قطرات من ثلج ساخن

تتأهب راحلتي
لغياب خلف طقوسِ الموت ،
بخورٌ يعصر رأسي
ونداءٌ محزونٌ يحشرني في رقصٍ غامضْ ..
يقطعني الفعلُ
وأبقى منكسراً كالموج
نشيجي أرّق طيبتها
وسقاني كأسا مسمومةْ.
كان الجُرحُ عميقا
ينحتُ في الصخر طريقا
وأقول : إذا أحببتكِ عادت راحلتي
والوهمُ يردد مأساتي
يتقلب موالُ حياتي
شعرا / ودموعا.
كان الشاعر مسكوناً بعيونٍ زائفةٍ
مأخوذاً بسؤالٍ أرّقه :
ــ هل تعشقني؟.
مشحوناً بقصائدَ تقتلعُ الغيمَ
تُكثّفه
وغناءٌ يصَّاعدُ أبخرةً
والليلُ الباردُ يلفحه فينام
لتنهضَ أرواحُ الحُلمِ
بكورالٍ غجريٍّ
وملابسَ همجيٍّ
موسيقى تبحثُ عن أُذنٍ
وغطاءٌ يبحثُ عن كفنٍ
وحياةٍ أخرى
الثلجُ يًُغطي قلباً صهرته أنّاتُ الليلٍ
ونقشٌ من لغةٍ خرساء
وتمر على الوتر الثاني
أغنيةٌ لحليمٍ
كان الشاعر مغتبطأ بلزوجةِ طلعتها
يحرقُ كلَّ قصائده
ويجرُّ معلقةً كبرى ..
الدهشةُ أن تعرفه البنتُ الطفلةُ
أن تمنحه أيّ حياةٍ أخرى
ويقولُ : إذا أحببتكِ عادت راحلتي ..
البنتُ الطفلةُ هائمةٌ بعصاه
تُخفي خلف حجارتها قلباً يهواه
كانت كلُّ تجاربه فاشلةً
وكأن الكونَ يُحاربه
ويمدُّ متاهاتٍ ساخرةً لخطاه.
هذا العشق كثيرٌ
والخوفُ كثيرٌ
والحزنُ كثيرٌ يلتف بقلبي
يعصره عصرا
ـ [ كأن فؤادي في مخالب طائر]*
الشعرُ كثيرٌ يا ليلى
وجنودُ الموتِ كثيرة
وقيودُ الوهم تروقُ لأمثالي
مثلي يهواه سرابُ الصحراء ،
مثلك أحجارٌ / وصخورٌ
وثلوجٌ بيضاء.
لابد من الفوضى
حتى ينكسرَ المألوفُ
وتحتارُ دوائرُنا
حتى تنشفُ آبارُ الصرعى
ويحطُّ الطائرُ فوق سواحلها
ليشدَّ القلب بها قبضا.
تتأهب راحلتي لغيابٍ
والبنتُ الطفلةُ جالسةٌ في القلبِ
تُداعب دُميتها
وتزيدُ جراحي بالثلج الأبيض ،
تهويماتُ الكورال تردد :
ـ يشعر أن البنتَ تُداعبُ طائرها
تفتحُ نافذةً وتداري بعضَ مشاعرها
ويقولون : الموجُ يلفُّ حصارَ جدائلها
هل كانوا يرجون سحاباً حاصرها
حين تولى الليلُ وأجبل شاعرُها؟
ما الليلُ ؟ وما العشقُ؟
وما البنتُ الطفلةُ إذ لاقتني
بالصمتِ
ولفتني بالقتل
وخاتلني العمرُ طويلا معها؟؟
ما عادت تنفعني الصدفةُ
أو شعرٌ أكتبه بدماءٍ
وتكفنه في سلتها..
ماذا تصنع ،
حين تضيق الحيلةُ ؟؟
أو تمضي الليلةُ دون حديثٍ معها؟
وإذا لبس الحزنُ ثياباً
وتحول جندياً شاباً
يضرب خيمته في قلبي
ورصاصاتٍ قاتلةً يُطلقها نحوي ؟؟
تتأهب راحلتي ..............
أيتها الطفلةُ غاضت أوردتي
وسكنتُ الصمتَ
ومرت أحلامُ العمر
فتولي عني ............
كان الشاعرُ مغروساً بفضاء النصِّ
وداخله راحلةٌ
يعبرُ فوق ثناياها لشواطيءَ عدةْ
والبنتُ الطفلة هابطة في قبرٍ
تعبره في رحلتها
نحو قصائدَ شاعرها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* البيت لقيس بن الملوح

الشاعر الدكتور محمد ربيع

بوح رقيق أشبه ما يكون بنشيج خافت يصدر عن ذات شفيفة
نص يعتصره الألم والحنين والذكريات
مناجاة تشد الآخرين ليشاركوا هذه الروح أنّاتها ويتفاعلوا معها
سررت بقراءة قصيدتك
تمنياتي لك بدوام الابداع
تقديري واحترامي

جميلة اوي يا دكتور

ماذا تصنع ،
حين تضيق الحيلةُ ؟؟
أو تمضي الليلةُ دون حديثٍ معها؟

هذا المقطع تحديدا لحظة قرأته كان يجب أن لاأقرأه لأنه بدل أن استمتع به أتعبني
ربما هناك أسئلة لاأجوبة لها تماما كلعبة الأطفال لانعرف من أبويها كالغيوم لانعلم متى أنجبتها السماء
مودتي

الشاعرة الرقيقة ضحى بو ترعة
شكرا لمرورك العبق على القصيدة

الشاعرة آسيا خليل
أشكر مرورك العبق على القصيدة

القاص الأديب الحبيب عصام الزهيري
شكرا لمرورك العبق على القصيدة ولعلك قد أمسكت بمفاتيحها وبعض شفراتها وهذا ما أدهشني حقا

الشاعرة حنين
شكرا لمرورك العبق على القصيدة

الأديب رامي نور
سعدت كثيرا بمرورك العبق على القصيدة

كان الشاعرُ مغروساً بفضاء النصِّ
وداخله راحلةٌ
يعبرُ فوق ثناياها لشواطيءَ عدةْ
والبنتُ الطفلة هابطة في قبرٍ
تعبره في رحلتها
نحو قصائدَ شاعرها
----------------------
ما أجملك
تحياتي
لأحرفك

الشاعرة عفت بركات
ما أجمل مرورك العبق على القصيدة

جميلة قوى يادكتور محمد بجد القصيدة اكتر من رائعة

الانسياب وتشكيل الصورة المبتكرة والاحالة والانزياح والتماهي في الفكرة بتنوع الكلمات الصاعدة الى غموضها كل ذلك ضمن لك قصيدا رائعا وضمن لنا متعة خالصة