تفاجئنا الشاعرة التونسية الرقيقة الاستاذة ضحى بوترعة يوما عن يوم بهمساتها الجميلة، وشاعريتها الدفاقة.
وها نحن نرتع في ربى قصيدتها( القلق الاخير) حيث يتحول القلق إلى صمت جميل، وغناء لذيذ.
وفي هذا الصمت القلق والاخير في صيحة الشاعرة ضحى يتحول إلى شحوب يصبغ السماء، ويكاشف المسافات.
إن القصيدة( القلق الاخير) ذات صوت قوي، حابل بالتداعي والوهج. الشيء الذي اعطاها بعدا دلاليا كبيرا. كما ان النغمة التي غلفت الاسطر الشعرية يظهر تاثيرها البلاغي والجمالي على المتلقي، لأنها تتوفر في طياتها على دفق شعوري قوي. ومن هنا اعطت الموسيقى التي وفرتها الاسطر الشعرية، والحركات الغعرابية وتوافق الحروف وتناغمها، جمالية للقصيدة.
إن اللغة في هذه القصيدة( القلق الأخير) عند الشاعرة الرقيقة والرومانسية ضحى بوترعة خاصية متميزة. حيث اصبح الضخب اللغوي، ورمزية اللفظة المعبرة مرتبطا بمضمون القصيدة، ووفر لها موسيقى داخلية نجحت الشاعرة ضحى في الحفاظ عليها إلى نهاية القصيدة.
إن الدفق الشعري صاخب في انسيابية ن وهذا راجع للحالة الشعورية التي عليها الشاعرة ضحى وهي تخط هذه القصيدة، وحالتها النفسية وهي تعبر عن هذا القلق الإبداعي الاخير. وبذلك اصبح إيقاعها الموسيقي الموظف موازيا لتجربتها الشعرية، وحالتها النفسية.
وخلال مسايرة القصيدة، نلاحظ الإيقاع الطويل الذطي اعتمدته الشاعرة الرقيقة ضحى بوترعة، معتمدة في ذلك على النغمات المولدة من الحروف المكونة للكلمة، ومتوالياتها. وبالتالي أصبحنا نرى جملا شعرية مشرقة، ذات بعد دلالي وموسيقس، وفني وهرموني.
إن المبدعة بوترعة ضحى، تهتم بمتلقيها، فهي تواكب روح العصر، وتساير المعيش العادي. فهي نموذج الشاعرة الملاحظة، والمعبرة بحرقة وألم، عما تشاهده، صابغة إياه بخلجات النفس، وتداعيها واصطخابها، وصخبها. مراعية في قصيدتها توازنا في الاسلوبن وتوافقا في المعنى، دون ان تغفل جانبها الدرامي، والبلاغي، والذي وفرتهما الصورة القوية والجميلة.
ولا يسعني إلا ان أرفع أحر شكري للشاعرة التونسية الرقيقة على شاعريتها، ووفنيتها، والمتعة التي منحتنا إياها من خلال هذه القصيدة المعبرة والقوية..
فإليك يا شاعرة تونس تقديري واحترامي
أخوكم: محمد داني