم تخرج فارغة من جيبه .
النسوة متشحات بالسواد . يقلن :
- عجيبة أخته ، لم تنحْ عليه ، فقط الدموع ، ولا حتى صرخة !
……………..
تقول أخته :
- ظننته نائمًا على الكنبة كعادته وهو يسبّح ، سبقتني ، وفعلتها ، كنتُ أمني نفسي بأنك لن تفارقني ، وأنا أكبرك في السن ، وستحملني إلى …
……………..
عم عبد الرزاق المطرق تحت شجرة الكافور ، أمام البيت :
- شفتُ البشرى في عينيه ، عقبا لي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عصام الزهيري
مشرف قسم القصص والروايات
عصام الزهيري


عدد الرسائل : 460
العمر : 51
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

ضــــياء اللـــذة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ضــــياء اللـــذة   ضــــياء اللـــذة I_icon_minitimeالثلاثاء 10 يونيو 2008, 1:39 am

الموت هذا الكابوس المرعب هو في نظر المؤمنين من أصحاب الأرواح الكبيرة لذة ضياء وفرح انتقال من عالم زائل إلى مصافحة الكائنات النورانية في عالم أبدي. من هذه الجهة تبدو القصة تبشيرية بحقيقة من حقائق الضمير المتعارف عليها وهو ما أنعكس على تكنيك السرد الذي بدا كثلاثة "استشهادات" أو تنويعات على هذه الحقيقة بأكثر منه ثلاثة مشاهد. في المقطع الأول يبدو الموت انتقالا هينا وواعيا له علاماته واستباقاته، وفي الثانية يصبح الموت "فعلا" لا كما هو "قدرا" في همس الأخت "فعلتها يا عبدالحميد"، إنه فعل لأنه يؤدي إلى خواء عالم الأخت الذي يصبح الصراخ معه فعلا غير مجدي، ويغيب "عالم الضياء" في مونولوج الأخت أو في وعيها بمبرر من حزنها لكنه يظل حاضرا كأفق مضمر سريعا ما يعاود الكرة في المقطع الثالث حاملا بشارة الخروج. ويظل صوت الأخت حاضرا في المقطع الثالث كنغمة حزن واقعية تشوب فرحة الاحتفال بالانتقال إلى العالم الآخر.
في الواقع ليست هذه الروح الاحتفائية بالموت غريبة على الوجدان المصري وإن كانت لا تؤثر كثيرا في طقوس الموت الشائعة والتي تصنعها مشاعر الصدمة والحزن والفقد الأليم، فكتاب الموتى الفرعوني يسمي الموت "الخروج إلى النهار"، ويبدو لي عنوان "ضياء اللذة" تنويعا آخر على هذا اللحن المنتشي بوعد الخلود بعد الموت.
القاص مصطفى عطية جمعة
عودة إلى التواصل من جديد مع إبداعك تواصلا طالما افتقدناه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د. مصطفى عطية جمعة
مشرف قسم دراسات وآراء في النقد الأدبي
د. مصطفى عطية جمعة


عدد الرسائل : 183
العمر : 55
الجنسية : مصري
تاريخ التسجيل : 08/06/2008

ضــــياء اللـــذة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ضــــياء اللـــذة   ضــــياء اللـــذة I_icon_minitimeالثلاثاء 10 يونيو 2008, 3:52 pm

