بانتوم الكساد الأكبر
دونالد جاستس (1925 - 2004 )
ترجمة: د. عادل صالح الزبيدي
شاعر أميركي من مواليد ميامي بولاية فلوريدا. تخرج من جامعة ميامي ليعمل أستاذا للكتابة الإبداعية في أول برنامج من نوعه يتأسس في أميركا تحت اسم ورشة ايوا للكتاب، كما عمل في عدة جامعات وتخرج على يده كتاب مبدعون عديد ون.
له ثلاث عشرة مجموعة شعرية فاز معظمها بجوائز مهمة أهمها جائزة البوليتزر عن مجموعته ((قصائد مختارة)) عام 1979 . من عناوين مجاميعه الأخرى: ((الأعزب المسن وقصائد أخرى))1951، ((عاصفة محلية)) 1963، ((ضوء ليلي)) 1967 و ((صانع الغروب)) 1987. نشرت مجموعته الكاملة عام 2004.
القصيدة التي نختارها هنا كتبها الشاعر مستخدما شكلا شعريا شيقا يعود أصله إلى جزر الملايو ويعرف في الأصل باسم "بانتون بيركايت" . أنتقل هذا الشكل الشعري الى أوربا، إلى فرنسا وانكلترة تحديدا، في أوائل القرن التاسع عشر، حيث ظهرت ترجمات لقصائد من اللغة الأصل إلى الفرنسية والانكليزية ، ثم بدأ الشعراء أنفسهم يكتبون بهذا الشكل الشعري. للشاعر الفرنسي الكبير شارل بودلير بانتوم شهير بعنوان ((إيقاع المساء)).
يتألف البانتوم من سلسلة من المقاطع الرباعية يتكرر البيتان الثاني والرابع من كل مقطع ليصبحا البيتين الأول والثالث من المقطع الذي يليه وهكذا، ويكون نظام التقفية متناوبا بين أبيات المقطع الأربعة ( أي: أ ب أ ب). إلا إن الشعراء الذين أخذوا هذا الشكل لم يلتزموا كلهم بنظام التقفية الأصلي، فبودلير مثلا غير نظام التقفية في بانتومه إلى (أ ب ب أ)، أما دونالد جاستس الذي نترجم له هذا البانتوم فلم يستعمل أية قواف.
بانتوم الكساد الأكبر
كانت حياتنا تتفادى المأساة
بمجرد مضيها قدما
دون توقف وبقليل من وضوح المعنى
آه، كان ثمة عواصف وكوارث صغيرة.
بمجرد مضينا قدما
تدبرنا حالنا، لا حاجة للبطولات.
آه، كان ثمة عواصف وكوارث صغيرة.
لا أتذكر كل التفاصيل.
تدبرنا حالنا. لا حاجة للبطولات.
كان هنالك الاحتفالات المعتادة والأحزان المعتادة،
لا أتذكر التفاصيل،
وعبر السور كان الجيران جوقتنا.
كان هنالك الاحتفالات المعتادة والأحزان المعتادة،
حمدا لله لم يقل أحد أي شيء شعرا.
الجيران كانوا جوقتنا الوحيدة.
وإذا ما قاسينا قاسينا بهدوء.
لم يقل أحد في أي وقت أي شيء شعرا
كانت الاشفاقات والمخاوف الاعتيادية هي التي استهلكتنا
وإذا ما قاسينا قاسينا بهدوء.
وما من جمهور كان سيعرف قصتنا.
كانت الاشفاقات والمخاوف الاعتيادية هي التي استهلكتنا.
كنا نتجمع في الشرفات وكان القمر يطلع وكنا فقراء.
أي جمهور كان سيعرف قصتنا؟
وفيما وراء نوافذنا كان العالم الحقيقي يشرق.
كنا نتجمع في الشرفات وكان القمر يطلع وكنا فقراء.
وكان الوقت يمر، تجره الخيول وئيدا
وفي مكان ما فيما وراء نوافذنا كان العالم الحقيقي يشرق.
وكان الكساد الأكبر قد دخل إلى أرواحنا مثل الضباب.
وكان الوقت يمر، تجره الخيول وئيدا
لم نكن أنفسنا نعلم ماذا تكون الخاتمة
كان الكساد الأكبر قد دخل إلى أرواحنا مثل الضباب.
كان لنا عيوبنا وربما قليل من الفضائل السرية.
لم نكن أنفسنا نعلم ماذا كانت الخاتمة
كان الكساد الأكبر قد دخل إلى أرواحنا مثل الضباب.
كان لنا عيوبنا وربما قليل من الفضائل السرية
إلا إننا لسنا نفلت إلا بمحض الصدفة العمياء من المأساة.
وليس ثمة حبكة في هذا، انه خلو من الشعر.
النص الأصلي:
Pantoum Of The Great Depression
Donald Justice
Our lives avoided tragedy
Simply by going on and on,
Without end and with little apparent meaning.
Oh, there were storms and small catastrophes.
Simply by going on and on
We managed. No need for the heroic.
Oh, there were storms and small catastrophes.
I don't remember all the particulars.
We managed. No need for the heroic.
There were the usual celebrations, the usual sorrows.
I don't remember all the particulars.
Across the fence, the neighbors were our chorus.
There were the usual celebrations, the usual sorrows
Thank god no one said anything in verse.
The neighbors were our only chorus,
And if we suffered we kept quiet about it.
At no time did anyone say anything in verse.
It was the ordinary pities and fears consumed us,
And if we suffered we kept quiet about it.
No audience would ever know our story.
It was the ordinary pities and fears consumed us.
We gathered on porches; the moon rose; we were poor.
What audience would ever know our story?
Beyond our windows shone the actual world.
We gathered on porches; the moon rose; we were poor.
And time went by, drawn by slow horses.
Somewhere beyond our windows shone the actual world.
The Great Depression had entered our souls like fog.
And time went by, drawn by slow horses.
We did not ourselves know what the end was.
The Great Depression had entered our souls like fog.
We had our flaws, perhaps a few private virtues.
But we did not ourselves know what the end was.
People like us simply go on.
We had our flaws, perhaps a few private virtues,
But it is by blind chance only that we escape tragedy.
And there is no plot in that; it is devoid of poetry.