لا غرابة فى اهتمام النقاد بقصيدة النثر بعد ان اصبحت من كثرة الاحاديث حولها أصبحت وكأنها لغز حقيقى .... المشكلة الاساسية ان المرجعية النقدية التى يمكن ان تحسم الجدل حول قصيدة النثر غير موجودة
سواء كانت مرجعية فكرية محددة( مصدر معرفى محدد )
او مرجعية شخصية ( ناقد معين مثلا )
خاصة بعد ان اندثر من حياتنا الادبية النقاد الكبار الذين كانت تمثل مقولاتهم وافكارهم مرجعية او اضاءة متميزة لوضع النقاش حول عمل ما فى مداره الصحيح والحاسم او قريب من ذلك
هذا ما وضع قصيدة النثر فى ازمة متعددة الزوايا عبارة عما يأتى:
ــ اولا صارت قصيدة النثر خارج القولبة والتقنين وخارج سيطرة النقد
(هل هذا منحها المرونة ام منحها الانفلات )
ـــ هل مساحة الحرية الكبيرة المتاحة لشاعر قصيدة النثر اغرته بالابداع ام اغرته بالاستسهال؟
ثم (وهذا هو الاهم ) من وجهة نظرى:
متى نحكم على قصيدة ما انها جيدة او رديئة طالما ليس لدينا معايير محددة تعضد تقييمنا لها بالجودة او الرداءة
خاصة وان كلنا نعرف ان النقد علم عزيز ,,, لكن مع قصيدة النثر لم يعد النقد علما عزيزا بل صار الجميع يتحدثون عن هذه القصيدة سواء امتلكوا الرؤية ام لا
أيضا هناك نقطة اشكالية اخرى يمكن رصدها فى هذا الجدل :
ما منحته قصيدة النثر من تداخل الانواع جعلنا نستسهل ونتقبل نسبة بعض المبدعين لاعمالهم على انها قصيدة نثر ولكنها تكون فى حقيقة الامر اقرب الى القصة احيانا او اقرب الى ( الخاطرة ) احيانا أخرى ونجد انفسنا فى تحرج من قولنا له ولكنها ليست قصيدة...........
هذه بعض الخواطر التى تقابل الناقد الذى يحاول التفاعل مع ما يطرحه شعراء قصيدة النثر ويحاول من خلالها (ضمنيا ) ان يجد ارضية معرفية محددة ومقننة تتيح له فعلا ان يحسن تلقى هذا الفن الاشكالى المسمى بقصيدة النثر..........
وللموضوع بقية
وتحياتى لك ايها الصديق الجميل محمد ربيع على اثارة هذا الوضوع