عصام الزهيري كتب:
الموت هذا الكابوس المرعب هو في نظر المؤمنين من أصحاب الأرواح الكبيرة لذة ضياء وفرح انتقال من عالم زائل إلى مصافحة الكائنات النورانية في عالم أبدي. من هذه الجهة تبدو القصة تبشيرية بحقيقة من حقائق الضمير المتعارف عليها وهو ما أنعكس على تكنيك السرد الذي بدا كثلاثة "استشهادات" أو تنويعات على هذه الحقيقة بأكثر منه ثلاثة مشاهد. في المقطع الأول يبدو الموت انتقالا هينا وواعيا له علاماته واستباقاته، وفي الثانية يصبح الموت "فعلا" لا كما هو "قدرا" في همس الأخت "فعلتها يا عبدالحميد"، إنه فعل لأنه يؤدي إلى خواء عالم الأخت الذي يصبح الصراخ معه فعلا غير مجدي، ويغيب "عالم الضياء" في مونولوج الأخت أو في وعيها بمبرر من حزنها لكنه يظل حاضرا كأفق مضمر سريعا ما يعاود الكرة في المقطع الثالث حاملا بشارة الخروج. ويظل صوت الأخت حاضرا في المقطع الثالث كنغمة حزن واقعية تشوب فرحة الاحتفال بالانتقال إلى العالم الآخر.
في الواقع ليست هذه الروح الاحتفائية بالموت غريبة على الوجدان المصري وإن كانت لا تؤثر كثيرا في طقوس الموت الشائعة والتي تصنعها مشاعر الصدمة والحزن والفقد الأليم، فكتاب الموتى الفرعوني يسمي الموت "الخروج إلى النهار"، ويبدو لي عنوان "ضياء اللذة" تنويعا آخر على هذا اللحن المنتشي بوعد الخلود بعد الموت.
القاص مصطفى عطية جمعة
عودة إلى التواصل من جديد مع إبداعك تواصلا طالما افتقدناه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




ضــــياء اللـــذة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ضــــياء اللـــذة   ضــــياء اللـــذة I_icon_minitimeالثلاثاء 10 يونيو 2008, 3:54 pm

الموت ..
بدت القصة كصورة في حلم ..
مررت من أجل القراءة و اكن يجب أن أقول انني مررت .. !
كان ذلك جميلاً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد حسني إبراهيم
مشرف قسم شعر العامية
محمد حسني إبراهيم


عدد الرسائل : 358
العمر : 59
الجنسية : مصر
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

ضــــياء اللـــذة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ضــــياء اللـــذة   ضــــياء اللـــذة I_icon_minitimeالسبت 14 يونيو 2008, 12:32 am

المبدع مصطفى عطيه
لك حبى وتقديرى
كم انت رائع حينما تكتب القصه يادرش
سعدت بالموت معك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://aboonoor64.jeeran.com/
د. مصطفى عطية جمعة
مشرف قسم دراسات وآراء في النقد الأدبي
د. مصطفى عطية جمعة


عدد الرسائل : 183
العمر : 55
الجنسية : مصري
تاريخ التسجيل : 08/06/2008

ضــــياء اللـــذة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ضــــياء اللـــذة   ضــــياء اللـــذة I_icon_minitimeالأحد 15 يونيو 2008, 10:15 pm

قصيدته الوردية كتب:
الموت ..
بدت القصة كصورة في حلم ..
مررت من أجل القراءة و اكن يجب أن أقول انني مررت .. !
كان ذلك جميلاً .

الأخت العزيزة : قصيدته الوردية
تحياتي
شكرا لك
حضورك بهي دائما
د. مصطفى عطية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د. مصطفى عطية جمعة
مشرف قسم دراسات وآراء في النقد الأدبي
د. مصطفى عطية جمعة


عدد الرسائل : 183
العمر : 55
الجنسية : مصري
تاريخ التسجيل : 08/06/2008

ضــــياء اللـــذة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ضــــياء اللـــذة   ضــــياء اللـــذة I_icon_minitimeالأحد 15 يونيو 2008, 10:23 pm

محمد حسني إبراهيم كتب:
المبدع مصطفى عطيه
لك حبى وتقديرى
كم انت رائع حينما تكتب القصه يادرش
سعدت بالموت معك

الشاعر الجميل / محمد حسني
جميل منك أن تكون سعيدا بالموت هنا ، لأن الموت في الحياة الحقيقية شديد المرارة في نفوسنا
دمت بخير دائما
أخوك
د. مصطفى عطية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ضــــياء اللـــذة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فضاء الإبداع :: القصة والرواية-
انتقل الى: