البديل 13/06/2008
كتبت: سلمي الورداني
قررت محكمة جنايات مدينة روبتون بفيرمون بالولايات المتحدة أن تعاقب مجموعة من الشباب قاموا باقتحام منزل الشاعر الأمريكي الكبير الرحل "روبرت لي فروست" بطريقة مبتكرة جدا، وهي أن تعطيهم دروسا مكثفة عن الشاعر وأعماله.
كان مجموعة من الشباب المخمورين الذين تتراوح أعمارهم ما بين عشرين وخمسة وعشرين عاما قد اقتحموا منزل الراحل في ديسمبر الماضي بمنطقة وودز وتسببوا في إتلافه وتخريبه. هنا قررت المحكمة أن تجعل جزاء هؤلاء الشباب من جنس عملهم، وطلبت من الكاتب والأكاديمي الأمريكي وكاتب سيرة روبرت لي فروست "جاي باريني" أن يطبق فلسفته ونظريته في الشعر التي دونها في كتابه الأخير (لماذا نعبأ بالشعر)، ويقوم بإعطاء محاضرات مكثفة لهؤلاء الشباب الطائش حول أهمية الشعر وتاريخه وسيرة فروست، وإعانتهم علي فهم أعماله، وأشعاره.
وافق باريني علي الفور، وبدأ إعطاء الطلبة دروسا عن روبرت لي فروست، والأركان الفنية للعمل الإبداعي لدي فروست. وعن جدوي هذه الطريقة مع هؤلاء الشباب قال باريني -وفقا لصحيفة نيو يورك تايمز الأمريكية-: "لقد بدوا مصدومين في البداية من هذه الأفكار الجديدة عليهم والتي لم يعتادوا علي سماع مثلها بل ومناقشتها" وأضاف: "حبي للشعر وإيماني بفروست وآماله الواسعة في الشباب كانت وراء سعيي لتعليم هؤلاء ومساعدتهم بدلا من استخدام العقاب المتعسف الذي يعاملهم كمجرمين".
وروبرت لي فروست هو أحد أعمدة الشعر الأمريكي. ولد في عام 1873 بمدينة فرانسيسكو الأمريكية. درس في هارفارد، حيث عمل مزارعا في فترة صباه . وفي عام 1912، انتقل مع أسرته إلي إنجلترا، حيث نشر أول كتبه (إرادة صبي) وبعده (شمال بوسطن). نمت صداقة قوية في ذلك الوقت بينه وبين الشاعرالبريطاني "إدوارد توماس" الذي شجعه واحتفي بموهبته الشعرية. وفي 1915، عاد فروست إلي الولايات المتحدة وألف هناك معظم أشعاره، ونال شهرة وصيتاً كبيرين كواحد من أهم رموز الشعر في العالم، ونال أربع جوائز بوليتزر. توفي فروست في بوسطن 1963