ثم لا يأتي المساء ..
...........................
وعلى يديك آنستي .. تقف الساعات والأيام والأزمنة .. ويقف التاريخ آنستي .. والانترنت والصاروخ والطائرة .. على يديك آنستي تقف روحي .. وينشطر الفؤاد خصاصة .. فتبوأي عرش الاماكن كلها .. واشغلي هذا الزمان .. وتوسدي حلل الهوى .. واللاهوى واللامكان ولا زمان ..
وعلى يديك آنستي .. يقف الشعور فلا شعائر لا سطور .. ولا كتابة لا حساب ولا فتور .. كل بهذا الكون سيدتي .. ما بين حرف في يديك وبين سلطان الهوى .. يسمو لأنسك غير صاح ما يدور ..
وعلى يديك .. لا طير يسبح في الفضاء ولا مدى .. ولا نداء بغير اسمك لا صدى .. الآن نخبك ما شربت وما سهرت وما اشتكيت وما هتفت .. الآن آنستي أطفوا أطيش على موج الكـلام ولا الكـلام على يديك المنتهى .. بل أنت سدرتنا جميعا لا بعاد ولا نوى ..
وعلى يديك آنستي .. تهوي إليك من الحنايا والخفايا والخلايا .. كل المعاني والطلاسم والتراجم والمعاجم .. والكل ينظر من شبابيك الهوى .. ما بين وجهك والقمر .. وأنا لوحدي في جفونك لا سماء ولا نجـوم ولا بشر .. وعلى يديك أمد روحي ربما .. أمشي وراءك بين ظلك والشعر ..
وعلى يديك حبيبتي .. أمواج دفئك يانعات .. ومن الأنامل تقطر الهالات أطياف الأنوثة أقحوان .. من جنتين على يمين المشتهى .. وعلى الشمال رأيت آلهة الشتاء .. وكل ما تهب السماء .. في صبحها أنا في انتظارك ضائع .. والشمس تغرب في فؤادك آه يا دفء المساء .. وأنا هنالك آنستي بين التأمل والتلهف فرقتان .. أولاهما بالحلم تغفو ثم تغفو ثم تغفو .. وإلى المساء تقودني الأخرى بهذا الشعر .. ثم لا يأتي المساء ..
وعلى يديك .. آنستي .. أوما فتحت لنا اليدا .. وعفرت فينا سحر جفنيك كؤوسا وخمورا .. ونثرت عطرك من يديك سحابة .. ونعفت حلمك في فضائي بيدرا ومددت للروح الجسورا ..
وعلى يديك حبيبتي .. عتقت خمور الأرض في ملكوتها .. والزهر أعلن في الوجود ولاءه للياسمين .. والروح تغرق في السلافة كلها.. أو بعضها .. تروي أهازيج الأساور والخواتم والأنامل .. في وحيها أرخت تاريخ الولادة .. ونقشت أحلام الوسادة .. ورسمت آمالي على عرض الخدود وطولها .. قبلا تفوق مساحة البوح .. ونثر العابرين ..
عصام الديك