لعنات على سكين قابيل
أنا الليلة أحملُ الهواءَ الراحلَ في كفِّ العرافين
أوشوشُ الودعات
وأهبها أذنيَّ
وأستعيرُ منها حزنَها الذائب في دقاتِ أظافرها
الليلة أرتبُ أشلاءَ الهواء
وأشعلُ فيها النيران
لتنيرَ لي الدرب ولجرحي المتسندة عليه رئتيّ
هيا نوقدُ الشموع
واحدة
اثنتين
عشرة
هيا نقطفُ شعيبات الرئة
ونهديها للأغصان المستباحة ورودها
أشجارُ التوتِ ثكلى الليلة
ترتدي أثوابَ عرسٍ سوداء
تبكي موتَ ثمراتِ التوت
فلنهديها بعض خثراتٍ متقيحةٍ تقفُ على شقوقِ جراحنا
خثراتِ دماءٍ تخشى اجتياحَ جيشِ الدود
اللونُ واحدٌ
نزفُ التوتِ ونزفُ الجرحِ
لن تتعرفَ الشجرةُ على وليدِها الجديد
ولن تدركَ أننا زرعنا في رحمِ غصنها
لعناتٍ انصبت منذ الأذلِ على سكينِ قابيل
الليلة أُقبلُ صخرةَ سيزيف النائمة في حلقي
أقبلها ألفَ مرة
وأهبُ لها بساطَ صدري لتستبيحه
وأخيطُ لها من جفافِ لعابي
قناعًا من الهذيان
الليلة أستمعُ إلى هذيانِ الماءِ للزرعِ, وصهيلِ الريحِ في أذنِ النخيلِ
الليلة أشاهدُ انتحارَ السنابلِ تحتِ ثقلِ أقماحِها
وأقرأُ بعيني العمياءِ
رسالةَ النسيمِ على خدودِ الطينِ العذري
تهتكُ البراءةَ
تسدلُ الستارَ